النسخة الكاملة

الجيب الفارغ سببٌ رئيسي للمشاكل النفسيّة والجسديّة.. لماذا يحذّر الأطباء من “التوتر المالي”؟

الخميس-2022-05-21 09:34 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - قد يكون التوتر أحد المشاكل الأساسية التي يعاني منها كثير من الناس، بسبب ضغوط الحياة والعمل أو حتى بسبب العلاقات العاطفية. لكن التوتر المالي هو أيضاً أحد أكثر أشكال التوتر شيوعاً وازدياداً في العالم.

يشعر معظم البالغين بالقلق بشأن المال في مرحلة ما من حياتهم. ويمكن أن تُسبب إدارة الشؤون المالية لهم شعوراً بالإرهاق، خاصة إذا كان الدخل لا يتوافق مع النفقات المنزلية أو وجود الديون أو المصاريف الكثيرة والأقساط.

لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الضغوط المالية مرتبطة بالعديد من المشكلات الصحية ولها تأثير على الصحة النفسية والعقلية أيضاً.

ما هو الضغط أو التوتر المالي، وكيف يختلف عن القلق العادي؟
وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية، الضغط المالي هو التوتر العاطفي المرتبط بالمال على وجه التحديد.

يمكن لأي شخص أن يعاني ضغوطاً مالية من حين لآخر، لكنه قد يحدث بدرجات أكبر عندما يكون الدخل منخفضاً وغير كافٍ لتلبية احتياجاتك مثل دفع الإيجار ودفع الفواتير وشراء البقالة.

قد يعاني الأشخاص ذوو الدخل المحدود ضغوطاً إضافية بسبب وظائفهم. إذ قد تفتقر وظائفهم إلى المرونة عندما يتعلق الأمر بأخذ إجازة. وقد يعملون في بيئات غير مريحة، لكنهم يخشون المغادرة، لأنهم لن يتمكنوا من إعالة أنفسهم مالياً في أثناء بحثهم عن وظيفة أخرى.

كما قد لا يكون لدى الأشخاص ذوي الدخل المنخفض الموارد المناسبة لإدارة ضغوطهم المالية، مثل التأمين الصحي الشامل.

وإذا كانت ضغوطك المالية شديدة، فقد تواجه آثاراً سلبية على صحتك العقلية وربما حتى صحتك الجسدية.

ما هي أعراض التوتر المالي؟

وفقاً لموقع Better Up، تتشابه أعراض الضغط المالي مع أعراض القلق وأنواع التوتر الأخرى، إليك أبرزها:

ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب عند التفكير في المال.
تجنب المكالمات الهاتفية والبريد.
إلغاء الخطط الاجتماعية وتجنُّب الأصدقاء.
الشعور بالخجل أو الإحراج.
الشعور كأنك تفقد السيطرة على أموالك.
الغضب أو الانزعاج من الأشخاص الذين يتدخلون في شؤونك المالية، مثل أحد أفراد الأسرة الذين تشاركهم الفواتير.
القلق أو اليأس بشأن المستقبل.

التوتر المالي قد يسبب لك مشاكل في النوم واضطرابات في الوزن

نظراً إلى أن التوتر المالي عادةً ما يكون نوعاً من الإجهاد المزمن، فإن تأثيره على صحتك يمكن أن يكون شديداً. ووفقاً لموقع Psychcentral، عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بالتوتر المالي من المشاكل التالية:

مشاكل في النوم: قد تعاني من الأرق أو تبقى مستيقظاً في الليل، بسبب مخاوف تتعلق بالمال.

إهمال الصحة واللياقة: بسبب المخاوف المتعلقة بالمال، قد تقلل أو تتخلى عن بعض إجراءات الرعاية الذاتية الخاصة بك؛ لتوفير المال. قد يشمل ذلك عدم ذهابك إلى الصالة الرياضية أو تجنُّب تناول الطعام مع الأصدقاء أو زيارات الطبيب أو النشاطات الترفيهية.

