جفرا نيوز - أكد وزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي أن الأردن يسعى إلى إقامة علاقة اقتصادية تكاملية مع الجارة الشقيقة السعودية، مستنده الى العلاقات المميزة التي تجمع البلدين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والقرب الجغرافي.
وبين الشمالي في كلمتة خلال أجتماع مجلس الأعمال الاردني السعودي أمس، تزامننا مع زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى المملكة، ان العلاقات الأردنية السعودية استراتيجية على مختلف المستويات سواء السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وقال الشمالي ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يرتب مسؤولية مشتركة على الجميع للمحافظة على هذا الارقام وزيادتها خلال الفترة المقبلة مشيرا الى ان الامن الغذائي هم عالمي يتطلب عمل مشترك للتعاون في هذا المجال.
وبين ان السعودية تعتبر من اوائل الدول الثلاث في حجم الاستثمارات المقامة بالمملكة موزعة على قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري والإنشاءات السياحية عدا عن انها تعد من اكبر الشركاء التجاريين للمملكة حيث وصلت المبادلات التجارية بين البلدين الى 4 مليارات دولار.
واكد الوزير الشمالي مساعي البلدين لتحقيق المصلحة المشتركة وتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مبينا ان اللجنة التجارية الأردنية السعودية المشتركة تمثل أساساً صلباً لمزيد من النهوض بمستوى هذه العلاقات وبما ينسجم ورؤية قيادتي البلدين وتوجيهاتهما الدائمة لتذليل كافة العقبات للارتقاء بها نحو آفاق أرحب تُحقِّق طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين.
من جهته قال النائب الاول لرئيس غرفة تجارة الاردن جمال الرفاعي ان العلاقات الأردنية السعودية متجذرة ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح العليا وتستمد قوتها وديمومتها من العلاقات الطيبة التي تربط قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين.
واضاف الرفاعي «ونحن كاصحاب اعمال علينا مسؤولية الارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية لمستوى هذه القواسم الاخوية المشتركة».
وبين ان الاردن يرتبط بعلاقات وطيدة وراسخة مع السعودية، وقيادتي البلدين لديهما تفاهم مشترك حول التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه المنطقة ويعملان سويا لتحقيق مصلحتها اقتصاديا وسياسيا كما تعتبر السعودية من اهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين الاستراتيجيين للاردن.
واشار الى ان الأردن يولي أهمية كبيرة على مختلف المستويات لعلاقاته مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ويسعى دائما للارتقاء بمختلف أشكال التعاون معها لدرجة أن تصبح العلاقات بين الجانبين ركيزة أساسية لتفعيل العمل العربي المشترك وتعظيم الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة بشكل جماعي وتشترك فيها معظم الدول العربية أو تلك الموقعة بشكل ثنائي.
وعبر الرفاعي عن امله بان يسهم المنتدى بتوسيع آفاق العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك والتي من شأنها الارتقاء بحجم التبادل التجاري الذي ما زال اقل من الطموحات.
وقال الرفاعي » اليوم نريد ان نؤسس لمرحلة جديدة لعلاقتنا التجارية والاستثمارية، مرحلة تستمد قوتها من القواسم المشتركة التي تجمعنا لتعظيم فرص الاستثمار والتجارة والعمل والبناء والتشاركية».
واضاف» نحن بالاردن نفخر كون الاشقاء السعوديين من المستثمرين الرئيسيين بالمملكة ولهم استثمارات تقدر بنحو 15 مليار دولار تتركز بالعديد من القطاعات الاستراتيجية والحيوية وتلعب دورا كبيرا في دعم الاقتصاد الوطني وبيئة الأعمال وتوفير فرص العمل للاردنيين.
ودعا لزيادة الاستثمارات السعودية بالاردن وفتح شراكات جديدة واستثمار الفرص والامكانات المتاحة وبشكل خاص بيئة المملكة الجاذبة للاستثمار والاعمال والتي تحرص الدولة الاردنية على تحسينها وتطويرها باستمرار وفق أفضل الممارسات العالمية الفضلى.
واكد ان الاردن يمتلك مخزوناً كبيراً من السلع والقدرات والمؤهلات التي تلبي احتياجات السوق السعودية، ونحن في الاردن لدينا رغبة قوية في تعظيم التجارة البينية العربية لانها الطريق القريب لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي المشترك.
واشار الرفاعي الى ان التحديات التي تواجه الامة العربية، ولا سيما في ظل الصعوبات الاقتصادية العالمية اليوم يحتم علينا كدول عربية العمل سويا لتجاوزها بما فيه مصالح شعوبنا واستغلال الامكانيات المتوفرة لدينا وبخاصة بالقطاعات الاستراتيجية.
واكد ان القطاع التجاري الاردني يطمح بمزيد من التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع الاشقاء بالسعودية، مشددا على ضرورة تكثيف زيارات الوفود الاقتصادية وتعزيز دور رجال الاعمال واستغلال الروابط العائلية التي تجمع البلدين الشقيقين وتسخيرها لتنمية التبادل التجاري وزيادته بما يلبي الطموحات.
وشدد الرفاعي على ان غرفة تجارة الاردن على استعداد تام لتذليل كل العقبات التي تواجه تطوير علاقات البلدين الاقتصادية وتقديم كل الدعم لرجال الاعمال والمستثمرين السعوديين.
