النسخة الكاملة

“الهراوة والقنوة” تنتشر مع الناس وتحت كراسي السيارات لزوم "الهوشات الطارئة" شو القصة ؟

الخميس-2022-09-05 10:01 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عصام مبيضين

هل اصبحت "القنوة" من ضروريات المرحلة، حيث لاتكاد تخلو اغلب السيارات سواء اكانت فوكس فاجن او كيا ، اوجيب شروكي ومرسيدس الخ..، من العدة اللازمة وهي القنوة تحت كرسي السائق اوفي صندوق السيارة لزوم"الهوشات الطارئة" ، وما يلزم الطوارىءوالحالات المستعجلة بشوارع من نار وكاحتياط استراتيجي لأي مشاجرة على الطريق وسط ازمات مرورية خانقة والجميع  على اعصاب  تقدح شرار .

والقنوة المنتشرة في الغالب على رأسها دبابيس (طسات) ولها مسكة لكي لا تفلت من اليد، وهي تعتبر في السيارة من أدوات للدفاع عن النفس، وبسياق العادات والتقاليد التي تماهي بين «الرجولة » والتي تماهي استخدام أدوات الضرب والعنف ، ويا بنت الخال شوفوني ؟

على العموم يلاحظ بان كثير من السيارات والباصات يوجد بها هراوة أو (قنوه) حيث عند بيع أو شراء السيارة، يتم الخلاف على بقاء القنوه أو تركها بالسيارة مع البيعه ،وخاصة إذا كان ملفوف عليها تب اصلي اسود ، أما لذلك تعتبر فل (اوبشن) مع السيارة.

على كل حال القنوة «الهراوة» عنوات مرحلة مقلوبة ، انتصرت فيها العصبية وتضخم الانا، وتعطلت لغة الحوار والنقاش الهادىء والصوت المنخفض ،و أصبحت جزءا من ثقافة «العنف» والتوتر والاغلبية هذه الايام، روحها في خشومها، وينطبق عليها بعض أمثالنا الشعبية التي تؤكد «اخذ الحق باليد» و «الثأر» و «الضرب على الجرح وهو ما زال حاميا»، و «ان العصا لمن عصا»..الخ.. للشعور بالفخر بالكرامة والانتصار والتضخم على الآخر وتعطلت لغة الكلام والبعض في غرور بتعرف مع مين بتتكلم ..؟

القنوة والهراوة  تمجد ثقافة العنف، وتحرض عليه، وتجعله «عنوانا» لمرحلة ضبابية ، وربما تعبرعن شعور متاصل با لاحساس بالخوف وعدم الايمان، أو الامتناع عن الاحتكام الى القانون أو اعتباره المرجعية الاساسية لفض الخصومة وتحقيق العدالة،وبينما تشهد محلات متخصصة بيع العصى والقنوات يفي بعض المناطق اقبالا منقطع النظير مع اجراءت   تحسينات لوجستية عليها ، مثل هذه الأدوات منها الصيني ،والأمريكي صغيرة الحجم، ولكن مفعولها قوي، وعلى العموم القنوه البلدية فهي إما جدع بلوط أو زان ،والحصول عليها متعب إما بالنزول إلى الوادي أو الصعود إلى الجبل حتى يتم الحصول عليها .

والقنوة مؤشر مثل دون جونز على تذبذب التوتر، حول عاصفة تسونامي، التي ضربت العلاقات الاجتماعية: حيث تشتعل النيران والمشاجرات على ابسط الاسباب، وسط ضغوط اقتصادية ومعيشية طاحنة جدا، مع انتشار التوتر، وسيطرة العصبية (وضيق الخلق) على ابسط الامور في كل مكان وسط اختفاء منظومة "ريلاكس عند الناس".

ليطرح السؤال، مالذي جرى لكثير من الأردنيين حتى خرجوا من عباءة براءتهم التى عرفوا فيها، طويلا، وتحولوا إلى العنف والغضب وارتكاب جرائم غريبة مع ارتفاع المشاجرات في الشوارع والإحياء والطلاق، وبعض الجرائم الأخرى، وكل هذا يعنى أن المجتمع يجلس فوق بركان من الأمراض والأزمات الاجتماعية ، خاصة الشباب فيما يتعلق بالبطالة والسكن، ومتطلبات المعيشة، وان هذا العنف داخلياً يظهر فى صورة ارتفاع بعض الإمراض الخطرة على المواطنين.

 
القنوة معادلة معكوسة ،وتعبر عن تغيرات بنيوية واضحة تحتاج الى الوقوف عندها ، فهل بدات الضغوط تتزايد بشدة على المجتمع من غلاء المعيشة، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية والضرائب مع تجمد وانخفاض فى الرواتب، وعدم تواجد وسائل ترفية تستقطب العائلات و وبالتالى صار وماذكر أنفا وغيرة ان يؤدى الى تراكم الضغوط والتي يولد العنف والأزمات النفسية
 
على العموم في الوقت الذي تصدر إشارات تحذر من خطورة ما هو قادم مع استفحال ألازمة الاقتصادية وارتفاع ارقام والفقر والبطالة خاصة إذا دمجنا الموضوع مع أرقام الإحصائيات التي أظهرت وجود تراجع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتحولات بنيوية في النظام الأسري الأردني نتيجة انخفاض معدلات الزواج والمواليد خ ،وارتفاع أعداد الوفيات وحالات الطلاق وأعداد جرائم القتل

ليطرح السؤال الصعب ماذا أصاب المجتمع الاردني الذي كان يوما مسالما وطيبا ورحيما وهادئا وما سبب كل هذا العنف والتوتر الذي كشر عن أنيابه والقنوة عنوانها؟.