جفرا نيوز -
تختلف معايير الجمال من قبيلة إلى آخر؛ فمنهم من رأى أن القَدَم الصغيرة لدى النساء هي المعيار الأهم للجمال، وآخرون رأوا الرقبة الطويلة المزينة بأقراصٍ حديدية تزيد من جمال المرأة. ذلك كان عبر التاريخ، أمّا الآن فهناك قبيلة اختلفت فيها معايير الجمال عن باقي بلدان العالم.
قبيلة سورما بإثيوبيا ترى أن جمال المرأة يكمن في شِفَاهها الكبيرة المزينة بأقراص خشبية أو طينية، التي كلما كبرت زاد جمالها، ليعتبرها البعض أغرب معايير الجمال في العالم.
قبيلة سورما في غرب إثيوبيا
قبيلة بدائية في غرب إثيوبيا يطلق عليها اسم سورما، تعيش هذه القبيلة في منطقة ديبوب أمو القريبة من الحدود السودانية الجنوبية، يعيش أكثر من 92% منهم في منطقة معزولة محاطة بالجبال المطلة على نهر أومو.
للسورما لغة خاصة تدعى بـ"مَرْسِي"، وتتميز هذه القبيلة بعاداتٍ غريبة، حيث يقومون بتزيين شفاه النساء بأقراص خشبية أو طينية، اقتناعاً منهم أنها تزيدهم جمالاً وقابلية للزواج من رجال القبيلة.
تقوم نساء القبيلة بالاستعداد للزواج فور بلوغ البنت؛ حيث يقومون بخلع الأسنان الأمامية السفلية أو العلوية أو كليهما، وإحداث جرح صغير في الشفاه السفلية لوضع قطع دائرية تتغير أحجامها مع الوقت، إلى أن يصبح قطرها في حدود 15 سنتيمتراً.
حسب القبيلة كلما كبر حجم القرص زاد مهر الفتاة، فالقرص الأكبر يعبِّر عن الجمال والمستوى المادي لأسرة العروس، كما أن بعض العائلات تعتبرها دلالةً على خصوبة الفتاة وقدرتها على إنجاب الأطفال.
يلتئم الجرح الصغير في شفاه الفتاة رويداً رويداً مع الوقت، حتى تتمكن من وضع القرص دون الحاجة لإحداث جرح أو ثقب في الوجه.
"تشويهٌ" من أجل الحماية
حسب بعض النظريات التي أكدها سكان قبيلة السورما في وقتنا الحالي، يعود سبب هذه العادة إلى القرن الثامن عشر، حين كانت النساء يتعرضن للاختطاف بشكل متزايد بقصد بيعهن عبيداً في دول أخرى.
ليقرر سكان المنطقة في تلك الحقبة القيام بتشويه النساء لكيلا يسقن عبيداً، ومن هنا بدأت قصة الأقراص الموضوعة على الشفاه، بالإضافة إلى توسيع شحمة الأذن من خلال وضع عدد من الأقراط الثقيلة التي تساعد في توسيعها.
أصبحت هذه العادة فيما بعد ترمز إلى القبيلة، كما تعد شبه إجبارية، ظناً من سكانها أنهم بذلك يحترمون أجدادهم الذين كانوا السبب في حماية نساء القبيلة لسنوات عديدة.
تلبس النساء القرص الطيني معظم حياتها إلى أن يتوفى زوجها، فتقوم بتكسيره تعبيراً عن الحزن عليه، ولأنه يعتبر نوعاً من الزينة التي تترك النساء جميلات، فيمنع عليها لباسه لمنع افتتان رجل آخر في القبيلة بها.
العادات مقابل الحداثة
في وقتنا الحالي تواجه القبيلة الإثيوبية الحداثة والتطور الذي جعل العديد من الفتيات يقمن بالامتناع عن القيام بهذه العادات القديمة التي لم تعد أسباب ظهورها قائمة في يومنا الحالي.
حيث عبرن أنها تدل على تخلف القبيلة وجهلها، لكن كل الفتيات اللواتي اعترضن على لبس القرص واجهن نظرة المجتمع القاسية، ما دفع كبار القبيلة إلى منعهن من الزواج بشباب القبيلة، لتقدم العديد منهن إلى ترك القبيلة والتوجه إلى المدن الإثيوبية الكبرى وبداية حياة جديدة.