النسخة الكاملة

مليون حاج يؤدون الفريضة تحت اشعة الشمس الحارقة - صور

الخميس-2022-07-07 02:33 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - انطلقت رسميا الأربعاء أكبر مناسك للحج منذ تفشي جائحة كورونا، إذ أدى مئات الآلاف من الحجاج "طواف القدوم” حول الكعبة المشرفة في مدينة مكة تحت أشعة الشمس الحارقة.

وسمحت السلطات السعودية لمليون مسلم تلقوا لقاحات مضادة لفايروس كورونا، بينهم 850 ألفا أتوا من الخارج، بأداء فريضة الحج هذا العام بعد عامين من تقليص الأعداد بشكل كبير بسبب الوباء.

وقد تسبب منع الحجاج في الخارج من أداء المناسك في العامين الماضيين في خيبة أمل عميقة في صفوف المسلمين بجميع أنحاء العالم، والذين يدخرون عادة لسنوات للمشاركة في الحج الأكبر.

وقال الحاج عبدالقادر خضر الآتي من السودان "إنها المتعة بعينها”، مضيفا أنه يكاد لا يصدق بأنّه سيؤدي مناسك الحج هذا العام. وتابع "أنا مستمتع بكل لحظة هنا”.

وقد اختار كثيرون القيام بالطواف قبل الموعد الرسمي لبدء المناسك، وفضّل غالبيتهم عدم وضع الكمامات الواقية مع أنّ السلطات قالت إنها إلزامية داخل المسجد الحرام.

والثلاثاء، سار مصلّون بملابس الإحرام البيضاء ونساء ارتدت بعضهن عباءات ملونة، جنبًا إلى جنب على الأرضيات البيضاء بالقرب من الكعبة.


وقالت إحداهن وقد ارتدت عباءة خضراء، "لقد صليت من أجلكم للتو” وهي تشارك الطواف مع أفراد أسرتها في مكالمة فيديو مباشرة عبر هاتفها المحمول.

وأضافت فيما كانت تستكمل عملية الطواف التي تستمر لسبع مرات "أحبك أمي، أحبكم جميعًا”.

والحج هذا العام، الذي جرى اختيار المشاركين فيه بالقرعة، هو أكبر بكثير من الموسمين السابقين في عامي 2020 و2021 ولكنه لا يزال أصغر من الأوقات العادية.

وينتقل الحجاج اليوم الخميس إلى منى، على بعد حوالي خمسة كيلومترات من المسجد الحرام، قبل المناسك الرئيسية وهي صعود جبل عرفات.

وتم اختيار المشاركين من بين ملايين المتقدمين. ويقتصر الحدث هذا العام على المسلمين دون سن 65 عاما المطعمين ضد الفايروس. ويُطلب من الآتين من الخارج تقديم نتيجة فحص كورونا سلبية من اختبار تم إجراؤه في غضون 72 ساعة من وقت السفر.

وقال لميتوف علي (65 عامًا)، وهو حاج مغربي، إنّ "الحظ” هو الذي أوصله إلى مكة بعد أن تم اختياره في عملية سحب أسماء بالقرعة.

وأضاف: "هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها بأداء فريضة الحج والحمد لله على ذلك. لقد تقدم الكثير من الناس بطلبات لكن لم يحالفهم الحظ. لقد كنت محظوظًا جدًا لأداء المناسك هذا العام”.

وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهّزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج.

وتم تغريم أولئك الذين حاولوا أداء فريضة الحج من دون تصريح. وأقام رجال الشرطة في المدينة الجبلية نقاط تفتيش وقاموا بدوريات راجلة وهم يحملون مظلات خضراء للحماية من أشعة الشمس الحارقة.

وداخل المسجد الحرام، كانت المسعفات على أهبة الاستعداد في مواقع مختلفة، فيما كان المتطوعون الذين يجرّون الكراسي المتحركة ينتظرون في طابور طويل لمساعدة أولئك الذين لا يستطيعون المشي لمسافات طويلة.

ووضع بعض الحجاج أسماء وأعلام دولهم على ملابسهم. وكتبت عبارة "حج 2020 – تشاد” على ظهور ملابس إحرام بيضاء لمجموعة من الحجاج.

إلى جانب الوباء، فإن التحدي الآخر هو الشمس الحارقة في واحدة من أكثر مناطق العالم حرا وجفافًا.

فمع أن الصيف بدأ للتو، تجاوزت الحرارة 50 درجة مئوية في أجزاء من المملكة، التي بدأت تتحمل مع البلدان الصحراوية المجاورة الأخرى وطأة التغيير المناخي.

وأكدت المصرية نعيمة محسن (42 عاما) التي قالت إنّها أتت لوحدها لتأدية المناسك: "التواجد هنا أفضل ما حدث لي على الإطلاق. أحس بأني متشوقة للمزيد. لكن مشكلتي الوحيدة هي الطقس، فالجو حار جدا”، فيما وصلت الحرارة إلى 40 درجة مئوية.

لكن بالنسبة إلى أحمد عبدالحسن الفتلاوي الآتي من العراق، فإنّ الحرارة المرتفعة في مكة لن تعيق تأديته للمناسك.

وأوضح "أنا في الستين من عمري (..) ومن الطبيعي أن أشعر بإرهاق جسدي بسبب الحر، لكنني كنت أتوق لهذه الرحلة وحين تحقق الحلم لم أعد آبهاً بكل الأجواء الملتهبة في مكة”.

وتابع الفتلاوي "أشعر بالراحة النفسية والاطمئنان الداخلي”.

وقال الحاج المصري محمد لطفي (32 عاما)، "عندما رأيت الكعبة للمرة الأولى شعرت بشيء غريب وبدأت في البكاء”.

أما  المهندس البريطاني العراقي الآدم محمد البالغ من العمر 53 عاماً والأب لطفلتين، المقيم في المملكة المتحدة منذ 25 عاماً، فقد اختار رحلة تختلف عن الآخرين فهو لم يختر السفر بالطائرة ولا قيادة السيارة إلى السعودية بل انطلق في رحلته على القدمين.

وقد جنى سفره، الذي استمر 11 شهراً سيراً على الأقدام، ثماره بعدما قرّرت السلطات السعودية منحه وعائلته أذونات خاصة للمشاركة في المناسك بفضل رحلته الشاقة، في حين تم اختيار آخرين من خلال نظام القرعة.

وقال محمد من مكة قبل بدء المناسك، "كانت رحلتي مرهقة. توقّفت في كثير من الأماكن للراحة، لكنني كنت أركّز على شيء واحد: عمري 53 سنة، فماذا لو أمضيت 11 شهراً على الطريق للوصول إلى بيت الله؟ عرفت أنني أستطيع القيام بذلك”، وتابع قائلا: "الله كان معي”.

ويقول محمد إنه لم يصدّق عينيه عندما وصل إلى مكة، حيث حظي باستقبال حافل من قبل سكان المدينة، ويوضح قائلا: "بكيت عندما وصلت. إنه شعور لا يصدق”، مشيراً إلى أنه تم نقل زوجته وابنتيه من المملكة المتحدة إلى السعودية جوا لمقابلته وأداء المناسك معاً هذا الأسبوع. العرب اللندنية