النسخة الكاملة

كاسترو ... الثورة بعدسات أعدائها

الخميس-2022-09-02 02:39 pm
جفرا نيوز -
 

جفرا نيوز - عاد اسم فيدل كاسترو للواجهة مرة أخرى، مرتبطاً بالجدل والاتهامات والتوتر أيضاً، فالاشتباكات عبر "تويتر" اندلعت فور إعلان تقديم ممثل "أميركي" شخصية الزعيم الكوبي، الذي لطالما اعتُبر معادياً لسياسات الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من مجاورة البلدين في القارة نفسها "أميركا الشمالية"، لكن كاسترو يقع على الجانب الآخر تماماً من الثقافة والتوجه والانتماء السياسي، حيث تنتمى كوبا اجتماعياً وسياسياً لمجموعة دول أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي "سيلاك" (CELAC)، التي أنشئت للحد من تدخلات جارتهم "اللدود" أميركا.

جيمس فرانكو الذي يبدو شبيهاً للغاية في ملامحه بالزعيم الذي حكم كوبا ما يقرب من نصف قرن ما بين رئيس ورئيس وزراء وفارق الحياة في عام 2016، ارتبط اسمه قبل أشهر باتهامات بالتحرش انتهت بعضها بتسويات مالية بلغت ملايين الدولارات واعتراف صريح منه، بات الآن في مهب انتقادات جديدة، لأنه ليس "لاتينياً".

المؤكد أن العمل نفسه حينما سيخرج للنور سيلقى جدلاً مضاعفاً مثلما حدث مع أعمال سابقة أنتجتها السينما والدراما العالمية حول أبرز الزعماء الذين كانوا يعادون سياسة الولايات المتحدة صراحة، لا سيما اللاتينيين منهم، واعتبرتهم أميركا في كثير من الأوقات عناصر ينبغي التخلص منها.

ابنته تعانده حياً وميتاً

إذا كانت السياسة الأميركية حاولت أيضاً إقصاء وتهميش السياسيين اللاتينيين، فإن السينما لم تغض الطرف، فمثلاً يبدو فيدل كاسترو شخصية درامية من الطراز الأول، كزعيم حكم شعبه لعقود، وسياسي يراه كثيرون بطلاً شجاعاً، وبحياة شخصية حافلة بالمغامرات، بالتالي هناك أعمال كثيرة تناولت مسيرته، وبينها ما جاء في السلسلة الوثائقية"The Cuba Libre Story"  التي أنتجتها "نتفليكس" عام 2015، بينما الفيلم المنتظر يحمل عنوانAlina of Cuba" " (إلينا من كوبا) يلقي الضوء بشكل أساسي على إلينا فريناجنرز ابنة كاسترو غير الشرعية، التي كانت ترفض أفكاره السياسية وتركت البلاد، على الرغم من اعترافه بها في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، إلى إسبانيا ومن ثم إلى الولايات المتحدة.

عرفت إلينا فريناجنرز بانتقادها اللاذع لحكم والدها، وهي ابنة من بين نحو عشرة أبناء شرعيين وغير شرعيين للرئيس الكوبي، الذي تخلى عن الحكم لشقيقه راؤول في عام 2008، إثر محنة مرضية ألمت به، وعرف بتعدد علاقاته النسائية منذ أن قاد الثورة العسكرية للإطاحة بالرئيس باتيستا، الذي كان موالياً للاستخبارات الأميركية عام 1959.

 العمل المنتظر يركز على العلاقة المتوترة التي جمعت كاسترو بابنته إلينا فريناجنرز  (أ ف ب)

 

العمل المنتظر يركز على العلاقة المتوترة، التي جمعت الأب وابنته، حيث تعمل إلينا كمستشارة رسمية للفيلم، وتشيد باختيار فرانكو لدور والدها، والعمل من إخراج الإسباني ميغيل بارديم، وينتجه جون مارتينيز أوفيلان، وقد عبر طاقم الفيلم عن انزعاجهم من التدونيات الرافضة لاختيارات الأبطال، ومن بين المعترضين الممثل الكولومبي الشهير جون ليجويزامو، الذي اعتبر إسناد الدور لممثل أميركي بمثابة سرقة واستعباد هوليوودي للتاريخ اللاتيني، ومحاولة سرد القصة على الطريقة الأميركية.

الاعتراضات نفسها جاءت من مشاهير لاتينيين كثر، بينهم الأرجنتينية سول رودريغيز والممثل الشاب جيف توريس، حيث عبروا عن آرائهم عبر "تويتر" و"إنستغرام" وفتحوا ملف التهميش المتعمد من هوليوود للممثلين المنحدرين من أصول لاتينية.

محاولات قليلة للإنصاف

شكل كاسترو الذي كشفت وثائق أفرج عنها عام 2017 عن جهود كثيفة ومحاولات أميركية شتى لاغتياله، هوساً خاصاً لدى السينما والدراما والوثائقيات العالمية، حيث كانت شخصيته أغلب الوقت تظهر كسياسي متوحش، مثلما حدث في فيلم ديفيد أتوود "فيدل" المعروض عام 2002، الذي لعب بطولته الممثل فيكتور هوغو مارتن، كما تحدث فيلم "Company Man" في عام 2000 عن محاولة اغتيال كاسترو من قبل معلم في المدرسة أثناء ستينيات القرن الماضي.

السخرية اللاذعة والانتقاد الحاد سيطرا أيضاً على فيلمي ""the life of Juanita castro (حياة خوانيتا كاسترو) و" train to Mundo fine" (القطار إلى موندو بخير)، حيث أظهرا كاسترو كديكتاتور مقيت، وكعاته لم يفوت المخرج والكاتب الأميركي أوليفر ستون، الذي عرف بولعه بالاقتراب من حياة رجال السياسة الكبار وتقديمهم على طريقته فرصة الاشتباك مع كاسترو.