النسخة الكاملة

دليل تعلم تداول الأسهم للمبتدئين

الخميس-2022-06-18 07:51 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - 

برغم أن العنوان السابق قد يبدو بسيطًا للوهلة الأولى، ولكن ينطوي تداول الأسهم في حقيقة الأمر على جوانب عديدة ربما يصعب حصرها في مقالة واحدة. برغم ذلك، عند الانتهاء من قراءة السطور القادمة ستكون قادرًا على فهم المعنى الدقيق لتداول الأسهم، وذلك بافتراض أنك مبتدئ لا زال يخطو خطواته الأولى في هذا العالم الواسع.

قبل الخوض في طريقة تداول الأسهم للمبتدئين ربما ينبغي الإشارة هنا إلى التعريف الأوسع لمفهوم الاستثمار، وذلك باعتباره الإطار الرئيسي لممارسة التداول. الهدف من الاستثمار هو تشغيل أموالك في قناة استثمارية أو أكثر بهدف زيادة قيمتها وتنميتها بمرور الوقت. لهذا فإن تعريف تداول الأسهم في أبسط صوره هو شراء المتداول لأسهم إحدى الشركات المدرجة في البورصة بغرض تحقيق أرباح عندما يرتفع سعر السهم في المستقبل.

تعريف السهم

السهم هو في جوهره حصة محددة في ملكية الشركة المعنية. بعبارة أخرى، فإن الأسهم التي تشتريها ستعطيك نسبة مئوية من رأسمال الشركة وأصولها وحقوق التصويت، إلخ. على سبيل المثال، إذا كان عدد الأسهم المُصدرة لإحدى الشركات هو 10,000 سهم وقمت بشراء 1000 سهم، فإنك في هذه الحالة تمتلك 10% من الشركة، وبناءً عليه ستحصل على 10% من توزيعات الأرباح، وسيحتسب تصويتك بعُشر الكتلة التصويتية في الجمعية العمومية، كما ستحصل على 10% من صافي أصول الشركة إذا تعرضت للتصفية أو الإفلاس.

سوق الأسهم

سوق الأسهم هو سوق عملاقة يجتمع فيها البائعون والمشترون لتداول الأسهم في ساعات وأيام محددة طوال الأسبوع. أخذ السوق أشكالاً متنوعة بمرور الزمن، حيث بدأ بقاعات التداول في البورصات الكبرى، وصولاً إلى منصات التداول الإلكترونية والتي أتاحت للمستثمرين الأفراد شراء وبيع الأسهم عبر برنامج مُثبت على أجهزتهم المكتبية أو هواتفهم الذكية.

تطورت طريقة التداول ذاتها بمرور الوقت، حيث كان المتداول قبل ثلاثين عام مضطرًا للاتصال الهاتفي بموظفي شركة الوساطة لإملاء وتنفيذ أوامر الشراء والبيع. تبدلت الأمور رأسًا على عقب في ظل ثورة الاتصالات وتطور المنصات الإلكترونية، حيث أصبح المتداول هو من يضع أوامر الشراء والبيع والحد والإغلاق بنفسه، فيما يتولى برنامج المنصة حساب الأرباح والخسائر وغيرها من معلمات الصفقة بشكل آلي.

الفرق بين التداول والاستثمار

يستخدم البعض مصطلحات التداول والاستثمار بطريقة مترادفة دون الوعي بالفروق الجوهرية بين كلا المصطلحين، والتي يمكن سردها بشكل مختصر في النقاط التالية.

  • ينطوي تداول الأسهم بشكل رئيسي على الشراء والبيع بغرض تحقيق أرباح سريعة في المدى القصير من خلال المضاربة على حركة أسعار واتجاهات الأسهم. على الجانب الآخر، ينطوي الاستثمار على شراء السهم والاحتفاظ به لفترة طويلة على أساس التوقع بأن قيمته ستزداد بمرور الزمن، سواء في شكل مكاسب رأسمالية (زيادة سعر السهم ذاته) أو توزيعات الأرباح المدفوعة.

  • يمارس متداول الأسهم عمله بشكل يومي، وفي الغالب سيفتح صفقاته ويغلقها خلال بضع ساعات أو أيام. على النقيض من ذلك، يبني المستثمر قراراته على توقعات طويلة الأجل، لهذا قد يحتفظ بالأسهم في محفظته لعدة أشهر وربما سنوات.

مفاهيم أساسية في تداول الأسهم

أوامر التداول

يستخدم متداولو الأسهم أنواع مختلفة من الأوامر على المنصات الإلكترونية، ويمكن سرد الأنواع الرئيسية لهذه الأوامر في النقاط التالية.

أمر السوق

هو أمر لشراء أو بيع السهم عند السعر الحالي في السوق. يضمن أمر السوق التنفيذ ولكن لا يضمن الحصول على السعر المطلوب بسبب التحركات السريعة في السوق.

