جفرا نيوز - لحظة الوصول الى الغمر بعد طول مسافة وطريق طويل محاط بالصحارى وحرارة مرتفعة ترى على امتداد البصر مشاتل خضراء وأراضي خصبة تنتج خضراوات بجودة وكفاءة عبر استتخدام تقنيات وتكنولوجيا زراعية حديثة بأيدي عاملة اردنية تحت إشراف القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، إنها قصة نجاح بكل ما في الكلمة من معنى.
ولمشاهدة ما يحدث على ارض الواقع من خطوات زراعية تُتبَع لاخراج منتج ذي كفاءة وجودة عالية يستهلك محليا لتعزيز منظومة الامن الغذائي خصوصا ان الانتاج مستمر العام، علاوة على تصدير جزء من هذه المنتجات مثل الفلفل الاخضر والاحمر والاصفر والثوم، واللافت كذلك ان المشروع يوفر فرص عمل لابناء المجتمع المحلي في وادي عربة لتخفيف البطالة. البداية كانت من مشاتل المزروعات خصوصا أن مساحة اراضي الغمر تصل نحو 14000 دونم، وكان الحديث مع مدير مشروع الغمر يونس أغنزور الذي أكد ان المشروع ريادي لانه يتم استخدام احدث تكنولوجيا في الزراعة من جودة البذور، والعناية بها، والتربة الرملية الصالحة، والاسمدة المستخدمة فيها، والمواد العضوية، والري بالتنقيط، والنظام الإلكتروني عن بعد يتم التحكم به عبر الحاسوب وبأيدي اردنية.
وقال أغنزور: ان المرحلة الأولى من المشروع الذي لا يتجاوز عمره عاما تم زراعة الف دونم بالخضار وتحديدا الفلفل الاخضر والاصفر والاحمر، وتصل انتاجية المشروع لأكثر من 3000 طن من الفلفل حاليا، وصولا لإنتاج 15000 ألف طن خلال الفترة المقبلة، كما سيتم إنتاج 3000 طن من الثوم كهدف مستقبلي.
واشار الى ان عدد العاملين يصل حاليا من 200 الى 250 عاملا ومهندسا وفنيا، مؤكدا انه يتم العمل بشكل حثيث وبجدية كبيرة من اجل التوسعة وتبني زراعات مختلفة ومتنوعة من الخضار والاشجار المثمرة خلال الفترة المقبلة على غرار المانجا والليتشي والتين لتسد احتياجات السوق المحلي، وكذلك التصدير إلى الأسواق الخارجية، وزيادة تشغيل وتوفير مزيد من فرص عمل لابناء المجتمع المحلي في منطقة وادي عربة.
ومن الملاحظات اللافتة بحسب مدير المشروع، فانه يتم تدريب الشباب الاردني في المشروع لإعداد الكفاءات في المجال الزراعي عبر تأهليهم وتدريبهم على التكنولوجيا الزراعية الحديثة في كيفية الرٌي وتثبيت انانبيب السقي، وتوزيع الاسمدة، وتوزيع المياه بالتنقيط، منوها أن التدريب مستمر يوميا.
ويقول أغنزور: ان درجة الحرارة وطبيعة التربة الرملية تصلح للعديد من انواع الخضار التي سوف تزرع مستقبلا ونجري الدراسات عليها، خصوصا في ظل ساعات الشمس التي تساهم في نمو المنتجات وجودتها، مضيفا ان التوسع قادم بما يعزز الامن الغذائي الاردني في اصناف متعددة وجيدة، وطموحنا أيضا حصول المشروع على شهادة الجودة العالمية.
وعن طريقة سقي المزروعات، أوضح ان السقاية تتم وفق احدث تكنولوجيات السقي عبر برنامج حاسوبي يوزع المياه بالتنقيط ليصل لكل مكان مغروس، لافتا الى ان المنطقة تم تجهيزها بانشاء ابار للاستفادة من المياه الجوفية عبر تشكيل البرك، كما يأخذ الزرع الكمية الكافية التي يحتاجها من الاسمدة العضوية عبر التنكولوجيا المستخدمة.
وفي ما يتعلق بتجهيز البذور وزرع الشتل، أشار الى انه يتم وفق احدث الاساليب الزراعية الحديثة، والتعقيم والمتابعة والمراقبة المستمرة للبذور من وضعها في التربة الى السقي، حيث يتم اعطاؤها الكمية المناسبة لها دون زيادة او نقصان التي تحتاج لها، وصولا لزراعتها في المشتل لتصبح منتجا ذات جودة عالية.
ويتوفر في موقع مشروع الغمر، بحسب مدير المشروع، مركز تعبئة وتغليف بمواصفات عالمية تحفظ المنتجات في درجات حرارة مناسبة، حيث انها لا تمكث اكثر من 24 ساعة في مركز التغليف، ليتم ارسال جزء منها الى السوق المحلي المركزي، او للتصدير، لافتا الى انه خلال الفترة المقبلة سيتم تعيين فتيات في قسم التغليف من المجتمع المحلي.
ويعد مشروع الغمر ضمن المشاريع الزراعية التنموية الذي تنفذه القوات المسلحة الاردنية لتحقيق الامن الغذائي، وتنمية المجتمع المحلي في وادي عربة جنوب المملكة، وهو لا يتعارض ولا يسبب ضررا للمشاريع الصغيرة في المنطقة بل هو مكمل وداعم لها في تنمية المجتمع المحلي في توفير فرص العمل.
والغمر منطقة حدودية أردنية تقع ضمن محافظة العقبة تمتد على مساحة 4 كيلو متر مربع على طول خمسة كيلومترات باتجاه الحدود، وكما هو معروف استعاد الأردن سيادته على الغمر في أيلول 2019 بعد انتهاء مدة العمل بملحقي الباقورة والغمر ضمن اتفاقية وادي عربة، وإعلان جلالة الملك عبدالله الثاني عدم تجديد الاتفاقية.
الرأي - رانيا تادرس