النسخة الكاملة

كيف تصبح "شخصًا حقيقيًا" يتحدث دون خوف؟

الخميس-2022-09-04 01:46 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يتحدث الأشخاص الحقيقيون دون خوف، فهم يقولون ما يفكرون به، ويتصرفون وفقًا لأفكارهم وقناعاتهم، ويتقنون المهارات الاجتماعية.

ويمكن لهؤلاء معرفة من سيخبرون، وكيف بطريقتهم الخاصة، ويسيطرون على فضاءات الحديث ونبرة الصوت، فهم يملكون ما نسميه المهارات الاجتماعية.

وبحسب علماء النفس، فإن المهارات الاجتماعية تمثل أكثر بكثير من مجرد التعبير عن الآراء.

وقال العلماء إنها ”طريقتنا في إظهار أنفسنا للعالم، وهي هُويتنا الاجتماعية، فهي تُظهر جوهرنا ككائنات بشرية".

وفضلًا عن ذلك يمكن أن يكون الافتقار إلى الكفاءة الاجتماعية عجزًا مركزيًا أو قاعدة للعديد من الاضطرابات النفسية.

لذلك فالكفاءات ليست مهمة فحسب إذا أردنا أن نكون أشخاصًا حقيقيين، فهي أيضًا مهمة لرفاهيتنا النفسية، وللعلاقة مع بيئتنا.

الأشخاص الحقيقيون يتقنون الإصغاء

ووفق تقرير نشره موقع ”nospensees"، اليوم الثلاثاء، يفكر الأشخاص الحقيقيون قبل التحدث ويستمعون بعناية إلى محدثيهم.

وقال الموقع إنهم ”متعاطفون مع بعضهم البعض عندما يكونون في محادثة، إنهم يفهمون أن الحديث بين شخصين لا يقتضي بالضرورة أن يتشارك الشخصان نفس الرأي، وأن لنا جميعًا الحق في أن يصغي إلينا الآخرون بنفس الاحترام".

وأشار إلى أن ”أسوأ مشكلة نعاني منها في الاتصال هي أننا لا نستمع حتى نفهم ما يقال، بل نستمع للرد فقط، على الرغم من أننا في كثير من الأحيان لا نصغي لحديث الآخرين".

وكيفية الاستماع، كما يوضحها علماء النفس والاجتماع، أنها ”فنّ ومهارة يمكن تعلّمهما".

وقال العلماء: ”إتقان الاستماع يعني الانتباه والاستجابة لما يقوله الآخر لك، واحترام صيغة الكلام مع الاحتفاظ بوضعية جسدية مناسبة".

وقدموا في هذا الإطار بعض مفاتيح المتحدث الجيد، وهي على النحو الآتي:

لا تشبك ذراعيك أو ساقيك، لأن هذه الحواجز المادية الصغيرة يمكن أن تثني الآخرين عن التواصل معك.

لا تقاطع الحديث

قد يغريك إنهاء جملة الشخص الآخر حتى تُظهر له أنك فهمت الرسالة، أو حتى تبيّن له أنه مخطئ في اعتقادك، ولكن كل هذا يمكن أن يراه محدثك سلوكًا وقحًا من جانبك.

بدافع الأدب يجب أن نعض ألسنتنا حتى ينهي الشخص الآخر كلامه.

قوة الحوار

بحسب التقرير، فإن أقوى كلمة في المحادثة هي: ”أخبرني".

يشعر الناس بالرضا والراحة عندما تطرح أنت عليهم أسئلة مناسبة وتستمع بعناية إلى إجاباتهم.

فهذا يثبت لمحاورك أنك تفهم كلماته، وأنك نتعاطف معه.

إعطاء الكلمة

الحوار ليس مونولوجًا (أو مناجاة شخصية).

لذا قم بإشراك الآخر في المحادثة عن طريق طرح الأسئلة أو اقتراح الموضوعات التي تهمك للمناقشة، ولكن لا تحتكر المناقشة أبدًا.

