النسخة الكاملة

ماذا بعد لقاء الصفدي - المقداد في نيويورك؟.. ملفات مهمة نوقشت وهواجس طرحت

الخميس-2022-09-25 09:53 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يبدو أن المقولة الدبلوماسية التي تُراهن عليها عمان تحت عنوان العمل على تخفيف الحصار على حكومة دمشق ما دام باقيا لمساعدته في التخلّص من النفوذ الإيراني واحدة من المساحات التي أصبحت مشتركة عمليا بين الأردن وسورية خلافا لأن مساحة أخرى يبدو أنها توفر غطاء لنوع من الاتصالات غير مسبوق منذ 11 عاما بين الجانبين.

 وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اللقاء الذي جمع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي بنظيره السوري فيصل المقداد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا في نيويورك هو بمثابة قرع الجرس الأول في سلسلة من الاتصالات التي يراهن عليها المعنيون بتطويرها في المستقبل.

 لا بل العلاقات بين العاصمتين دمشق وعمان لاحقا خصوصا وأن الدولة العميقة في الجانبين كانت قد قطعت بعض الأشواط في إطار التنسيق المرتبط باحتياجات أمنية لها علاقة بالحدود الكبيرة بين الأردن وسوريا حيث اجتماعات بين لجان عسكرية وأخرى امنية واتصالات.

وحيث شهدت الأسابيع الثمانية الماضية ولأوّل مرّة نقلة صنّفت خلف الستارة والكواليس بانها نوعية وتمثلت في أن المنظومة الأمنية السورية والعسكرية بدأت تقدّم مع الجانب الأردني على صعيد الاستخبارات حصريا لضمان أمن الحدود وبصورة عزّزت فيما يبدو على الأرجح ما يُسمّيه الأردن بحربه العلنية ضد تجار الموت والمخدرات.

بكل حال إلى وقت قريب كانت العلاقات الدبلوماسية بين عمان ودمشق لا يوجد أمل في أن تتطور ولم تحصل لقاءات حقيقية بين البلدين على صعيد وزراء الخارجية منذ أشهر أو حتى منذ سنوات لا بل يشير مراقبون إلى أن لقاء الصفدي المقداد والذي استمر لنصف ساعة تقريبا وتخلله مباحثات في ملفات ثنائية مشتركة وليس في ملفات الإقليم والعالم قد يكون خطوة في اتجاه اقناع الأردن أو اقتناعه لاحقا بتفعيل العمل الدبلوماسي بين الجانبين والعمل على رفع مستوى التنسيق والاتصال دبلوماسيا بين سفارتي البلدين.

ليس سرا في هذا السياق أن الحكومة السورية كانت تعتبر الوزير الصفدي حصريا من خصومها الأساسيين في معادلة النخبة الأردنية خصوصا أنه احتفظ طوال الوقت بالاتصالات التنسيقية والاجتماعات مع أطياف المعارضة السورية.

 كما أنه درج وهو ما أثار انتقادات واسعة في دمشق لعدّة سنوات على استخدام تعبير "النظام السوري”.

وهو أمر غاب عن مسؤولي الدبلوماسية الأردنية منذ اكثر من عام  تقريبا كما غاب عن مؤشرات الإعلام الأردني الرسمي.
 بهذا المعنى رؤية الصفدي إلى جانب المقداد وقد كان الأخير من الناقدين المباشرين بالاسم لنظيره الأردني الصفدي مشهد قد يعني سياسيا الكثير في الأسابيع المقبلة في عملية التنسيق بين الجانبين في الجهد المضاد لتسلل وتصدير المخدرات إلى الأردن عبر الحدود السورية تزداد وتيرتها والانطباع متكرس في عمان بأن دمشق بدأت تتعاون في هذا المجال لا بل ينسب بعض الفضل في تفكيك عدة شبكات لتخزين وتهريب المخدرات محليا داخل الأراضي الأردنية لنمطية المعلومات التي يقدمها الجانب السوري وعلى أساس الفرضية التي قيلت خلف الستارة والكواليس والقائلة بأن من ينشط في تهريب المخدرات عبر الحدود مع الأردن هم ميليشيات ليست سورية ولا تخضع لأوامر الجيش السوري عمليا وفي مناطق سبق أن خرجت منها مؤسسات السيادة السورية وتتواجد فيها فصائل تعتبرها الحكومة السورية إرهابية. 

كان عضو مجلس الأعيان الأردني ومدير الإعلام السابق الدكتور محمد المومني قد نشر مقالا قبل 3 أسابيع تحدث فيه عن ضرورة تخفيف الحصار على النظام السوري بهدف مساعدته للتخلص من الاستحكام الإيراني.

ويبدو أن هذه النظرية بدا أنها تعبر عن موقف جديد أو رؤية جديدة لعمان في التعاطي والاشتباك مع تعقيدات الملف السوري.
 ومن هنا عقد لقاء نيويورك ومن هنا أيضا يبدو أن الصفدي كرّر على مسامع المقداد إيمان الأردن بضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمة في سورية والتأكيد على وحدة الأراضي السورية خلافا لبحث الجهود الثنائية لمكافحة الإرهاب ولتثبيت الأمن الحدودي تعتبر أساسية في مقاسات ومقاربات علاقات كانت متوترة تماما  طوال 11 عاما ماضية بين أهل عمان السياسيين ونخبة دمشق صاحبة القرار.