أمر الحد/الإيقاف

هو أمر لشراء أو بيع السهم عند سعر محدد، الأمر الذي يضمن للمتداول التحكم في أسعار الدخول والخروج. ولكن على الجانب الآخر، لا يضمن هذا النوع من الأوامر فتح صفقتك لأن السوق ربما لا يصل إلى السعر المحدد.

أمر إيقاف الخسارة

يهدف هذا الأمر إلى الحد من الخسائر حيث يقوم بإغلاق الصفقة عند وصول الخسارة إلى قيمة محددة، سواء في شكل نقاط أو مبلغ مالي.

الأوامر الشرطية

هي تعليمات مركبة تنطوي على عدة أوامر في وقت واحد. على سبيل المثال، فإن أمر ’أحدهما يلغي الآخر‘ أو OCO ينطوي على أمرين منفصلين، وفي حالة تنفيذ أحد هذه الأوامر تقوم المنصة بإلغاء الأمر الثاني. هناك أيضًا أمر ’صالح حتى تاريخ‘ أوGTD  والذي يحدد مدى زمني لتنفيذ الأمر والذي في حال استنفاذه تقوم المنصة بإلغاء الأمر تلقائيًا.

تداول الأسهم بالهامش

يسمح لك تداول الأسهم بالهامش بفتح صفقات تتجاوز قيمتها الاسمية حجم رأسمالك الفعلي. في هذه الحالة أنت ستقترض مبلغ معين من وسيطك مقابل احتجاز جزء من الأموال المتوفرة في حسابك كهامش ضمان للصفقة. تتحدد قيمة الهامش على أساس نسبة الرافعة المالية التي يتيحها وسيطك. على سبيل المثال، إذا كان وسيطك يوفر رافعة بنسبة 1:20، فهذا يعني أنك ستحصل على قرض من الوسيط بقيمة 20$ مقابل كل 1$ تقوم بإيداعه كهامش.

الفرق بين القيمة السوقية والدفترية

يخلط المتداول المبتدئ بين السعر السوقي للسهم وقيمته الدفترية. يشير المفهوم الأول إلى السعر الفعلي الذي يتداول على أساسه السهم في السوق، والذي يتحرك صعودًا وهبوطًا طوال الوقت بحسب قوى العرض والطلب. أما السعر الدفتري فهو يشير إلى حاصل قسمة صافي أصول الشركة (رأس المال) على عدد الأسهم المصدرة، وتتغير قيمته بحسب الأرباح أو الخسائر المرحلة من الفترات المالية السابقة.

وبينما يعكس السعر الدفتري مجمل أداء الشركة في السنوات السابقة وقيمة أصولها بالأسعار التاريخية، يعكس السعر السوقي توقعات الأداء المستقبلي وفي كثير من الأحيان التقييم الحالي لصافي أصول الشركة.

مشتقات الأسهم

إذا كانت لديك وجهة نظر معينة تجاه إحدى الشركات، فليس من الضروري أن تشتري سهم هذه الشركة بشكل مباشر، بل يمكنك المضاربة على اتجاهات السعر فحسب. ساعد ظهور المشتقات في أن يتجنب المتداولين ذوي رؤوس الأموال الصغيرة التعقيدات القانونية والفنية واشتراطات الإيداع المرتفعة التي تفرضها البورصات الرسمية. وعوضًا عن ذلك، يستطيع المتداول شراء ما يطلق عليه ’عقود الفروقات‘ أو أي من أشكال المشتقات الأخرى، والتي لا تنطوي على ملكية فعلية للسهم بل تعطيك فرصة تحقيق الأرباح والتداول برافعة مالية ومتطلبات منخفضة لرأس المال.

خاتمة

تعرضنا في السطور السابقة بشكل موجز للمفاهيم الأساسية لتداول الأسهم. وكما أشرنا آنفًا، فإن كل نقطة تعرضنا لها تنطوي على تفصيلات عديدة ينبغي أن تحاول الإلمام بها.

يعتبر تداول الأسهم أقدم أشكال الاستثمار في العصر الحديث، وهو يتيح عدد لا حصر له من الخيارات المتنوعة في ظل وجود مئات الآلاف من الشركات المدرجة في مختلف البورصات العالمية. ناقشنا أيضًا الفرق بين الشراء التقليدي للأسهم واستخدام المشتقات المالية للمضاربة على حركة السعر. وفي النهاية، لا يسعنا سوى التذكير مرة أخرى بأهمية التدقيق في اختيار شركة وساطة موثوقة والتي ستوفر الحماية الضرورية لرأسمالك، وكذلك الأدوات والظروف الملائمة لتحقيق النجاح في عالم تداول الأسهم.