فقدان الوزن أو زيادة الوزن: يمكن أن يتسبب التوتر بالإفراط في تناول الطعام، واستخدام الطعام كوسيلة لتهدئة المشاعر السلبية أو تفريغها، وهو ما يعرف بالأكل العاطفي.

لكن في بعض الأحيان، قد تجد أن التوتر يقطع شهيتك تماماً أو قد يسبب اضطراباً في عاداتك الغذائية مثل تخطي الوجبات، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.

الأوجاع والآلام ومشاكل الصحة الجسدية غير المبررة: يمكن أن تظهر آثار التوتر كأعراض جسدية مثل الصداع وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في المعدة أيضاً.

للضغوط المالية آثار سلبية على صحتك النفسية أيضاً
يؤثر التوتر المالي المزمن أيضاً على الصحة العقلية والنفسية. في الواقع، يمكن أن تكون أعراضه شديدة لدرجة أنها تحاكي اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

ويمكن أن يكون للتوتر الناجم عن مشكلات المال آثار سلبية طويلة المدى على الصحة العقلية، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالة صحية أو اضطرابات نفسية.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التوتر المالي إلى الهوس أو الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.

ووفقاً لموقع Science Direct، تشير الأبحاث القائمة على مراجعة بحثية لـ40 دراسة فحصت العلاقة بين التوتر المالي والاكتئاب، إلى أنه يمكن أن تكون هناك علاقة بين الشعور بالتوتر المالي والاكتئاب حتى عند الأشخاص الأصحاء.

كما يمكن أن يكون للضغوط المالية تأثير سلبي على العلاقات أيضاً. فقد تؤدي الضغوط الاقتصادية- مثل الدخل المنخفض أو فقدان الوظيفة أو صعوبة دفع الفواتير أو العثور على سكن بأسعار معقولة- إلى زيادة الصراع والتوتر بين المتزوجين، وفقاً لدراسة أمريكية أجريت عام 2021.

3 نصائح للتعامل مع التوتر المالي
إذا كنت تشعر بالضغوط المالية، فإن أول شيء عليك القيام به هو التعامل مع المشاعر المسببة للتوتر. يميل القلق إلى سرقة إحساسنا بضبط النفس وقدرتنا على التوصل إلى حلول. فيما يلي، بعض الطرق لمحاربة الضغوط المالية:

1. حاوِل تهدئة نفسك عندما تشعر بالتوتر

من المحتمل أنك لن تغير وضعك المالي في غضون دقيقة أو دقيقتين، ولكن يمكنك بالتأكيد تغيير نظرتك ومستوى توترك الفوري. قم بتهدئة نفسك بتناول وجبة خفيفة صغيرة أو شرب كوب من الماء أو أخذ أنفاس عميقة قليلة. إذا كنت بحاجة إلى التنفيس عن مخاوفك المالية، فشارِك ما تمر به مع صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة.

2. ضع خطة مالية وميزانية مناسبة

غالباً ما تجعلنا الضغوط المالية نتجنب التعامل مع شؤوننا المالية والحسابات المصرفية وأي شيء يتعلق بالمال.

ومع ذلك، يمكنك استعادة السيطرة من خلال تحديد ما يضغط عليك، ووضع خطة تتناسب مع مصروفك والتزاماتك المادية. حاوِل أن تفكر في طرق مختلفة لإدارة المصروف وزيادة مصادر الدخل.

3. ممارسة التأمل قد تساعد في تخفيف أعراض التوتر النفسية

يعد التعامل مع الضغوط المالية تحدياً ذا شقين. فهناك التخطيط للمصاريف والدخل، ثم هناك التعامل مع التوتر.

تعتبر ممارسة تمارين التأمل، مثل التنفس أو اليوغا، طريقة رائعة لمكافحة مشاعر القلق.