النسخة الكاملة

جدل عاصف حول توجهات الحكومة بتثبيت التوقيت الصيفي بين "مؤيد ومعارض"

الخميس-2022-10-02 09:17 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مع حلول شهر تشرين الأول الحالي الذي جرت العادة أن يصار في آخره تعديل التوقيت من صيفي إلى شتوي، ارتفعت وتيرة الجدل حول استمرار العمل بالتوقيت الصيفي، أو اعتماد التوقيت الشتوي خلال أشهر الخريف والشتاء.. ويسوق كل من دعاة تثبيت التوقيت أو تغييره عددا من المسوغات والحجج التي تدعم حجة كل طرف.

يرى البعض أن إلغاء الشتوي قرار كارثي يعمل على إطالة النهار وتأخير الليل، ما يُجبر الطلبة والموظفين على الاستيقاظ باكراً وسيرفع فاتورة الطاقة بعد تشغيل الإنارة في وقت مبكر والمواقد الكهربائية والتي تعمل على الغاز السائل.

ويرى دعاة العمل بالتوقيت الشتوي أن الطلبة سيستيقظون باكراً وقبل شروق الشمس وهذا سيشكل خطراً على سلامتهم، متخوفين من تكرار جريمة الزرقاء التي وقعت قبل سنوات حين قتل شخص من أرباب السوابق فتاة كانت متوجهة باكراً لجامعتها.

مخاوف البعض من استمرار التوقيت الصيفي ترتكز على الاستيقاظ باكرا قبل شروق الشمس لتجهيز الأولاد للمدرسة، وعدم تناسب توقيت عمل أولياء الأمور مع ذهاب الأبناء إلى المدارس، الأمر الذي يشكل ضغطا كبيرا على الأهالي الذين سيضطرون للاستيقاظ عند ساعات الفجر لتجهيز أبنائهم للمدارس التي عادة ما تبدأ جولات باصاتها عند الساعة السادسة والنصف صباحا.

ناهيك عن الأجواء الباردة بل قارسة البرودة ودرجات الحرارة التي تكون في أدناها عادة في ساعات الصباح الباكر خلال أشهر الشتاء الذي يحل أواخر شهر كانون الأول من كل عام.

في حين يرى أنصار التوقيت الصيفي، انه يساعد على زيادة عدد ساعات النهار في التوقيت الصيفي واستثمارها وزيادة الإنتاج والعمل وتقليل استهلاك الطاقة، واستثمار وقت المساء من النواحي الاجتماعية.

رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي قال في تصريحات صحافية إن لكل مجتمع خصوصيته ونظامه بحيث يتناسب معه تطبيق التوقيت الصيفي على مدار العام أو الشتوي، مشيراً إلى المجتمعات الغربية على سبيل المثال التي بدأت تتحول تدريجيا إلى نظام العمل بأربعة أيام، إذ بدأ مفهوم الالتزام في الدوام يقل بسبب ثورة المعلومات وتقنيات «الأون لاين «، الأمر الذي يتطلب أن لا نأخذ جزئية تتناسب مع مجتمع ما، ونطبقها في آخر دون مراعاة الجانب الشمولي للنظام.

وأوضح السكجي كيفية معرفة علاقة خطوط الطول بالتوقيت قائلاً « كل 15 درجة من خطوط الطول تعادل ساعة زمنية واحدة، وعلى سبيل المثال، فإن المناطق الواقعة على خط طول 30 درجة شرق خط غرينتش المعياري، توقيتها يسبق التوقيت الدولي لغرينتش بساعتين UTC+2 وتم على هذا الأساس تقسيم العالم إلى مناطق زمنية متفق عليها دوليًا، لذا، فإن التوقيت الشتوي للاردن ما هو في الحقيقة إلا التوقيت المعياري للمملكة ضمن تلك المناطق الزمنية، وهو يكافئ توقيت غرينتش الدولي مضافا له ساعتان UTC+2 «.

وبما أن مركز العاصمة عمّان يقع تقريبا على خط طول 36 درجة شرق خط غرينتش المعياري، فإن 6 درجات من خطوط الطول الزائدة على الـ 30 تعادل 24 دقيقة زمنية، أي أن العاصمة ومعظم المدن الأردنية ذات التجمعات السكانية الكبرى هي أقرب إلى UTC+2.

وفي استعراض لسيناريو إلغاء التوقيت الشتوي بين السكجي أنه إذا لم يتم تأخير الساعة في الجمعة الأخيرة من شهر تشرين أول التي ستحل في 27-10-2022 سيكون شروق الشمس عند الساعة 6:49 صباحا وهو وقت يتوجه بعض العمال والطلاب الى أعمالهم فيه أو قبله بقليل، فيما ستغرب الشمس ذلك اليوم عند الساعة 5:51 مساء وفق التوقيت الصيفي، لكن الملاحظة الأهم أن شروق الشمس سيتأخر رويدا رويدا وصولا إلى يوم الانقلاب الشتوي الموافق 21 كانون أول 2022 الذي ستشرق الشمس فيه عند الساعة 7:31 أي مع موعد بدء دوام معظم الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة أو قبله بقليل، وهو ما يعني أن الطلاب والموظفين سيتوجهون الى أعمالهم قبل شروق الشمس وبعضهم من سكان المناطق البعيدة والذين يعملون في العاصمة ومراكز المحافظات سيكون عليهم التوجه إلى أعمالهم مع ساعات الفجر، لذا يجب أن نستعد جيدا ونخطط لأوقات دوامنا وأعمالنا من جميع النواحي وخاصة الأمن والسلامة.

وأشار السكجي إلى العديد من الدراسات التي تدرس الايجابيات والسلبيات للتوقيت الصيفي بشكل عام ومعظم النتائج ما زالت حوارية وتختلف من دولة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر مثل توفير الطاقة والفائدة الاقتصادية وتغير أنماط الحياة إلى النشاط وتقليل معدل الجريمة واليوم الطويل، بيد أن هناك دراسات تشير إلى أن التوقيت الصيفي ضار بالصحة ويخفض الإنتاجية ومكلف وله تأثير سلبيي على ساكني الأرياف ومناطق الأطراف.

وختم رئيس الجمعية قوله بأن الإبقاء على التوقيت الصيفي يجب أن يتم بأخذ الأمور حسب أصولها مثلا مراعاة أوقات شروق الشمس وغروبها وسلبياتها التي تعادل العديد من الدراسات التي قد يعتمد عليها القرار.

يشار إلى أن الحكومة كانت أصدرت بلاغا في أيلول من العام الماضي يقضي بتقليص المدة المعمول بها بالتوقيت الشتوي بالأردن ليبدأ التوقيت الصيفي في منتصف ليلة آخر يوم خميس من شهر شباط من كل عام، بدلاً من ليلة آخر يوم خميس من شهر آذار، فيما أبقى على بدء العمل بالتوقيت الشتوي اعتباراً من آخر يوم جمعة من شهر تشرين الأول من كل عام.

الدستور