جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى سمو الأمير علي بن نايف اليوم الجمعة، افتتاح المجالس العلمية الهاشمية، المجلس العلمي الهاشمي الرابع بعد المئة "الأول لهذا العام"، بعنوان: الإسلام:مفهومه، وأركانه، وآثاره، في المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله الأول في العاصمة عمان.
وتحدث في المجلس الذي أداره القاضي الشرعي الدكتور زيد إبراهيم زيد الكيلاني، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، والمستشار الديني لرئيس جمهورية مصر العربية الدكتور أسامه الأزهري.
وقال الأزهري؛ إن حديث جبريل عليه السلام حمل العديد من الفوائد المتعلقة بقضية الإسلام، حيث عُرف بهذا الاسم لأنه من الأحاديث المُلقبة فسُمي حديث جبريل، أما الفائدة الثانية فهو أجمل الإسلام بما تضمنه من كلمات، وكذلك رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله، ورواه مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحيث أن حديث عمر أتم سياقا.
وأضاف الأزهري، أن النبي عليه الصلاة والسلام، أبلغ الصحابة بأن جبريل أتاهم يعلمهم دينهم، حيث أن الحديث في خواتيم المدة النبوية أي قبل وفاته عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث جاء لجمع شتات المسلمين، وتذكرة نبوية وبيان معالم الدين.
وبين، أن علم الفقه نابع من كلمة الإسلام الواردة في هذا الحديث، وتم العناية من قبل علماء الأمة بعلم الإيمان وعلم الإحسان، أما الباب الرابع فكان متعلقاً بالساعة.
وأوضح، أن الإنسان مكون من خمس قوى والله جعل الإسلام بأركانه الخمسة خطابا ومخاطبات شريفة للقوى الخمس للإنسان، والمتعلقة بالعقل، والقلب والنفس، والروح والجسد.
وتحدث الأزهري عن العبادات والأثر المرتبط بها، والمتعلق بحفظ النفس والروح والعقل وتعزيز البنية الأخلاقية والصبر والحلم والمحبة، والامتثال لمنظومة القيم والأخلاق، مشيرا إلى أن نور الإسلام يسطع في حياة المسلم وإذا اجتمعت الهدايات على القلب والروح والعقل عند الإنسان، وإذا استوعب حقائق الإسلام، ومقصود الشهادتين، والصلاة، وفهم مفهوم الصوم والزكاة والحج، صنعت منه إنسانا حقيقيا يبدع في مختلف جوانب حياته.
واستعرض الأزهري ما جاء في حديث جبريل من عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال:" يا محمد أخبرني عن الإسلام"، فقال له: ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)، قال : "صدقت"، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: " أخبرني عن الإيمان" قال: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)، قال: "صدقت"، قال: " فأخبرني عن الإحسان"، قال : (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، قال: " فأخبرني عن الساعة"، قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)، قال :"فأخبرني عن أماراتها"، قال: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان) ثم انطلق فلبث مليا، ثم قال: (يا عمر، أتدري من السائل؟ )، قلت: "الله ورسوله أعلم"، قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) رواه مسلم.
من جانبه، قال الوزير الخلايلة، إن الإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ارتضاه الله تعالى للأمة ليكون عليه السلام خاتم الأنبياء ورسالة الإسلام، هي الرسالة الخالدة، حيث نزلت على أمة أُمية، وأول الرسالات تنزل على الأمة العربية.
وأضاف الخلايلة، أن الإسلام أحدث ثورة علمية وأخلاقية في الأمة الأُمية، ليخرجها من ظلماتها إلى نور الحضارة والعلم والمعرفة، ولهذه الرسالة الربانية العظيمة أثرا في حياة الإنسان، وتحرير لعقله الذي كان أسيرا للوهم والظلم، ويطلق له عناء التفكير والجرأة في التفكير فانعكس على حياته.
وأشار إلى أن مخاطبة الإسلام للعقل جعل الإنسان يتفكر بعقل ويستقوي بالعقل، وليس بقوة الجسد كما كان في الجاهلية، مشيرا إلى أن الإسلام هذب العرب وقام ببناء الأمة ورجالها، وحث الأمة ليس على القراءة فقط بل على العلم ورفع مقدارها بالعلم، لأنه هو الذي يبني الشخصية، ومن هنا نقل الإسلام الأمة من الجاهلية إلى أمة العلم، وتنظيم سلوكياتها على مستوى الفرد والمجتمع.
كما استذكر وزير الأوقاف أثر الإسلام في شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان شديدا قبل الإسلام، ولكن بعد دخوله تأثر كثيرا ليتغير سلوكه ويصبح قوة وعزة للأمة، ويمتاز بالرحمة والعدل والاخلاق، مشيرا إلى أن أركان الإسلام الخمس جاءت جميعها لتهذيب النفس.
وحضر المجلس العلمي الهاشمي سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة، وسماحة قاضي القضاة الشيخ عبد الحافظ الربطة، وإمام الحضرة الهاشمية فضيلة الدكتور أحمد الخلايلة، وسماحة مفتي القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي العميد الركن الدكتور ماجد الدراوشة، وسفراء معتمدون لدى البلاط الملكي الهاشمي، والسلك الدبلوماسي، وضباط وضباط صف من القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، ومدراء وأمناء عامون، وممثلين عن دائرتي الإفتاء العام، وقاضي القضاة، وعلماء ومفكرين وأئمة ووعاظ وواعظات.