النسخة الكاملة

الروح الأبدية.. لماذا للفلسطيني قضية؟

الخميس-2022-07-28 11:38 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - احمد الغلاييني - يعيش الإنسان مرة واحدة وفي مسيرة حياته يبحث عن ذاته وأسباب وجوده، ولكن عكس المواطن الفلسطيني الذي يولد ولديه قضية.

تحاول مسرحية "الروح الأبدية" التي اخرجها كرم زواهرة، ان تغوص في اعماق الإنسان وصراعة بين الأمل والإنهزام، والنور والتشاؤم في قضيته العربية الأبدية، والتي تمثلت بالسنوغرافيا السوداء والتي تدل على عدمية الإنسان ويأسه من جميع عوامل حياته ولعل أبرزها الاحداث التي مرت على القضية الفلسطينية التي يحملها فيما يتقاطع داخله النور الأبيض والذي يدل على الأمل الذي يبقى مزروعاً فيه ويصارع ويحارب من أجله وهو دليل على التناقض داخل النفس البشرية.

ورغم حالات الانهزام التي يعانيها الإنسان غير أن صراعه الداخلي من أجل قضيته تولد لديه مشاعر النور، فالأسود في خلفية احد ابطال العمل يدل على اليأس والحزن فيما شريكته التي ارتدت الابيض القصير هو دلالة على الأمل وان كان صغير داخل روح النفس غير أنه يعطي الدافع للبقاء والعيش والنضال من أجل القضية.

تمثلت بطلت العمل – سلسبيلا احمد– بالعقلانية بدل العاطفة، على عكس ماكانت عليه سابقاً حيث كان اندفاعها وحماسها للثورة والنضال، حيث قررت الرحيل واقناع شريكها بذلك والتي تمثلت ببناء منزل جديد للعيش فيه، فيما البطل كان رافضاً هذا الأمر، حيث كان يرى ان الإستمرار بالنضال من أجل القضية الفلسطينية هي الخطوة الصحيحة لتحرير كامل التراب الوطني، ولد هذا الأمر صراعاً داخله بين البقاء في وطنه والرحيل فهو كان يعيش من أجل قضيته، فيما حبيبته وجدت أن اي مكان جديد سيكون افضل للعيش بسلام وحرية، حيث مثلت هذه المشاهد حالة الصراعة بين عقل البطلة وعاطفة البطل، التي وجدت ان فلسطين لم تعد القضية الأساسية فيما البطل قام بخنقها وقال ان الروح لا زالت فيها.

ظهر العدو في احد مشاهد المسرح يحقق مع شاب صغير مزروع بالعزم والأمل والقوة ليظهر انه البطل قبل سنوات عند الأسر، حيث صورت كاتبة العمل العدو بالإعلام الذي يبث دائماً الدعاية السلبية لخدمة العدو والذي يزرع في نفوس المواطن الخوف والانهزام، فيما يرد الثوار بأنهم أصحاب الحق الأقوى.

تبقى رمزية العمل المسرحي تحاول إيصال رسالة ان رغم التطبيع وتخاذل أنظمة العالم ضد القضية الفلسطينية غير ان الثوار وان تكلبت عليهم التناقضات والصراعات يبقون ينضالون من أجل قضيتهم الأبدية العادلة.

ويعتبر العمل ضمن المسرح التجريبي والذي تقوم فكرته على تجاوز ماهو مطروح من الأشكال المختلفة للمسرحية، حيث قدمت كاتبة النص القضية الفلسطينية بطريقة مختلفة والتي بحثت في اعماق المناضل الفلسطيني الذي رغم انتصاراته المعنوية وتحقيق مكاسب على الأرض غير انه لم يحقق هدفه بعد وهو تحرير ارضه من المغتصب الصهيوني.

حاول المخرج وبكل الطرق ان يقدم القضية الفلسطينية بطريقة عميقة تغوص في اعماق المناضل الفلسطيني الذي صوره انه بقي وحيداً على الارض بعد تكالب الأنظمة لمصالحها وابعاد القضية عن واجهة القضايا وجعلها خلف الصراعات الاقتصادية والسياسية وخاصة بعد احداث "سبتمبر" 2001 و الربيع العربي 2011، فلم تعد هي الأولى على الواجهة غير ان المسرح لم ينساها.

كاتبة النص حاولت بكل الطرق ان تقدم الفلسطيني الذي يعيش الصراع بين الإنهزام والإنتصار – انهزام الانظمة وانتصار الافراد.

مثلت حركات الجسد "الكريوغراف" الصراع الداخلي لبطل العمل فيما بقيت البطلة هادئة تشير لحالة السلام التي تعيشها ولقوتها وثقتها بأن النصر قادم لا محالة.

اضافة إلى الصراع بين الأمل والانهزام الذي صوراه الممثلان ايضاً يلخصان قصص كثيرة من الاعتقالات التي تجري اثناء الافراح والاعراس للأبطال الأسرى فالمشاهد التي جسدت العروسان كان لها دور مهم في الإشارة للأنطلاق وبناء حياة جديدة دمرها العدو الصهيوني بسبب الإعتقالات.

كانت الموسيقى والتي عزفت بشكل مباشر على المسرح والتي اثارت الحماس في نفوس المتابعين والتي حثت المشاركين ان يكونو جزءً من القضية الفلسطينية لا متفرجين عليها.