النسخة الكاملة

ما سر زيارة خليفة عبّاس الأوفر حظًا حسين الشيخ لواشنطن .. وما علاقتها بالتصعيد الأمني في الضفة الغربية المحتلة ؟

الخميس-2022-09-30 10:43 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - "رأي اليوم”- من زهير أندراوس 

تزامنًا مع استمرار الشعب الفلسطينيّ لملمة جراحه وتشييع الشهداء الذين ارتقوا جرّاء الاعتداءات الإسرائيليّة المتكررة والمتواصلة، وفي خطوةٍ إضافيّةٍ تؤكّد ربّما أنّ حسين الشيخ هو الذي سيخلف رئيس السلطة في رام الله، محمود عبّاس، عمد الإعلام العبريّ إلى الكشف عن أنّ المسؤول الفلسطينيّ سيزور العاصمة الأمريكيّة واشنطن لإجراء مفاوضاتٍ مع كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن.

وذكر تقرير لصحيفة (هآرتس) العبريّة، اعتمد على مصادر إسرائيليّة وفلسطينيّة، أن مسؤول التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، سيتوجه إلى الولايات المتحدة، لعقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين.


وشدّد التقرير على أنّ زيارة الشيخ إلى واشنطن، ستشمل عقد اجتماعات مع مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جاك سوليفان، ووزير الخارجية الأمريكيّ، أنتوني بلينكن، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الشيخ سيبحث مع المسؤولين الأمريكيين، التصعيد الحالي الذي تشهده الضفة الغربية المحتلة، في ظلّ اعتداءات الاحتلال المتواصلة، بيد أنّ التقرير أوضح أنّ زيارة الشيخ غيرُ مرتبطةٍ بشكلٍ مباشرٍ بالتصعيد الأمني الحالي في الضفة.

مُضافًا إلى ما ذُكِر أعلاه، أشار التقرير الإسرائيليّ إلى أنّ الزيارة ستشمل محاولة للدفع بتنفيذ (تسهيلات) لصالح الفلسطينيين، من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على حد سواء، والتي قد تشمل تقديم مساعدات اقتصادية وأمنية للسلطة الفلسطينية.

الصحيفة العبريّة ساقت قائلةً إنّ مسؤولين فلسطينيين أكّدوا لها أنّهم يستبعدون أنْ تؤدي زيارة إلى أي تقدم في المسار السياسي أو العملية السياسية مع إسرائيل، على حد تعبير الصحيفة، وذلك بسبب الانتخابات العامة الإسرائيلية المقررة في الفاتح من تشرين الثاني (نوفمبر) القريب، والانتخابات النصفية في الولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة العبريّة في تقريرها إلى أنّ زيارة الشيخ إلى واشنطن تقررت بعد فترة قصيرة من زيارة الرئيس الأمريكيّ، بايدن، إلى بيت لحم، في تموز (يوليو) الماضي، وستمثل زيارة الشيخ، وفقا للصحيفة العبريّة أوّل زيارة رسمية لمسؤول رفيع في السلطة الفلسطينية إلى الولايات المتحدة منذ عام 2017.

واعتبر مسؤولون فلسطينيون، أنّ زيارة الشيخ للولايات المُتحدّة تشكل مؤشرًا إضافيًا على نفوذه في الدوائر المقربة من رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عباس، ووصفته بأنه (خليفة محتمل)، مشددةً على أنّه يتمتّع كذلك بشرعيةٍ من قبل الإدارة الأمريكيّة، على ما نقلته عن المصادر في كلٍّ من تل أبيب ورام الله.

الصحيفة العبريّة أشارات في معرض تقريرها إلى أن زيارة الشيخ تجيء بعد أيام من زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، إلى واشنطن، واجتماعه بنظيره الأميركي، سوليفان، الذي طالبه بتخفيف التصعيد الأمني ​​في الضفة الغربية، ومواصلة اتخاذ الخطوات التي من شأنها تحسين حياة الفلسطينيين، على حدّ تعبير الصحيفة العبريّة.

وأوردت الصحيفة التصريحات التي صدرت عن الناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الأربعاء، والتي قال فيها إنّ الولايات المتحدة تعرب عن قلقها العميق من التصعيد الأمني ​​في الضفة الغربية، ودعا الجانبين إلى بذل كل ما في وسعهما لمنع التصعيد، على حدّ قوله.

الصحيفة زعمت في تقريرها أنّ مكتب المسؤول الفلسطينيّ الشيخ رفض التعقيب على ما ورد في النبأ، بما في ذلك الردّ على السؤال حول موعد الزيارةز

وكان الشيخ اتهم إسرائيل بإضعاف السلطة الفلسطينية. وفي مقابلة أجراها معه موقع (WALLA) الإخباريّ العبريّ مؤخرًا، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أن العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال منذ أكثر من عام أدت إلى إضعاف السلطة وخنقها اقتصاديًا.

 ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية سبق أنْ حذرت من أن العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال ستفضي إلى التصعيد، واصفاً تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تؤكد أن تل أبيب معنية بتقوية السلطة بأنها "نكتة”.

ورفض الشيخ الانتقادات التي وجهها كل من وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس ورئيس أركانه أفيف كوخافي لأجهزة السلطة الأمنية واتهامها بالتقاعس عن مواجهة بؤر المقاومة في الضفة الغربية. وأضاف: "ليس صحيحًا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضعيفة، الإسرائيليون يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي يعمل (في الضفة الغربية) ليلا وأجهزتنا الأمنية تعمل في النهار، ليس بوسعنا أن نعمل عندما يداهم الجيش الإسرائيلي مدننا، يعتقل ويقتل الناس”.

وكشف أن السلطة الفلسطينية عرضت على إسرائيل تنفيذ خطوات ثنائية، مثل وقف مداهمة الجيش الإسرائيلي للمدن الفلسطينية لمدة 4 – 5 أشهر بهدف تحسين المناخ في الضفة، مشيرًا إلى أن تل أبيب رفضت الاقتراح.