الأشخاص الأصليون لا يرضى عنهم الآخرون دائمًا

وقال التقرير إن الأشخاص الأصليين لا يرضىى عنهم الآخرون دائمًا لأنهم يعرفون كيف يقولون نعم أو لا عند الضرورة.

وأشار إلى أنهم ”يعرفون كيف يتفقون ويختلفون في كل المواقف ولا يشعرون بالذنب حيال ذلك".

وتابع: ”إنهم يسيطرون على جزء من المهارات الاجتماعية التي تسمى بالحزم".

والحزم شكل من أشكال التواصل الذي يتمثل في دفاع الشخص عن حقوقه، والتعبير عن آرائه، وتقديم الاقتراحات بصدق، دون الوقوع في العدوانية أو السلبية، ومع احترام الآخرين، ولكن قبل كل شيء احترام احتياجاته الخاصة.

الحزم مهارة مهمة للغاية، لأن التعبير عن مشاعرك الحقيقية، والدفاع عن حقوقك، يمكن أن يكونا مريحيْن إلى حد كبير.

عندما تقول ما تريده، سواء حصلت عليه أم لا فهذا يجعلك تعيش بشكل أكثر أصالة وسعادة.

وذكر التقرير أن الخطوة الأولى التي تجعلك أكثر ثقة هي أن تتعرف على ما تشعر به وما تريد توصيله.

فإذا كنت مخلصًا، وفهمت أن الآخر لا يمكنه قراءة أفكارك، فلا شيء مما ستقوله سيكون خطأ.

بالطبع احترم دائمًا تحوّلات الجمل وصياغاتها، وتذكر أنك ستدافع عن ”حقيقتك" وليس عن ”الحقيقة المطلقة".

وتذكر أنك دائمًا تنطلق من وجهة نظرك الخاصة، والتي لها نفس قيمة وجهة نظر المحاور الآخر.

أما بالنسبة لنبرة الصوت، فإن الحفاظ على نبرة مناسبة بعيدًا عن الصراخ يساعد في إعادة تأكيد الرأي.

وتأكد أن عدم الصراخ سيجعلك دومًا أكثر إنصافًا، وفضلًا عن ذلك فإن الصراخ غالبًا ما ينتقص من مضمون الرسالة.

وينطبق الشيء نفسه على إدارة المسافات بينك وبين محدثك، فإذا اقتربت أكثر من اللازم قد تبدو عدوانيًا، وتجعل التواصل صعبًا.

المهارات الاجتماعية يمكن تعلمها

إذا كنت ترغب بأن تكون شخصًا حقيقيًا، وكنت لا تتقن أيًا من المهارات المطلوية فلا تقلق: المهارات الاجتماعية يمكنك تعلمها.

هذه ليست قدرات فطرية، بل يتم اكتسابها من خلال الملاحظة والخبرة، بحسب ما أوضح علماء النفس.

وقالوا إن ”هذا التطور يحدث بشكل أساس في مرحلة الطفولة، حيث إن السنوات الأولى من الحياة جد أساسية لتعلم هذه المهارات".

لكن هذا لا يعني أنك حين تصبح بالغًا لا يمكنك تعلمها، هناك العديد من البرامج في علم النفس التي تُستعمل في تعليم المهارات الاجتماعية.

 ومعظمها تجمع بين الخبرات الاجتماعية المباشرة، مع تقليد وتعزيز اكتسابها.

لذا، إذا كنت تريد أن تكون شخصًا حقيقيًا، ولا تمتلك المهارات الاجتماعية، أو لا تتحكم فيها، استشر طبيبًا نفسانيًا، واتبع الخطوات التي يوضحها لك أو التي يتضمنها هذا التقرير.

ويمكنك بعد ذلك، وفق التقرير، أن ”تصبح شخصًا حقيقيًا، وأن تتحدث دون خوف".