النسخة الكاملة

فيلم كوستا برافا.. السياسة بطلا كعادة السينما اللبنانية

الخميس-2022-05-26 11:25 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - على مدار نحو ربع قرن تشكلت علاقة العرب خصوصًا والعالم عمومًا بالسينما اللبنانية باعتبارها في الغالب مساحة تعبير مثالية عن المأساة الواسعة التي يعيشها اللبنانيون على مدار عشرات السنوات من الحروب الأهلية وغير الأهلية حتى الآن من دون انقطاع يذكر.

خطاب سينمائي يمكن لمسه، تحديدًا مع كاميرا المخرج المؤسس جاد شمعون مدرس السينما اللبناني منذ 1976 حتى 1983، الذي يمكن اعتبار عالمه الذي لاقاه بعدما أنهى دراسة السينما في العاصمة الفرنسية ووصل إلى بيروت عندما كانت مقبلة على حرب أهلية عالما فرض عليه نوعًا لا يُحسد عليه من التصورات ومحاولات التوثيق المختلفة.

وبدلًا من أن يذهب لتوثيق اجتماعيات لبنان والحديث عن شوارعها وتاريخها العريق، أوجبت عليه تلك الأحداث المفاجئة القبيحة أن يوثّق مأساة البلد ودماره بإرادته أو دونها تمامًا.

أفلام مثل "بيروت جيل الحرب" و"أحلام مؤجلة" و"طيف المدينة" و"تحت الأنقاض" و"أرض النساء" وغيرها ظلت علامات تأريخية للواقع اللبناني، أنتجها جاد شمعون لتبقى شاهدة على الوضع.

كما شاهدنا السينما اللبنانية التي تحكي المأساة في عالم المخرج مارون بغدادي صاحب أفلام مثل "خارج الحياة" و"لبنان بلد العسل والبخور" و"حروب صغيرة" الساخر المبكي الذي يحكي خلاله رحلة 3 من الشباب ممثلين لجيل عاش عشرينياته في الحرب، والتحولات الكبرى التي يمرون بها عندما يصبح أولهم طلال أمير حرب، وثريا حبيبته التي يتركها عندما ينتهي منها كغرض انتهت صلاحيته للاستخدام، والثالث نبيل الذي تضغط عليه الحرب فتحوّله إلى مدمن مخدرات، وغيرهم.

هذان المشروعان المخلصان إلى جانبهما أنتجت عشرات الأفلام وقدّم كثير من الصنّاع تصوراتهم عن العالم من خلال مخيال ثقافي لبناني يعجّ بالدمار أو مساحات تذكره على اعتباره يشكل الماضي والحاضر وربما في أسوأ الكوابيس مستقبلهم أيضًا.

كان آخر تلك الصور المرعبة فيلم "كوستا برافا" الذي ترشح عن لبنان للحصول على جائزة الأوسكار هذا العام، أرفع جائزة سينمائية يمكن أن يحصدها فيلم في العالم.

لاقى الفيلم احتفاء نقديًّا وجماهيريًّا كبيرًا منذ لحظة عرضه في دورة مهرجان الجونة المصري الأخيرة، وحصد جائزة النقاد بالمهرجان، واستمر يجوب فعاليات سينمائية عدة حاصدًا ردود أفعال مشابهة.