جفرا نيوز - كتب المستشار محمد الملكاوي.
نجح رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في جمع زعماء وممثلي (28) دولة من بينها الأردن في القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات الثقة في آسيا (CICA) الذي عقد اليوم (الخميس) في العاصمة أستانا، وذلك للتأكيد على أن بلاده التي تشهد إصلاحات سياسية واقتصادية حاليا وتستعد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة الشهر القادم وبرلمانية في ربيع العام المقبل 2023، تسعى لترسيخ دورها الإقليمي والدولي من خلال القمم والمؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية.
ولوحظ بأن مشاركة العديد من زعماء العالم من بينهم الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والقطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والإيراني إبراهيم رئيسي، والأذري إلهام حيدر علييف والفلسطيني محمود عباس وغيرهم، جعلت الرئيس توكاييف يعمل على تحويل المؤتمر إلى منظمة إقليمية عالمية لاعتبارات أمنية وسياسية وعسكرية، خاصة وأن ال (28) دولة الأعضاء حاليا تمثل أكثر من 90٪ من أراضي القارة الآسيوية، وتنتج مجتمعة أكثر من 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
كما لوحظ بأن كلمات العديد من الزعماء في القمة ركزت على أهمية استثمار قمة سيكا CICA لترسيخ السلام في منطقة آسيا الوسطى خاصة وأن الأزمة الروسية الأوكرانية قد ألقت بظلال قاتمة على تلك المنطقة والمناطق الأخرى من العالم، وتهدد السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتأتي مشاركة الأردن في القمة من خلال سفير المملكة في أستانا يوسف عبدالغني إشارة واضحة بدور الأردن الفاعل من خلال عضويته في المؤتمر، والتي ترتكز على الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية والإقليمية لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، إلى جانب تأكيد حق الأردن في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسحية في القدس.
الرئيس توكايبف
هذا وقد حرص الرئيس الكازاخي توكاييف عقد قمة CICA قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في بلاده الشهر القادم، إيمانا منه بأن كازاخستان التي تقوم بإصلاحات سياسية واقتصادية وتشريعية وتقود إلى كازاخستان الجديدة.
وقد حظيت كلمات رؤساء الدول والوفود في القمة باهتمام كبير في المركز الإعلامي، خاصة كلمات كازاخستان وروسيا وتركيا والصين وأذربيجان وفلسطين.
هذا وقد قال رئيس كازاخستان جومارت في افتتاح القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا: (نحن متحدون جميعا برغبة مشتركة في السلام والتعاون. ولكن على الرغم من جهودنا الإبداعية فإن العالم لم يعد أكثر أماناِ، حيث أننا نعيش اليوم في عاصفة جيوسياسية غير مسبوقة وأزمة اقتصادية عالمية متنامي، وقد أُطلق على هذه الظاهرة بالفعل اسم "الخلل الوظيفي الشامل"، لافتا إلى أنه منذ قمة CICA السابقة في عام 2019 ، شهد المجتمع الدولي تجارب قاسية ، لا تزال عواقبها السلبية تؤثر على التنمية العالمية".)
وأضاف بأن المهمة ذات الأهمية الخاصة التي تواجهنا في تحقيق الاستقرار في العلاقات الدولية تتمثل في مواجهة التهديدات الناشئة غير المسبوقة، ومن الضروري إعادة تنشيط الآليات المتعددة الأطراف والعودة إلى حوار مفتوح.
وأكد أنه يجب أن نركز جهودنا جميعا على تشكيل أجندة سلام جديدة من أجل تعزيز أهمية القارة الآسيوية في النظام العالمي للعلاقات الدولية، مشيرا إلى آسيا قدمت مساهمة كبيرة في تنمية الحضارة الإنسانية"، حيث أنه منذ عدة آلاف من السنين ، كانت دول منطقتنا الكبرى هي القوة الدافعة الرئيسية وراء التقدم الاجتماعي والثقافي والتكنولوجي للبشرية جمعاء.
ويمكن أن تصبح هذه التجربة التاريخية الهائلة أساسا متينا لبناء نظام عالمي جديد مستدام وشامل يقوم على مبادئ المساواة في السيادة والتعايش السلمي والعدالة ".
