جفرا نيوز - هناك الكثير من المخاوف التي تسيطر على العديد من الأشخاص في كافة أنحاء العالم، وذلك بسبب ظهور بعض البوادر التي تنم عن حدوث حروب في بعض بلاد العالم مثل الحروب الناشئة بين كلاً من أوكرانيا وروسيا، والتي يتوقع نشوبها بشكل أقوى بأي لحظة، والتي يترتب عليها حدوث العديد من الأزمات الاقتصادية التي تلعب دور كبير في تأثيرها على أرتفاع بعض السلع في كافة أنحاء العالم والتي من أهمها الذهب، حيث تؤثر الحروب على الذهب بشكل مباشر، باعتبارها من أهم العوامل التي تؤثر على تقلب سعر ما بين الصعود والإنخفاض وفيما يلي نعرض مدى تأثر سعر الذهب مباشر بالحروب.
قد يلجأ العديد من المستثمرين إلى الإستثمار في المعدن النفيس وهو الذهب باعتباره من أكثر السلع الآمنة في وقت حدوث الكثير من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن وقوع الحروب، لأنه يفاديهم التعرض للكثير من الخسائر المالية الفادحة وقت الحرب، ومن هنا تتزايد التساؤلات من قبل المواطنين هل إرتفاع أسعار الذهب خلال الوقت الراهن يتأثر بحدوث حروب أم لا، ليرد معظم الخبراء والمختصين في هذا المجال على هذه التساؤلات والتي يتم فيها توضيح أهم المظاهر التي تدل على مدى تأثر الذهب وأسعاره بالحروب والتي من أهمها ما يلي:-
تسجل أسعار الذهب إرتفاعاً قياسياً وقت الحروب وذلك ما حدث بالفعل مؤخراً نتيجة لتزامن سعر الذهب مع أزمة الحرب مع أوكرانيا وروسيا، حيث وصل إرتفاع الجرام الواحد من الذهب إلى أكثر من أربعين دولار أمريكي، بالإضافة إلى أنه من المتوقع وجود إرتفاع كبير في كمية الطلب على هذا المعدن الذي يعد من أكثر الاستثمارات أمناً في ظل الظروف الراهنة و المتفاقمة على المستوى العالمي.
أوضح أستاذ الاقتصاد السياسي الدكتور كريم العمدة في بعض تقاريره التي تخص تأثر الذهب بالحروب أن سعر الذهب يرتفع بشكل غير مسبوق وقت الحرب وهذا ما حدث مع بدء العملية العسكرية التي بدأتها دولة روسيا على الأراضي الأوكرانية، موضحاً أن الحروب والأزمات لها تأثير مباشر في كافة التقلبات التي تحدث في أسعار الذهب وذلك لعدة أسباب من أهمها أن الدول تعتمد على الإحتياطي من هذا المعدن الأصفر كنوع من الاحتياطات الأمنة تماماً باعتبارها أفضل السلع حيث أنها بعيدة عن تضارب السوق والإضطرابات التي تحدث في البورصات العالمية ولا تتهاوى كالعملات في الأزمات أو وقت الحروب.
أما عن التصريحات التي أعلنتها سكاي نيوز عربية عن هذا الصدد والتي اعتمدت على تصريحات العمدة فيها أن عوامل تأثر أسواق الذهب يأتي على رأسها الحروب، فعند حدوث أي حرب على مستوى العالم يتجه سعر الذهب مباشراً نحو الارتفاع ثم يعاود الإستقرار وعدم الإرتفاع خلال فترة إخماد الحرب، ولكنه لا يعاود الانخفاض مرة آخرى بل يستقر على سعره المرتفع.
كما تشير بعض الدراسات والتحليل أن مدى تأثر أسعار الذهب بالحرب يتوقف على ما تمتلكه الدول من الذهب هذا المعدن الأصفر ويحدد ذلك وفق معيارين وهما المعيار الأول الاحتياطي المتواجد في كافة الدول على مستوى العالم والمخزون الإستراتيجي لها، والمعيار الثاني فيعتمد على حجم ممتلكات الأفراد من الذهب ويرتبط ذلك بثقافة الشعوب المختلفة في امتلاك الذهب.
أن الدول التي تنوي الحروب مع الدول الأخرى تعمل على تكديس كميات ضخمة من الذهب وهذا ما حدث بالفعل بروسيا خلال الأعوام الماضية حيث شكلت سبائك ذهبية بمقدار 23 في المئة من إجمالي الإحتياطي بها، وذلك بهدف مساعدتها على التقليل من الأزمات الاقتصادية التي يمكن أن تواجهها بشكل مستقبلي وتحسباً لفرض أي عقوبات عليها من قبل الغرب نتيجة لأزمتها مع أوكرانيا.
شهد الإستثمار في المعدن الأصفر "الذهب" إقبالاً كبيراً من قبل المستثمرين من حول العالم كوسيلة من وسائل الادخار التي ترتفع قيمته كلما وجد اضطرابات وأزمات في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى اتجاه معظم الدول خلال الفترات الماضية إلى تحويل كافة السندات المالية التي تمتلكها إلى سبائك ذهبية من أجل تلاشي أي اضطرابات تحدث في الأسواق نتيجة للحروب.