الحشرات الصالحة للأكل آخر ضحايا بريكست

جفرا نيوز - أدخل تغير قانون التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الشركات التي تبيع الحشرات كطعام في المملكة المتحدة، في وضع انتقالي مقلق.

وقد طُلب من الوزراء تحديث قانون معايير الغذاء لمنع التجار البريطانيين من التخلف عن نظرائهم في الاتحاد الأوروبي في ظل غياب أي ترتيبات انتقالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من احتمال إغلاق بعض الشركات.

تأمل هيئة "ووفِن نتورك"  The Woven Network التي تمثل قطاع شركات الحشرات الصالحة للأكل في الحصول على قرار من وكالة المعايير الغذائية في يونيو (حزيران) يمنح موافقة شاملة لشركات القطاع لممارسة الأعمال التجارية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، لكن حتى ذلك الحين تبقى هذه الشركات عالقة في وضع انتقالي، إذ يستطيع مسؤولو معايير الغذاء المحليون منعها من بيع المنتجات القائمة على الحشرات إذا ما اعتقدوا أنها ليست آمنة للأكل.

تعتقد مايسي بادون التي كانت تأمل ببيع البرغر والنقانق والكاري المصنوع من الحشرات من خلال شركتها "بي باغز" Be Bugs  في "مهرجان غلاستونبري" هذا العام أن هذا الوضع منعها من المشاركة في هذا الحدث الموسيقي العالمي، حيث المنافسة عالية على أكشاك الطعام.

وأضافت عضو في هيئة "ووفِن نتورك"، مايسي بادون، "لقد حصلنا على تصنيف صحي من فئة الخمس نجوم، وهذا أمر رائع، لكن بالطبع لم نتفاجأ عندما تلقينا الرد من "مهرجان غلاستونبري" الذي كان مجبراً على التواصل مع السلطة المحلية التي نخضع لها حيث اعتبر أعضاء المجلس [المحلي] أن بيع الحشرات غير قانوني".

ويرى آرون توماس، الذي يدير شركة "يام باغ" Yum Bug لتوصيل الوجبات من شمال لندن، "نواجه دائماً خطر الإغلاق. خضعنا للتو للتفتيش من مسؤول الصحة البيئية المحلي الذي نتبع له، لكن هذا الأخير قد يتناقش مع مسؤول صحة بيئية مختلف أو شخص أعلى مرتبة منه قد يكون له رأي مختلف حول الحشرات بشكل عام، أو ربما لا يتمتع بالقدر ذاته من الخبرة والذي قد ينصحه بأنه يجب عليه إغلاق شركتنا".

ويشمل هذا القطاع النامي متاجر المواد الغذائية وشركات توصيل الوجبات المحضرة والموردين لمحال السوبر ماركت الكبرى، وحقق عائدات تقدر بنحو 6 ملايين جنيه استرليني على مدى العقد الماضي.

بدأت التحديات التي تواجه تجار الحشرات الصالحة للأكل في عام 2018 عندما قدم الاتحاد الأوروبي لوائح غذائية تصنف الحشرات الصالحة للأكل على أنها "أنواع غذائية جديدة" مما يعني أنه يجب إخضاعها لفحوص سلامة جديدة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفي حين كانت تتم مناقشة الترتيبات المؤقتة من قبل الاتحاد الأوروبي للسماح للتجار بالعمل أثناء معالجة طلبات الحصول على موافقة دائمة لممارسة لأعمال التجارية، إلا أنه عندما غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسمياً في عام 2020 لم يتم الاتفاق على أي ترتيب انتقالي لقطاع الحشرات الصالحة للأكل، مما ترك التجار في هذا القطاع في المملكة المتحدة في المجهول، بينما تم منح بائعي الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر منذ ذلك الحين.

وأفاد توماس، "ما نأمل بأن نراه الآن هو أن تعمل الحكومة على تطبيق إجراء انتقالي جديد لا يمنعنا بشكل جوهري من المتاجرة بالأنواع التي نتاجر بها حالياً إلى حين أن يتم اتخاذ القرار".

وتتقدم "ووفِن نتورك" أيضاً بطلب للحصول على موافقة دائمة لبيع الأطعمة التي تحتوي على الصراصير وسوسة الدقيق، وتعمل مع قطاع الحشرات الصالحة للأكل في أوروبا لتقديم الأدلة على أنها آمنة، لكن تقويم هذه الطلبات قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهراً.

وفقاً لما ذكره نيك روسو مدير في هيئة "ووفِن نتورك"، كان الناس قادرين على تناول منتجات الحشرات والاتجار بها بحرية في المملكة المتحدة قبل اللوائح الغذائية الجديدة في الاتحاد الأوروبي، وكانوا يفعلون ذلك بشكل شرعي تماماً على مدى سنوات عدة.  ويضيف قائلاً، "نحن واثقون تماماً أن هذه المنتجات آمنة. تؤكد منظمة الأغذية والزراعة العالمية أنها آمنة طالما أن الممارسات المتعلقة بتربية وتطوير المنتجات لا تسبب ملوثات أو أخطاراً أخرى. إن هذه المنتجات صالحة للأكل بطبيعتها".

وفي 2013، عمل تقرير للأمم المتحدة على الترويج للحشرات كحل مستقبلي لندرة الغذاء وأزمة المناخ. وفي هذا السياق أشارت بيريز أوتشينج التي تدير متجر "ساكوما هيلث فودز" "Sacoma Health Foods في شرق لندن إلى أن السكان في المملكة المتحدة المتقدمين في السن يمكن أن يستفيدوا من التغذية ومحتوى البروتين العالي في الحشرات الصالحة للأكل. وشرحت أن المسنين يحتاجون إلى منتجات غذائية غنية بالبروتين، والحشرات الصالحة للأكل مكون جيد للأشخاص الذين يحتاجون إلى بناء عضلاتهم.

من جهته، أثار النائب العمالي ستيفن تيمز مسألة الترتيب الانتقالي لقطاع الحشرات الصالحة للأكل مع الحكومة نيابة عن السيدة أوتشينج وزملائها التجار.

وصرح تيمز لوكالة "برس أسوسياشن" بأن "الشركات الصغيرة الناجحة تواجه صعوبات في المملكة المتحدة على عكس تلك التي في الاتحاد الأوروبي، حيث إن الأنظمة في المملكة المتحدة متخلفة عن غيرها. آمل بأن تتم معالجة هذه المسألة ووضعها على السكة الصحيحة بسرعة".

وفي ردها على النائب تيمز، أكدت الحكومة أنه سيتم اتخاذ القرار في شأن الخطوات التالية بالنسبة إلى قطاع الحشرات الصالحة للأكل في الوقت المناسب من قبل وكالة المعايير الغذائية.

وفي هذا الإطار، قال مايكل وايت رئيس قسم سياسات سلامة الغذاء في وكالة المعايير الغذائية، "نحن نعرف أن الحشرات الصالحة للأكل، كجزء من سوق البروتينات البديلة، قد توفر منافع لا سيما على صعيد البيئة، ونحن نعمل بجد لدعم الشركات والهيئات التجارية في هذا القطاع وتقديم المشورة لها حتى تتمكن من تقديم ملفات وأدلة عالية الجودة ضمن طلبات الحصول على تراخيص للأطعمة الجديدة الخاصة بها".