جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كشفت دراسة حديثة أجرتها الشبكة الشرق اوسطية للصحة المجتمعية حول الأمراض المزمنة في الأردن بأن «ربع سكان المملكة معرضون لخطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».
وقال أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي الدكتور يوسف القاعود، ان «أمراض القلب والأوعية الدموية شائعة في الأردن، وهي أكثر انتشارًا بين الرجال وتزداد مع تقدم العمر، حيث ان معدل الانتشار لهذه الامراض بلغ 7٪، وهي نسبة أعلى لدى الرجال (9٪) من النساء (5٪) وفي الأعمار الأكبر، كما وأن حوالي ربع السكان معرضون لخطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».
وأضاف ان «الشبكة أجرت مراجعة للدراسات التي اجريت حول الأمراض المزمنة في الأردن، للوصول إلى التوصيات المناسبة لتقليل عبء الأمراض المزمنة، حيث تساهم هذه الامراض بشكل متزايد في العبء الإجمالي للمرض، وهي السبب الرئيسي للمرضى والوفيات في الأردن، وتمثل 78٪ من جميع الوفيات».
ووفق الدراسة كما ذكر القاعود، فإن «أمراض القلب والأوعية الدموية تمثل 39٪ من الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة لدينا، تليها السرطانات (15٪)، والسكري (7٪)، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة (3٪) و 15٪ أخرى تُعزى إلى الأمراض المزمنة الأخرى».
وفي ما يتعلق بمرض السكري، بين انه «يعد مشكلة صحية عامة رئيسية في الأردن، حيث تسبب في 7٪ من الوفيات في عام 2019، والدراسات السابقة أظهرت اتجاهاً تصاعدياً في انتشاره مع تقدم العمر في كلا الجنسين في الأردن، إذ ارتفع معدل انتشار مرض السكري من 13.0٪ في 1994 إلى 17.1٪ في 2004، و 22.2٪ في 2009، و 23.7٪ في 2017، لافتا ان هناك العديد من الأسباب وراء هذا المرض، مثل نمط الحياة الخامل والتدخين، لكن تأثير تلك العوامل مجتمعة على السكري أقل بكثير من تأثير السمنة».
أما مرض ارتفاع ضغط الدم، فهو يشكل وفق القاعود، مشكلة صحية عامة رئيسية في الأردن، حيث «يعاني 33.8٪ من الرجال و 29.4٪ من النساء منه، في حين ان مشاكل شحميات الدم منتشرة على نطاق واسع ومتزايد بين الأردنيين البالغين، وهو أحد عوامل الخطر الرئيسية القابلة للتعديل لتطور الأمراض القلبية الوعائية وتصلب الشرايين والسكري من النوع الثاني».
وأظهرت الدراسة أن «17.7٪ لديهم مستويات مرتفعة من الكوليسترول الكلي، و 26٪ لديهم مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية، كما ان معدلات السمنة في الأردن مرتفعة ومتزايدة خاصة بين النساء وتشكل مصدر قلق للأطفال، فهناك ما يقرب من ثلاثة أرباع الرجال والنساء البالغين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة».
ولفت القاعود الى ان «انتشار الوزن الزائد والسمنة بين الأطفال يعد مدعاة للقلق، وهي آخذة في الازدياد، حيث ان أكثر من ربع الأطفال الأردنيين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عامًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة».
واعتبر انه «بالنظر إلى عبء المرض في الأردن، فإن هناك حاجة للتركيز اكثر على الرعاية الصحية الأولية في الأردن، للاستجابة للعبء المتزايد للأمراض المزمنة، وهناك حاجة لاعتماد نهج فريق صحة الأسرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية، الذي يشمل فريقاً من المتخصصين المتعددين من أطباء الأسرة، والممارسين العامين والممرضات وأخصائيي التغذية والأخصائيين الاجتماعيين وغيرهم من المهنيين المهمين في علاج المشكلات الصحية المختلفة».
وبالنسبة للأمراض المزمنة، أوضح انه «يجب أن يكون الفريق قادرًا على معالجة جميع أنماط الحياة السلبية، وعوامل الخطر المسؤولة عن تطور الأمراض المزمنة بشكل شامل، إذ يعتبر دمج الأمراض المزمنة في الرعاية الصحية الأولية أولوية قصوى، بالإضافة للنظر في تعزيز الحوكمة والتمويل وقدرات الموارد البشرية وإدارتها».
كما شدد على ان «خدمات الأمراض المزمنة يجب أن تشمل على مستوى الرعاية الصحية الأولية، الفحص والوقاية من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وخلل شحميات الدم، وفقًا لبروتوكول مطور للأمراض المزمنة، ناهيك طرح الوعي العام حول الأمراض المزمنة من خلال تقديم المشورة».
الرأي