وأشار توكاييف إلى أن التنبؤ بأن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن آسيا أصبح حقيقة واقعة اليومية، حيث أصبحت آسيا رائدة الاقتصاد العالمي المعترف به من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي وتعادل القوة الشرائية، لافتا إلى المنطقة لديها موارد بشرية وطبيعية كبيرة. حيث تقع 21 من أكبر 30 مدينة في العالم في آسيا. َمن بين 30 تريليون دولار في نمو استهلاك الطبقة المتوسطة بحلول عام 2030 ، من المتوقع أن يأتي تريليون دولار فقط من الاقتصادات الغربية. ومع ذلك فإن مستقبل آسيا نفسها يعتمد على رغبتنا الجماعية في تعزيز الحوار بين الثقافات والتقاليد ووجهات النظر العالمية.
وأكد بأن الخطوات المتخذة لتطوير CICA تتوافق مع هذا الهدف، وسيواصل هذا الاجتماع تعزيز التقدم والازدهار الاقتصادي والحوار بين الثقافات والحضارات والتفاعل مع المنظمات المتعددة الأطراف الناجحة الأخرى العاملة في القارة الآسيوية".
وأوضح توكاييف بأن كازاخستان بصفتها رئيسة الاجتماع ستعمل على تكثيف الجهود لزيادة دفع عملية المؤتمر المعني بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.
وفي العام الماضي قال بأنه تم تنقيح كتالوج CICA لتدابير بناء الثقة، والذي يتضمن مجالات جديدة ذات أولوية للتعاون مثل السلامة الوبائية ، والرعاية الصحية والمستحضرات الصيدلانية ، وأمن المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات.
ونوه إلى أنه تم تشكيل هيئة استشارية - مجلس الحكماء في CICA ، والتي ستضم شخصيات سياسية وعامة بارزة ، ستسهم خبرتها ومعرفتها الثرية في تنفيذ جهودنا المشتركة "
كما نوه إلى أنه سيكون منتدى CICA Think Tanks بمثابة منصة عالمية للخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء آسيا لتبادل الخبرات والأفكار ، وتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، مبينا بأن أستانا استضافت هذا العام مجلس الأعمال CICA ومنتدى الأعمال ، وكذلك الاجتماع الخامس لمجلس شباب CICA.
وأعلن الرئيس الكازاخي عن إنشاء صندوق CICA اليوم. هدفه هو إنشاء آلية خاصة لاختيار مشاريع CICA وجمع الأموال الطوعية لتنفيذها.
كما أن عدد المراقبين والشركاء آخذ في الازدياد. فانضمت تركمانستان إلى CICA كمراقب. واتخذت قرارات لإقامة تعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) "
"ومنذ إنشاء الاجتماع، عقدت الدول الأعضاء خمسة اجتماعات رفيعة المستوى وستة اجتماعات وزارية ، مما أظهر دعمًا سياسيًا نشطًا لعملية المؤتمر. ترأست CICA في أوقات مختلفة كازاخستان وتركيا والصين وطاجيكستان.
بعد عشر سنوات من الرئاسة السابقة ، حددت كازاخستان عددًا من الأولويات الطموحة لرئاستها الحالية ، والتي تستند إلى تحول CICA إلى منظمة دولية كاملة.
السفير الأردني يوسف عبدالغني
وقد أعاد السفير الأردني في كازاخستان يوسف عبدالغني (في كلمته خلال الاجتماعات) الإشارة إلى ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتأكيد على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحيةالأردن في مدينة القدس الشريف، واعتراض الأردن أيضا على أي قرار أحادي الجانب من قبل إسرائيل قد يؤدي إلى تغيير او الإخلال بالوضع القائم في المدينة المقدسة. هذا إلى جانب تأكيد الأردن على أهمية الدعم الدولي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها.
كما أعاد السفير الأردني في كازاخستان التأكيد على ما جاء في خطاب جلالة الملك بعدم إنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على أرض الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، جنبا إلى جنب مع إسرائيل، لتعيش بسلام وأمن وازدهار.
هذا وقد أعرب السفير يوسف عبدالغني عن دعم الأردن الكامل لرؤية كازاخستان لتحويل منطمة CICA إلى منظمة دولية إقليمية، إلى جانب إعرابه عن ثقة القيادة الأردنية بالقيادة الحكيمة للرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، الذي ساهم في جعل CICA جزءا من رؤيا حديثة وركيزة أساسية تسهم في تعزيز التنوع التاريخي والثقافي لأعضائها، وهي من أكبر إن لم تكن أكبر منتديات أسيا، ويمكن ان تلعب دورا فاعلا في منع الصراعات المستقبلية وتسوية الخلافات بين أعضائها، والإسهام في إحلال والاستقرار في المنطقة.