جفرا نيوز -
جفرا نيوز - قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الحصار الذي تضربه روسيا على مدينة ماريوبول الساحلية "إرهاب سيبقى في الذاكرة لقرون قادمة"، بينما قالت السلطات المحلية إن الآلاف من سكان المدينة نقلوا قسرا عبر الحدود.
وقال مجلس المدينة في بيان عبر قناته على تليغرام في ساعة متأخرة من مساء السبت، "تم ترحيل عدة آلاف من سكان ماريوبول إلى الأراضي الروسية خلال الأسبوع الماضي".
وذكرت وكالات أنباء روسية، أن حافلات نقلت عدة مئات ممن تصفهم موسكو باللاجئين من ماريوبول إلى روسيا في الأيام القليلة الماضية.
وظل الكثير من سكان ماريوبول، البالغ عددهم 400 ألف نسمة، محاصرين لأكثر من أسبوعين، فيما تسعى روسيا للسيطرة على المدينة، الأمر الذي سيساعدها في الحصول على ممر بري إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014.
ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 شباط/ فبراير، بأنه "عملية خاصة" تهدف إلى نزع سلاح البلاد واجتثاث الأشخاص الذين يصفهم بالقوميين الخطرين.
وتصف دول غربية الهجوم بأنه حرب اختارت موسكو شنها، وفرضت تلك الدول عقوبات على روسيا بهدف شل اقتصادها.
وتقول أوكرانيا وداعموها الغربيون، إن القوات البرية الروسية حققت تقدما محدودا خلال الأسبوع الماضي، وتركز جهودها بدلا من ذلك على القصف بالمدفعية والضربات الصاروخية التي تستهدف غالبا المراكز الحضرية.
وقال المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش في خطاب مصور الأحد، إن هدوءا نسبيا ساد خلال اليوم السابق، وإنه "لم تكن هناك عمليا أي ضربات صاروخية على المدن (الأوكرانية)".
وأضاف أن الخطوط الأمامية بين القوات الأوكرانية والروسية "في حالة جمود عمليا".
وأدى قصف ماريوبول إلى تحول مبان إلى أنقاض وقطع الإمدادات المركزية من الكهرباء والتدفئة والمياه، وفقا للسلطات المحلية.
ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت أنقاض مسرح بالمدينة تقول السلطات المحلية إنه سوي بالأرض بسبب ضربات جوية روسية الأربعاء. وتنفي روسيا قصف المسرح.
وقال مجلس المدينة أيضا إن القوات الروسية قصفت مدرسة للفنون في ماريوبول السبت، كان 400 من السكان يحتمون فيها، لكن عدد الضحايا لم يعرف بعد.
وقال زيلينسكي إن حصار ماريوبول جريمة حرب. وقال في بث في وقت متأخر من الليل، "فعل هذا بمدينة مسالمة ... إرهاب سيبقى في الذاكرة لقرون قادمة".
ومع ذلك فقد قال إن محادثات السلام مع روسيا ضرورية رغم أنها "ليست سهلة أو مسلية".
ضربات صاروخية
دوت صفارات الإنذار من غارات جوية في أرجاء المدن الأوكرانية الأحد، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخ كروز أطلقت من سفن في البحر الأسود وبحر قزوين إضافة إلى صواريخ أسرع من الصوت أطلقت من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم.
والصواريخ الأسرع من الصوت تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات، ويؤدي ارتفاعها وقدرتها على المناورة لصعوبة رصدها واعتراضها.
واستخدمتها روسيا لأول مرة في أوكرانيا السبت، وفقا لما ذكرته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء في ضربة قالت موسكو إنها دمرت مستودعا ضخما تحت الأرض للصواريخ وذخيرة الطائرات.
وأكد متحدث باسم قيادة السلاح الجوي الأوكراني وقوع الهجوم في منطقة إيفانو-فرانكيفسك الغربية، لكنه قال إن الجانب الأوكراني ليس لديه معلومات عن نوع الصواريخ المستخدمة.
وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إن سبعة ممرات إنسانية ستُفتح الأحد، لتمكين المدنيين من مغادرة جبهات القتال الأمامية. وأضافت السبت إن أوكرانيا أجلت 190 ألف شخص إجمالا من مثل هذه المناطق.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن 902 مدني على الأقل قتلوا في أوكرانيا حتى منتصف ليل السبت، لكنها أشارت إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير. وقال مكتب الادعاء العام الأوكراني إن 112 طفلا قتلوا.
كما ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن القتال شرد نحو عشرة ملايين شخص، منهم نحو 3.4 مليون فروا من البلاد وأصبحوا لاجئين.
وتكبدت القوات الروسية خسائر جسيمة منذ بدء الهجوم. وتعطلت طوابير طويلة من القوات التي كانت تتدفق صوب العاصمة كييف في الضواحي.
وقال الجيش الأوكراني الأحد، إن خسائر موسكو شملت 14700 جندي و476 دبابة.
وكانت روسيا أقرت في الثاني من آذار/ مارس، بمقتل ما يقرب من 500 من جنودها. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من عدد القتلى.
وقال مكتب زيلينسكي الأحد، إن أوكرانيا تتوقع شن هجوم من بيلاروس على إقليم فولين الواقع إلى الشمال من مدينة لفيف الغربية. ولم يتضح ما إذا كانت أوكرانيا تتوقع أن تشن القوات الروسية أم جيش بيلاروس الهجوم على فولين.
وبيلاروس حليف مقرب لبوتين واستُخدمت قاعدة انطلاق للقوات الروسية، لكنها حتى الآن لم توجه قواتها علنا لدعم روسيا.
وفي سوريا يقول بعض المقاتلين إنهم مستعدون للقتال في أوكرانيا لدعم روسيا حليفتهم لكنهم لم يتلقوا توجيهات بذلك بعد.
ومن المقرر أن يلقي زيلينسكي، الذي طالب مرارا بالمزيد من المساعدات من الخارج، كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش. وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عدة اتصالات مع كل من بوتين وزيلينسكي خلال الأسابيع الأخيرة في محاولة لدعم جهود حل الصراع.
محادثات سياسية
قال وزير خارجية تركيا، وهي واحدة من عدة دول أخرى سعت للوساطة، إن روسيا وأوكرانيا تقتربان من التوصل لاتفاق على قضايا "حساسة" واتفقتا بالفعل على بعض الأمور.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إنه يأمل في إعلان وقف إطلاق النار إذا لم يتراجع الطرفان عن التقدم الذي أحرزاه باتجاه التوصل إلى اتفاق.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله السبت، إن موسكو تتوقع أن تنتهي عملياتها في أوكرانيا بالتوقيع على اتفاق شامل على القضايا الأمنية يشمل حياد أوكرانيا.
وأعلنت كييف وموسكو إحراز بعض التقدم في المحادثات الأسبوع الماضي، باتجاه التوصل إلى صيغة سياسية تضمن أمن أوكرانيا مع الإبقاء عليها خارج حلف شمال الأطلسي على الرغم من تبادل الطرفين الاتهامات بالمماطلة.
رويترز