وأكد رئيس مجلس إدارة اتحاد الغرف التجارية الصناعية السعودي عجلان العجلان وجود المزيد من الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة لتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وقال العجلان ان اللقاء يأتي بعد جائحة كورونا واقتصاد المملكتين في طور التعافي الامر الذي يشكل فرصة لتبادل الخبرات وبحث الفرص وإقامة المشاريع المشتركة.
وأكد أن الملتقى بمثابة فرصة هامة ومنصة لتبادل الخبرات والاستفادة من الاهتمام السياسي في تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات بين البلدين.
بدوره، عبر رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير، عن أمله بتعميق العلاقات الاقتصادية التجارية بين البلدين، واضافة بُعد استراتيجي شامل لها، من خلال مشاريع صناعية استثمارية كبرى مشتركة تضمن التكامل الاقتصادي وتُبنى على الميّز التنافسية لكلا البلدين.
وقال ان «القطاع الصناعي يطمح باقامة علاقات استراتيجية تفتح آفاقاً اقتصادية كبيرة وتحقق المنفعة المشتركة للبلدين»، مؤكدا » نحن لا ننظر بعلاقاتنا مع أشقاءنا الا من منظور الربح والمنفعة المشتركة، لا تغليب لمصلحة أحد».
واضاف ان القطاع الصناعي يدعم فـكـرة إطـلاق تكامـل صـناعي تجـاري وائتلافات استثمارية بين القطاع الخاص في كلا البلدين وفـتـح قنـوات تواصـل أكـبـر مـن خـلال السفارة السعودية بعمان فيما يخص القرارات الحكومية السعودية ذات البعد التجاري، لضمان تعزيز انسياب التجارة البينية.
ولفت المهندس الجغبير الى ان أحدث الاحصاءات تشير إلى وصول حجم الاستثمارات السعودية في المملكة الى 13 مليار دولار، تتركز في قطاعات النقل، البنية التحتية، الطاقة، القطاعات الالية والتجارية والسياحية.
واشار الى ان القطاع الصناعي الاردني أثبت قدراته خلال جائحة كورونا عن طريق تلبية الإحتياجات المحلية والإقليمية من السلع الأساسية من غذاء ودواء ومستلزمات طبية.
ولفت الى دور القطاع على مستوى الإقتصاد الوطني، بمساهماته المتنوعة بمختلف المؤشرات الإقتصادية والإجتماعية، التي تبدأ من الناتج المحلي بمساهمة تصل الى 25%، وتشغيل ربع القوى العاملة في البلاد، الى جانب استحواذ صادراته على ما نسبته 93% من إجمالي الصادرات الوطنية.
وعبر المهندس الجغبير عن أمله بان تشكل اللجنة الاردنية السعودية المشتركة أساساً صلباً لمزيد من النهوض بمستوى علاقات البلدين الاقتصادية وبما ينسجم ورؤية قيادتي البلدين وتوجيهاتهما الدائمة لتذليل كل العقبات للارتقاء بها نحو آفاق أرحب تُحقِّق طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين.
من جانبه، قال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع إن العلاقات الاردنية السعودية اليوم أقوى من أي وقت مضى وتمثل أنموذجاً يحتذى به للعمل العربي المشترك، فدائماً ما يتواجد تنسيق وتشاور مستمرين بين كلا البلدين في مختلف المستويات.
واضاف الطباع ان القطاع الخاص الأردني دائماً يتطلع نحو فتح آفاق جديدة للتعاون الاستثماري في جمعية رجال الأعمال الأردنيين مع الأخوة في الجانب السعودي، خاصة مع توافر العديد من الفرص الواعدة لذلك.
وبين ان السعودية تحتل المرتبة الثانية على مستوى الدول المستثمرة في بورصة عمان بعدد أورق مالية بلغت 399مليون ورقة مالية، وبقيمة استثمارات 1.46 مليار دولار.
واشار الطباع الى اهمية إنشاء شركة صندوق الاستثمارات السعودي الأردني عام 2017 حيث يبلغ رأس مال الصندوق ما يقارب 3 مليارات دولار، الذي بدأ بتنفيذ عددا من المشاريع المحورية بالمملكة.
واكد اهمية العمل على بناء آليات تساهم في تذليل العقبات التي تحول دون تعزيز التعاون الثنائي المشترك في كافة الاصعدة، والتعاون في سبيل اقامة شراكات حقيقية يتم من خلالها تنفيذ مشاريع استثمارية بالقطاعات الواعدة ذات الاهتمام المشترك الى جانب الاستفادة من المزايا والحوافز الاستثمارية التي يوفرها كلا البلدين.
وطرح الطباع العديد من القطاعات التي يتوافر فيها امكانيات غير مستغلة بالشكل الكافي بالمملكة، والتي يمكن ان تتحول الى شراكات استراتيجية ومشاريع استثمارية ذات عائد مجدي في مقدمتها المشاريع الكبرى التي ينوى الأردن طرحها خلال الفترة القريبة مثل الناقل الوطني للمياه ومشاريع سكك الحديد والتي تربط المملكتين بدول الجوار، ومنها من مدينة العقبة ومن مدينة القريات.
كما تشمل الفرص الصناعات الغذائية، القطاع الزراعي والثروة الحيوانية من خلال استراتجية تدعم الأمن الغذائي للمملكتين الشقيقتين بالاضافة الى مشاريع الصناعات الكيماوية والأسمدة اضافة إلى الصناعات التحويلية.
واكد الطباع أهمية ادامة التواصل بين مجتمعي الأعمال من كلا البلدين واقامة الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية التي من شأنها زيادة الروابط الاقتصادية وتنمية حجم الاستثمارات البينية.
الرأي