جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص
مرتان في أسبوع واحد ظهر ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى جانب أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح في مشهد أخوي وإنساني نادر للتأكيد على أن إدارة الدولة وتفاصيل الحكم اليومية لا تزال تحت إمرة وإشراف الأمير نواف الذي غادر العاصمة الكويتية أمس متجها إلى العاصمة الإيطالية روما لإجراء فحوصات طبية دورية، في حين أنه أصدر أمرا أميريا في نوفمبر 2021 لتفويض اختصاصات الأمير الواردة في الدستور إلى ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الذي بات عليه عبئا كبيرا، وهو ما دفع الأمير إلى القول للشيخ مشعل في مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام كويتية بأنه "مكان النفس".
وولي العهد الكويتي رغم أنه رجل أمن صارم ومباشر في تعاطيه مع الملفات لم يُظْهِر أي تنافس على المناصب العامة أو الكبيرة في الدولة الكويتية منذ استقلالها عام 1963، عدا عن أنه كان "المستشار الأمين والعضيد الوفي" لأربع حكام للكويت في العقود الثلاثة الأخيرة، فقد كان مستشارا مقربا بشدة من الأمراء المغفور لهم جابر الأحمد وسعد العبدالله وصباح الأحمد، في حين أنه بات يحمل الجزء الأكبر من عبء الحكم عن الأمير الحالي الشيخ نواف.
الشيخ مشعل الأحمد الذي اختاره الأمير نواف عام 2020 ليكون وليا لعهده لم يشغل أي منصب وزاري طيلة حياته السياسية، ولم يجلس على مقاعد مجلس الوزراء في سائر التشكيلات الوزارية التي شهدتها الكويت، عدا عن أن الشيخ مشعل الذي له خلفية عسكرية وأمنية قد أسس جهاز المباحث العامة في وزارة الداخلية قبل عقود، الذي انفصل لاحقا وأصبح مسماه جهاز أمن الدولة، فيما عين لسنوات قصيرة نائبا لرئيس جهاز الحرس الوطني الذي له صبغة عسكرية.
ويحظى ولي العهد الكويتي بمكانة خاصة في الداخل الكويتي لأنه ظهر كـ"أخ حنون" إلى سائر جميع أخوته الأمراء في مرضهم الذي استدعى نقلهم للعلاج في الخارج، كما أنه كان ملازما للأمراء في رحلاتهم العلاجية بلا توقف، إذ لم يكن يعود إلى الكويت إلا بمعيتهم، إذ يقول كويتيون إن الشيخ مشعل منذ سنوات شبابه هو "قصة إيثار متنقلة"، إذ كان بوسعه أن يشغل أكبر المناصب وأعلاها منذ عقود لكنه كان يميل إلى خدمة الكويت وحكامها وشعبها في الظل، وهو ما أكسبه احتراما ومحبة هائلة في الأوساط الكويتية، إذ عبّر كويتيون عن فرح كبير باختياره وليا للعهد قبل نحو عامين، فيما تقول أوساط كويتية إن الشيخ مشعل "قيادي زاهد في الأضواء والمناصب" لكنه "جندي ملتزم رهن الإشارة" حينما يتعلق الأمر بالكويت وشعبها.