جفرا نيوز -
قال تقرير لموقع إذاعة "فويس أوف أميركا" إن صينين متورطون في حملة سرقة وذبح عشوائي لمئات الحمير في أفريقيا، بداعي استخدام جلودها لـ"أغراض طبية".
وبحسب التقرير، انتشرت فكرة استخدام جلود الحمير في الصين، منذ أن شاهد الصينيون برنامجا على الشاشات أظهر شخصيات أرستقراطية تستخدم الطب الصيني التقليدي المسمى "إيجاو" (Ejiao) الذي يحضر على أساس جلود الحمير.
سيمون بوب، من المؤسسة الخيرية "دانكي ساكنتواري" (Donkey Sanctuary) ومقرها المملكة المتحدة، قال للإذاعة الأميركية إن "إيجاو، المعروف أيضًا باسم غراء الحمير، يستخدم كدواء أو كمنشط للصحة والجمال في الصين".
وقال عن العرض الأول لبرنامج "إكسبرس إن ذا بالاس" (Empresses in the Palace) الذي كان يبث في عام 2011: "نتيجة لهذا البرنامج، تجاوز الطلب على إيجاو الحد الأقصى.. لكن المشكلة هي أن الصين لم يكن لديها ما يكفي من الحمير لتلبية الطلب المتزايد".
لذلك، يقول التقرير، بدأ الصينيون في البحث عن الحمير في الخارج، لا سيما في إفريقيا حيث يستخدم سكان المجتمعات الريفية، من مالي إلى زيمبابوي إلى تنزانيا، الحمير، لحمل الأشياء الثقيلة، وحتى الأشخاص.
التقرير كشف أن الصينيين لجأوا إلى السرقة بعدما لم يرغب السكان المحليون في البيع، حيث أصبح المزارعون يعثرون على حميرهم مقتولة، منزوعة الجلود، ومتروكة لتتعفن في الحقول.
وتحتاج الصين إلى حوالي 5 ملايين حمار سنويا لإنتاج وتلبية الطلب على إيجاو، ويأتي حوالي 2 مليون من هذه الحمير من الصين. أما الثلاثة ملايين المتبقية أو أكثر فتأتي من الخارج.
وتقدر مؤسسة "دانكي ساكنتواري" أن ما بين 25٪ و 35٪ من الحمير التي استخدمت جلودها، قد تمت سرقتها من أفريقيا.
وبعد سنوات من السرقة والتجارة غير الشرعية في الحمير، انخفضت أعداداها في أفريقيا "لتبدأ بعض البلدان الأفريقية في المقاومة" على حد وصف التقرير.
وحظرت تنزانيا الشهر الماضي ذبح الحمير من أجل تجارة الجلد، قائلة إن تعداد الحمير في البلاد معرض لخطر الانقراض.
كما فرضت دول أفريقية أخرى، بما في ذلك نيجيريا، حظرا على ذبح الحمير أو تصدير أي من الحيوانات.
سيمون علق على ذلك بالقول: "أعتقد أن الرسالة التي ستذهب إلى الصين، من إفريقيا على وجه الخصوص، مؤداها أننا لا نقبل أن يتم سلخ وشحن حميرنا إلى الصين بهذه الطريقة الهمجية".
ومع ذلك، وبسبب النفوذ الاقتصادي للصين في القارة السمراء واستثمارها الضخم في البنية التحتية هناك، فإن دول أفريقية عديدة "لا ترغب" في مقاومة بكين.
وتسمح جنوب إفريقيا بذبح الحمير ولكن فقط في مسلخين مرخصين وبحصص قدرها 12000 حمار في السنة.
وقالت غريس دي لانغ، المفتشة في المجلس الوطني للجمعيات لمنع القسوة على الحيوانات (NSPCA)، إن السلطات هنا (جنوب أفريقيا) كانت تتخذ إجراءات صارمة ضد التجارة غير المشروعة في السنوات الأخيرة، لذلك اختفت العصابات الإجرامية، خاصة منذ تفشي وباءكورونا في أفريقيا.
والآن يتم تهريب الحمير إلى ليسوتو، وهي مملكة جبلية صغيرة تحيط بها جنوب إفريقيا.