قانون الانتخاب بين حق المواطن وصفقات الأخوان
الأحد-2012-06-24

جفرا نيوز -
جفرا نيوز – كتب أسد بن الفرات
يعتقد المواطن الغلبان أن جماعة الأخوان المسلمين معنية بقانون الانتخاب حرصا على تمثيل اوسع ومشاركة سياسية متوهما ان أجندة الأخوان هي الوطن وليس حزبهم او جماعتهم.
ولا يعرف أن أول أولويات الأخوان الوصول إلى السلطة واللهاث وراء السيطرة على مقاليد الأمور حتى لو تحالفوا مع اليهود أو الاميركان او حتى الشياطين والفتوى جاهزة.
فالتجارب العربية ماثلة امامنا في مصر وتونس والمغرب وليبيا وغيرها ولا يحتاج اي بصير لدليل على ذلك.
لم يدر في خلد الكثيرين من ارباب السياسة ان لكل دولة خصوصيتها ولكل شعب سماته .
فالاردنيون فطروا على الاخلاص والتضحية وان الاوان ان يكون لهم بريقهم وحتى لو كان عن طريق قانون انتخاب لا يرضي الكثيرين رغم انه يحمل بين طياته الكثير من الايجابيات التي تمنع اي تغول من اية فئة على ابناء الاردن.
لقد ترددت الدعوات الى مقاطعة الانتخاب وهذا خطأ جسيم فالرهان على عدم تزوير الانتخابات وهناك ارادة سياسية حقيقية على تقديم نموذج انتخابي نزيه يسعى لمشاركة حقيقية اوسع وهي الرهان والمحك على الشعبية فاذا كان للاخوان المسلمين وغيرهم اية شعبية فعليهم المشاركة لا الانزواء وتمثيل دور الضحية لاكل كعكة الوطن كلها .
الاعيب الاخوان مكشوفة فلن تنطلي على شعب واع مثل الشعب الاردني فهدفهم السيطرة كونهم الحزب الاوحد ولكن هيهات فهناك رجال مخلصون قدموا الوطن على حبات العيون.
عليهم ان يقبلوا بالقانون وصناديق الاقتراع المحك والرهان وسيكشفهم المواطن الذي مل من خزعبلاتهم والاعيبهم تحت شعارات المصلحة العامة.
فالاردن له هويته عليه ان يحافظ عليها فهي ما تبقى له في ظروف صعبة ومفصلية في مشهد سياسي قاتم, خاصة بعد ضياع الديموغرافيا والجغرافيا وتاريخ صنعه الاباء والاجداد.
هل نقبل بالاردن كسفينة تتلاطمها الامواج وهل يسمح الاردنيون بالعيش غرباء في وطنهم جراء العزلة التي فرضها الاخوان حول انفسهم.
نحن الاردنيون علينا ان نحدد اهدافنا الحقيقية التي شغلنا الهم الاقتصادي عنها علينا ان نكون اكثر حرصا على الوطن وهويته وان لا نسمح بان يختطفه الاخوان ويتاجرون به وهم الذين كانوا تحت اجنحة الحكم ورعاية الملك منذ نشأوا والان يريدون ان ينقلبوا على الشرعية .. ايعقل هذا!!
فقانون الانتخاب رغم مساوئه فهو بداية حقيقية للديمقراطية فالقفزة في الهواء ستكلفنا الكثير في ظل ضياع الحقوق والمساومات من تحت الطاولة ولي ذراع الوطن والابتزاز السياسي الذي يمارس على الدولة.
نعم يريد اعداء الاصلاح اشغال المواطن في الهم العام والسيطرة على احلامه لتحقيق مآربهم واجنداتهم فعلينا ان نضيع الفرصة عليهم .
فتحقيق شيء افضل من لا شيء فوالله اذا ما تسلم الاخوان زمام السيطرة على مفاصل الدولة ليكون الاردن مزرعة تقسم بين الحمائم والصقور ويضيع ابن البادية والمخيم والقرية بين الشيخ والشيخ ولن تكون بعدها الا العصا الغليضة وحكم الامام.
الاردن في محنة حقيقية وعلى ابنائه الشرفاء ان يأخذوا اماكنهم للدفاع عنه في وقت مصيري هو المرحلة الفاصلة بين الخير والطغيان وبعد ذلك نراجع الاخطاء.
فتضحيات من سبقونا كانت نبراسا علينا ان نهتدي به ولا نترك حقنا ينتزع من بين ايدينا وبعدها لن ينفع الندم.
ترى هل لو كان الاخوان اكثر حرصا على المواطن لماذا تقسم غنائم الجمعيات والتبرعات بين الكوادر الحزبية واين فقراء الاردن من ذلك ولماذا هم فقط وهل تحرم الصدقة الا على ابن الحزب.
علينا ان نفكر وان لا نترك العاطفة الدينية تسيطر علينا وعلى قراراتنا فاذا ما اخذ الاخوان قانون انتخاب بخمس اصوات سيسارعون الى المشاركة والسيطرة على مقاليد الدولة ولن تجدي العشيرة او المخيم او القرية اي جدوى معهم فسيسعرون ويلهثون طمعا في الوصول ويبقى ابن الاردن على الرف ينتظر وسيكون انتظاره طويلا.

