النسخة الكاملة

تلاوم بين المسؤولين بعد انهيار عمارة اللويبدة ..تقصير اداري وتحقيق.. وكتاب المهندسين كشف المستور

الخميس-2022-09-14 02:25 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يمكن رصد وملاحظة حالة التلاوم البيروقراطي المبكرة التي رافقت حادثة انهيار بناية سكنية في وسط وعمق العاصمة الاردنية عمان مما نتج عنه وفيات واصابات واحتمالات وجود اشخاص على قيد الحياة تحت الركام في حي اللويبدة القديم في الوقت الذي تواصل فيه فرق الانقاض وبمئات الكوادر محاولة انقاذ سيئة جدا وبجهد جبار بسبب ضيق الازقة وقدم البنايات والمخاطر من التوسع في عمليات الانقاذ بحيث تؤذي بعض الابنية المتاكلة القديمة .

صباح الاربعاء صرح وزير شؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول باحتمالية وجود عشر اشخاص على الاقل على قيد الحياة تحت ركام البناية التي انهارت ثم انهارت بناية خالية من السكان بالقرب منها وهذا يعني ان عملية الانقاذ ستتواصل وستتسع خصوصا مع تمكن رجال الدفاع المدني من استخدام الكلاب البوليسية المختصة وادخال كاميرات الى منطقة تحت الانقاض في تجربة جديدة لم يالفها الشارع الاردني عموما خصوصا بعد وقوع قتلى وعشرات الاصابات.

واغلب التقدير ان جهود الانقاذ لن تتوقف الا بعد التوثق من امكانية انتقاذ 10 اشخاص يبدو ان بينهم بعض الاطفال لا يزالون على قيد الحياه ولكنهم تحت تلك الانقاض في منطقة جبلية ووعرة في الوقت الذي يتابع فيه بشغف واهتمام و بالكثير من المشاعر الراي العام تفاصيل هذه المواجهة الانقاذية التي ضربت بالحزن مجددا على وجوه وملامح واتجاهات الاردنيين فيما بدات بعض الاصوات تطالب باقالة مسؤولين كبار ومن بينهم صوت النقابي البارز ميسرة ملص والذي اعاد التاكيد على ان حادث من هذا النوع يدلل على التقصير في المراقبة والمتابعة لملف الابنية القديمة ينبغي ان لا يمر بدون تحمل مسؤوليات سياسية وادبية خلافا لما يجري بالعادة على المستوى الاداري.

التلاوم يمكن رصده مبكرا من خلال تاكيد بعض المجاورين بان سكان العمارة التي انهارت تقدموا اصلا بشكوى لبلدية العاصمة ولقسم الانشاءات والابنية فيها عن اهتزازات تخص عمارتهم بسبب انشاءات في عمارة ملاصقة وهو الامر الذي يعني اذا ثبت لاجهزة التحقيق وجود تقصير معيب كبير وخطير ادى الى مقتل مواطنين في الاجهزة التابعة لامانة عمان او بلديتها وهذا يدلل على ان التلاوم بدا مبكرا حتى بين اعضاء مجلس بلدية العاصمة.

فيما قالت نقابة المهندسين انها سبق ان حذرت البلديات الكبرى في المملكة من امكانية انهيار الابنية القديمة وضرورة تحصينها وصيانتها او مراقبتها ووضع سجل فيها وهو ما اشار له مجددا النقابي المختص في نقابة المهندسين عبد الله غوشة عندما تحدث عن تحذيرات سابقة له ولزملائه في النقابة من ان 23% من الابنية القديمة في عمان عمرها اكثر من 40 عاما و تحتاج لمراقبة ومتابعة .

اوتار التقصير الاداري تضرب بوضوح في حادثة جبل الويبدة التي يمكن ان يكون لها تداعيات على اكثر من صعيد خصوصا اذا ما اثبت التحقيق من جهاز النيابة على الاقل وجود تقصير ما واغلب التقدير هذه المرة وخلافا لما حصل في مدينة العقبة حيث انفجار صهريج ادى الى وفيات واصابات يمكن القول بان مبدا المسؤولية الادبية من الصعب تجاهله الان وقد يؤدي الى اقالة ثم محاسبة او التحقيق مع مسؤولين كبار يفترض ان وظيفتهم هي متابعة الابنية القديمة وصلاحيتها للسكان.

وهؤلاء اغلبهم موظفون في بلدية العاصمة او في لجنة خاصة داخل بنية وزاره الداخلية و الى ان تنتهي التحقيقات في اصلها من المرجح ان حادثة انهيار عمارة اللويبدة ضربت مجددا على كل اوتار القلق المرتبطة بكيفية ادارة الامور في اجهزة الادارة التابعة للدولة ولمجالس البلديات.