النسخة الكاملة

باحث: القمح يتأثر بالأزمات العالمية.. ولا يمكن الاستغناء عنه

الخميس-2022-05-19 10:27 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يشهد مخزون القمح أدنى مستوياته في العقدين الأخيرين، وذلك عقب الحرب الأوكرانيّة وما يترتب على ذلك من تبعات كون أوكرانيا وروسيا من أكبر مصدري القمح في العالم، الأمر الّذي يشكل تهديداً للأمن الغذائي العالمي.

أشار الباحث الفرنسي سيباستيان أبيس، وهو المدير العام لنادي التفكير في الزراعة "ديميتر" والباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس)، إلى أنّ القمح، والّذي يعد سلعة رئيسيّة في إنتاج الغذاء لمليارات الناس يرزخ تحت وطأة الحرب الأوكرانيّة، محذّراً من أن "خطراً مستداماً يهدد الأمن الغذائي في العديد من الدّول ذات الاقتصاد الهش جرّاء الارتفاع المفاجئ في الأسعار".

وقال أبيس في مقابلة مع وكالة فرانس برس في ما يخص إمكانيّة استبدال القمح، إنه "أمرٌ بالغ الصعوبة، حيث أن القمح مادة أوّلية رئيسة في إنتاج الخبز والسميد لمليارات البشر".

إضافةً إلى ذلك، يحظى القمح بقيمة اجتماعية وديمقراطيّة عالية فهو يساهم بخفض تكلفة إنتاج الطعام، وغالباً ما يكون مدعوماً. إلّا أن الارتفاع في أسعاره بلغ حدّاً بات من الصعب على دولٍ مثل لبنان واليمن أن تؤمن هذه المادّة، على حدّ تعبيره.

وأضاف أنّ القمح ينمو بوفرة في دولٍ محدودة مثل روسيا، أوكرانيا، والولايات المتحدة الأميركيّة. في وقتٍ خفّضت الولايات المتحدة إنتاجها من مادة القمح واختارت التركيز على زراعة الذرة وفول الصويا. 

وتعد روسيا وأوكرانيا أغزر الدّول إنتاجاً للقمج، وتشكل الصادرات الأوكرانيّة من القمح 12% من إجمالي الصادرات العلميّة. 

وتعاني العديد من الدّول المصدّرة للقمح من موجات جفاف تزيد من حدّة الأزمة في تصدير القمح.

وتشهد أسعار القمح ارتفاعاً مستمراً، مع العلم بأن الأسعار كانت مرفعة في فترة ما قبل الحرب. ووصل سعر طن القمح 440 يورو الإثنين الماضي.

أمّا في ما يخص إعلان الهند حظر صادراتها من القمح، فعلّق  أبيس أن "الهند أعلنت بشكل مبالغ فيه إلى حد ما تصدير 10 ملايين طن هذا العام. وكانت البلاد تعهدت بتصدير ما بين 3 إلى 3,5 مليون طن قبل فرضها الحظر، وبالتالي يجب معرفة إذا كانت ستحترم التزاماتها".

وأضاف أنّ من الصعب، في الوقت الراهن، أن تقوم الدّول المصدّرة للقمح بزيادة صادراتها، لكن من الممكن أن تقوم روسيا بذلك في حال حصولها على محصولٍ وفير هذه السّنة. أما أوكرانيا، ففي حال توقّف الحرب، فمن الصّعب أن تستعيد قدرتها الإنتاجيّة في وقتٍ قريب.

وفي ما يخصّ ذروة الأزمة، قال أبيس "إننا لم نبلغ الذروة لأننا ما زلنا نشهد تنفيذاً لاتفاقيات أبرمت مع روسيا قبل الأزمة، ونحن مقبلون على مرحلةٍ صعبة".

أما بخصوص المخزون العالمي للقمح، فهو 270 مليون طن من المخزون على كوكب يستهلك 800 مليون طن سنوياً، وأكثر من نصف هذا الاستهلاك يصبّ في الصين التي تملك مخزوناً يكفيها لمدّة سنة.

وباستثناء الصين، فإنّ المخزونات العالميّة من القمح هي عند أدنى مستوياتها منذ 25 عام.

وأوصى أبيس بأهمية التعاون والتضامن الدوليين للحؤول دون وقوع أزمة غذائية في العالم، مشدداً على أهمية الاستثمار في القدرات الزراعية في أفريقيا.