النسخة الكاملة

عمرو دياب نجومية ساطعة منذ 40 سنة

الخميس-2022-05-28 11:08 am
جفرا نيوز -

عمرو دياب نجم بلغ الستين من عمره

و بلغة الأرقام فإنَّ العام الستين هو عام الإحالة إلى التقاعد بالنسبة لقطاعات كبيرة من الموظفين الحكوميين وانتظار المجهول، ولكن عمرو دياب ابن الستين عامًا لا يكاد يختلف كثيرًا عن عمرو دياب عندما أطلق ألبومه الأول في العام 1983.

نحو 40 عامًا من الشهرة والنجاح عاشها ابن مدينة بورسعيد، ولا يزال على القمة.

كثيرون سبقوا ورافقوا وجاءوا بعده ولكنهم اختفوا أو انحسرت الأضواء عنهم، وبقي دياب يغرد منفردًا على القمة.

"أنا مهما كبرت صغير” واحدة من أغاني عمرو دياب التي تشبهه وتحكيه، فالسن بالنسبة لعمرو دياب مجرد رقم.

قصة نجاح عمرو دياب تبدو ملهمة في جميع تفاصيلها.

عمرو دياب ليس أعظم موهبة بين أبناء جيله ولا الأجيال السابقة له، ولكنه يبقى الأكثر نضجًا وذكاءً، فما أكثر المواهب التي فشل أصحابها في إدارة مواهبهم، وما أغزر الأصوات الرائعة التي ضل أصحابها الطريق الصحيح.

يحسب عمرو دياب كل خطو يخطوها، وإن فشل في إحداها فإنه لا يصر عليها ويتراجع عنها فورًا.

أدرك عمرو دياب مثلاً أن تجاربه التمثيلية ليست هي الأفضل، فتراجع عنها سريعًا وتفرغ لموهبته الأساسية وأخلص لها كل الإخلاص. لم ينفصل عمرو دياب عن الزمن بل جاراه من خلال التعاون مع مواهب شابة وواعدة في الشعر والموسيقى، فأسهمت في نجاحه، واستفادت هي أيضًا من هذا النجاح.

كان من الممكن أن يكتفي بنفسه ويتعامل بأنانية مع غيره؛ ليستأثر وحده بالنجاح والشهرة ولكنه لم يفعل، ولم يخلط الفن بالسياسة، كما يخلط غيره الدين بالسياسة، فبقي حرًا طليقًا ولم يدفع أثمانًا غالية من حريته وموهبته مثل غيره.

رغم كل هذا النجاح، لم يخرج عمرو دياب لسانه لمنافسيه وزملائه ويعايرهم بنجاحه ولم يردد فى الفضاء الألكتروني وغيره: "أنا نمبر ون”، ولم يستعرض سياراته وممتلكاته ولم يتطاول بثرواته فاحتفظ باحترام وتقدير من لا يحب فنه.

نحو 30 ألبومًا أصدرها عمرو دياب خلال مسيرته الفنية الاستثنائية بدأها في العام 1983 بـ”يا طريق”، ثم "ميال”، ولكن إرهاصات النجاح الحقيقي ظهرت مع "نور العين” الذي حقق له نقلة نوعية، وكانت أغنية "نور العين” تُسمع في كل أنحاء العالم من أمريكا الجنوبية إلى الهند وأفغانستان وباكستان، ويتم دمجها مع موسيقى الرقصات في أوروبا.

هذه الأغنية أصبحت أيضاً المقدمة للمسلسل البرازيلي الشهير O Clone ونجاحها منح "عمرو” جوائز لـ”أفضل فيديو” و”أفضل أغنية” و”فنان العام” في المهرجان العربي السنوي عام 1997، كما أصبح "عمرو” أول مصري ينال جائزة الموسيقى العالمية "ميوزيك أوورد” العام 1998، وتتابع النجاح بألبومي: "عودوني” و”قمرين”، ليصبح عمرو دياب منذ ذلك الحين صاحب الأرقام القياسية ومحطمها في آن واحد.

حافظ عمرو دياب على نجاحه مع مطلع الألفية الثانية من خلال ألبومات: "تملي معاك” و”أكتر واحد بيحبك” و”علم قلبي” و”ليلي نهاري” و”كمل كلامك” و”الليلادي”، والأخير باع مليون نسخة خلال أقل من أسبوع، ونال بفضله جائزة الموسيقى العالمية مرة أخرى.

ذكاء عمر دياب الذي تحدثنا عنه أنفًا ظهر في طريقة تفاعله مع أحداث ثورة 25 يناير 2011، حيث لم ينضم إلى طوابير الأرامل والثكالى، فتطويه يد النسيان كما طوت غيره، بل شدا بأغنية: "مصر قالت”؛ تكريمًا لشهداء الثورة.

وفي الأعوام الأربعة الأخيرة، حافظ على الانتظام في إصدار ألبوماته المفعمة بروح الرومانسية والشباب والحياة وهي: "كل حياتي”، و”أنا غير”، و”سهران” و”يا نا يا لأ”، و”عيشني”، وظلت حفلاته المحلية والخارجية وأسعار تذاكرها شاهدة على جماهيريته غير المحدودة.