جفرا نيوز -
جفرا نيوز - وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة على معاهدات ضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها القوات الروسية هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا خلال حفل كبير أقيم في الكرملين، في وقت أعلنت فيه كييف ودول الغرب وأمريكا تنديدها بالقرار وفرضها عقوبات قاسية على موسكو.
وبعد ذلك، شبك يديه بأيدي زعماء المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، والذين عيّنتهم موسكو، على منصة بحضور شخصيات من النخبة في روسيا وهتف معهم "روسيا! روسيا!".
وضم بوتين المناطق رغم التحذيرات الغربية وحقيقة أن القوات الروسية لا تسيطر عليها كاملة، وأشار إلى أن سكان المناطق الأربع "اختاروا بصوت واحد" الانضمام إلى روسيا بعد الاستفتاءات التي نظّمتها موسكو، وقال "أريد أن أقول لنظام كييف وأسياده في الغرب: سكان لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا سيصبحون مواطنينا إلى الأبد".
حرب هجينة
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو "لا تسعى" إلى إعادة إحياء الاتحاد السوفياتي، وقال "الاتحاد السوفياتي انتهى. لا يمكننا إعادة الماضي. ولم تعد روسيا تحتاج اليه. لا نسعى لذلك"، لكنه اتّهم آخر زعماء الاتحاد السوفياتي بـ"تدمير بلدنا العظيم".
كما اتّهم بوتين في خطابه الغرب بالسعي لتحويل روسيا إلى "مستعمرة"، وقال "الأمر نابع من الأنانية بهدف المحافظة على قوتها (أي الدول الغربية) غير المحدودة، هذه هي الأسباب الحقيقية لهذه الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضدنا.. يريدون جعلنا مستعمرة".
وأضاف "لا يريدون روسيا إطلاقاً"، وتابع "الغرب مستعد للدوس فوق كل شيء من أجل المحافظة على نظام الاستعمار الجديد الذي يتيح له التطفل على، وفي الحقيقة، نهب، العالم بأسره"، مشيراً إلى أن "تسليم كل الدول سيادتها للولايات المتحدة هو أمر أساسي بالنسبة إليهم".
دعوة إلى المفاوضات
وفي خطابه، طالب بوتين القوات الأوكرانية بوقف جميع عملياتها العسكرية، وقال "ندعو نظام كييف إلى التوقف فوراً عن القتال ووقف جميع الأعمال العدائية.. والعودة إلى طاولة المفاوضات".
وقال كان يعلن عن أن المناطق الأوكرانية التي احتلتها القوات الروسية ستصبح جزءاً من روسيا "إننا مستعدون لذلك"، وأضاف أنه سيتم دمج أقاليم "لوهانسك" و"دونيتسك" و"زابوريجيا" و"خيرسون" من خلال "معاهدات" تم توقيعها مع الدول، اعترفت بها موسكو بوصفها مستقلة.
وأكد على أنه لن تكون هناك أي مفاوضات مع أوكرانيا، فيما يتعلق بالمناطق التي تم ضمها، مستشهداً باستفتاءات جرت في تلك المناطق، حتى لو تم رفضها على نطاق واسع باعتبارها غير قانونية، كما تعهد الرئيس الروسي بالدفاع عن "الأرض والقيم" الروسية، وقال إن الغرب يخشى الثقافة الروسية، واتهم الولايات المتحدة وحلفاءها بشن "حرب بشتى الوسائل" ضد روسيا والإدارات الانفصالية التي تدعمها في شرق أوكرانيا.
وأوضح أن "الغرب حنث بوعوده لروسيا وليس لديه الحق الأخلاقي في الحديث عن الديمقراطية، وإن دول الغرب تتصرف كدول إمبريالية كما كانت على الدوام".
حادثة نورد ستريم
وفي سياق منفصل، اتّهم الرئيس الروسي الغرب بتدبير انفجارات نجم عنها تسرب الغاز في عدة مواقع من خطوط أنابيب تورد ستريم التي تربط بين روسيا وأوروبا.
وقال "العقوبات غير كافية بالنسبة إلى الغربيين، انتقلوا إلى التخريب. أمر لا يصدّق لكنه حقيقة"، وأضاف "عبر تدبير الانفجارين في خطي أنابيب غاز نورد ستريم الدوليين في قاع بحر البلطيق، بدأوا في الواقع بتدمير البنى التحتية الأوروبية المرتبطة بالطاقة"، وتابع "من الواضح بالنسبة للجميع من المستفيد من ذلك"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
يشار إلى أنه وقعت تسرّبات للغاز لم يتضح سببها أعقبت انفجارين في خطي أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 الإثنين الماضي، ونفت موسكو وواشنطن على السواء أي علاقة لهما بالحادث.
تسهيل الجنسية
ووقّع بوتين على مرسوم يسهّل منح الأجانب الجنسية الروسية إذا انضموا إلى الجيش، بناء على النص الذي نشرته الحكومة، وجاء في الوثيقة أنه "سيحق للأجانب المرور بعملية تسرّع طلبهم إذا خدموا في الجيش الروسي لمدة 6 أشهر على الأقل أو تعرّضوا لإصابة قبل مرور هذه المدة تجعل مواصلة القتال أمراً مستحيلاً بالنسبة إليهم".
وأوضح المرسوم الذي نشر في الجريدة الرسمية، أن زوجات وأبناء وذوي الأجانب الذين يوقعون عقداً مع الجيش الروسي يمكنهم أيضاً الاستفادة من هذه الآلية للحصول على الجنسية الروسية، ويبدو أن هذا التدبير يتوجه خصوصاً إلى المهاجرين المتحدرين من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، والذين يمارسون مهناً شاقة في المدن الروسية الكبرى مثل العاصمة موسكو.
تنديد أوكراني
ومن جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه لن يتفاوض مع روسيا ما دام فلاديمير بوتين رئيساً لها، وذلك بعيد طلب الأخير من كييف وقف القتال، وقال في فيديو بث على الإنترنت إن "أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيساً لروسيا الاتحادية، سنتفاوض مع الرئيس الجديد".
كما أعلن أن أوكرانيا ستوقع طلب انضمام عاجل إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك بعد بضع دقائق من إعلان روسيا رسمياً ضم أربع مناطق أوكرانية احتلتها، وقال "نتخذ قراراً حاسماً عبر توقيع ترشح أوكرانيا بهدف الانضمام العاجل إلى حلف شمال الأطلسي".