جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تمثل السياسة الاستيطانية التوسعية الاسرائيلية التي تخالف الشرعية والقرارات الدولية، حلقة مهمة من حلقات ومخططات تهويد مدينة القدس القائمة على الاعتداء على الانسان والشجر والحجر والارض وكل ما هو غير يهودي صهيوني.
ويلاحظ أن السرطان الاستيطاني يرتبط باجراءات وممارسات متعددة، تعتمد في مضامينها على عمليات انشاء مستوطنات جديدة، وتسمين وتوسيع أخرى قائمة، اضافة إلى مشاريع خطيرة تتمثل في بناء الكُنس وملحقاتها من القاعات والمتاحف التلمودية ومرافق الخدمات على الاراضي الوقفية الاسلامية والمسيحية المصادرة بادعاء كاذب حول ملكية الشركات الاستيطانية والمستوطنين لها.
والأخطر من ذلك هو اقامة شوارع فصل عنصري لربط المستوطنات مع بعضها البعض وخنق المدن والقرى الفلسطينية بشوارع التفافية تعيق حركتهم وانتقالهم واتصالهم مع التجمعات الفلسطينية الأخرى، وجميع ذلك يساهم في استبعاد إمكانية حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
واوضح أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان في حديث خاص لـ الرأي، ان مشروع القطار الهوائي (التلفريك) في مدينة القدس المحتلة يعتبر من المشاريع الاستيطانية الخطيرة، والذي صادقت عليه محكمة الاحتلال العليا برفضها الدعاوى التي رفعها ضد المشروع أهالي حي سلوان، وأصحاب متاجر في البلدة القديمة.
وبين أن مشروع التلفريك يهدف إلى ربط شرقي القدس بغربها، من خلال توفير خدمة نقل 3000 شخص في الساعة الواحدة يصلون وجهتهم في حدود أربع دقائق فقط، ومن المعلوم فإن الأهداف الاستيطانية لهذا المشروع تأتي في سياق دعم الحكومة الإسرائيلية للشركات الاستيطانية ومنها جمعية (العاد) الاستيطانية التي غالباً ما يحال اليها عطاءات معظم مشاريع الاستيطان في القدس وكامل فلسطين المحتلة، حيث تنشط في هدم العقارات العربية وتدميرها بما فيها المقابر الاسلامية حول المسجد الاقصى المبارك.
ولفت كنعان إلى أن ضغط الجمعيات التوراتية (منظمات وجمعيات الهيكل المتطرفة) ومطالبها المتكررة باقتحام المسجد الاقصى المبارك تدفع الحكومة الاسرائيلية لمثل هذه المشاريع، ولا يخفى على أحد تأثيرهم على سير الانتخابات الاسرائيلية في الكنيست وبلدية القدس المحتلة ونشاطهم في الاحزاب الاسرائيلية واللوبيات الصهيونية داخل وخارج اسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال).
واكد أن الموقف الأردني شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ثابت وراسخ في دعم الاهل في القدس وفلسطين المحتلة وتعزيز صمودهم وهويتهم الحضارية التاريخية مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، بما في ذلك المطالبة بتحرك دولي عاجل لحماية المدينة المقدسة وهويتها الدينية والثقافية العالمية.
واضاف ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن هذا المشروع الاستيطاني، كما هو حال الاستيطان نفسه يعارض جميع قرارات هيئة الأمم المتحدة ومنها قرار مجلس الأمن رقم (2334/2016)، وكل المنظمات التابعة لها بما فيها منظمة اليونسكو، حيث حذرت القرارات الشرعية وطلبت من اسرائيل عدم المساس بالوضع التاريخي القائم، واعتبرت أن أي تغيير في واقع مدينة القدس المحتلة أمر مرفوض ويجب التوقف عنه فورا، وهو اعتداء سافر على مدينة القدس المحتلة، ومعالمها وخصائصها الثقافية والتاريخية والجغرافية والروحية الاسلامية والمسيحية.
ووصفه أنه محاولة لفصل روح المكان والمنظر الثقافي العام عن أرض مدينة القدس، والسعي من أجل إضفاء الصبغة اليهودية الصهيونية المزعومة على المكان، في محاولة لتغيير المنظر العام للمدينة المباركة وتاريخها العربي العريق بما في ذلك الأفق الذي يعلوها.
ونوه كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس ترصد بقلق جرائم وانتهاكات إسرائيل على أهلنا في القدس وفلسطين المحتلة وعلى تراث المدينة المقدسة ومنها استعدادات المستوطنين وبدعوات استفزازية من المنظمات المتطرفة لاقتحام المسجد الاقصى المبارك والقيام بمسيرة الاعلام للاحتفال بما يسمى تحريفا يوم القدس وهو يوم احتلالها كاملة عام 1967، الا انها ستبقى مدينة عربية فلسطينية ولن تتغير هويتها وقدسيتها بالنسبة للمسلمين والمسيحيين والمساس بها يعني حربا دينية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
وتدعو اللجنة الملكية جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والدول الكبرى المنادية بالحرية والسلام والديمقراطية، والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بوجه خاص، إلى التصدي لمخاطر هذا القطار وايقاف تنفيذه، وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية خاصة تلك القرارات التي تؤكد ملكية المسلمين وحدهم للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وعدم وجود أي علاقة لليهود به، وعدم جواز تغيير أية معالم للمدينة المقدسة، وترفض كل محاولات التزييف والخداع الإسرائيلي ?لحقائق، خاصة أن القرار الأخير لليونسكو 2022م، طالب إسرائيل بتنفيذ أكثر من 18 قراراً صادراً عن اللجنة التنفيذية لليونسكو و11 قراراً للجنة التراث العالمي.
وشدد كنعان على أنه آن الأوان لإسرائيل أن تعلم أن القوة والعنجهية وعقلية الغاب لن تحقق لها الأمن والاستقرار الذي تنشده حسب زعمها، كما ينعكس ذلك على الامن والسلام والاستقرار في المنطقة خاصة والعالم عامة، الذي تعاني فيه الشعوب الكثير من ويلات الاضطرابات والحروب التي يجب أن تتوقف.