النسخة الكاملة

الازمة الاوكرانية الروسية تتصاعد .. العالم يترقب ما بعد الاعتراف بسيادة"دونيتسك ولوغانسك" .. البورصة تنخفض واسعار النفط ترتفع

الخميس-2022-02-22 10:40 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز-  تصاعدت حدة التوتر في الازمة الاوكرانية ــ  الروسية  حيث اصبحت مختلف دول العالم تترقب الخطوات القادمة  ما بعد الاعتراف بسيادة"دونيتسك ولوغانسك"  من قبل روسيا   وسط توقعات بظهور مستجدات  بعد   اجتماع مجلس الامن   لمناقشة الملف  وسط ذلك  بدات التداعيات على الاقتصاد العالمي الذي يترنح وسط انتشار فيروس كورونا حيث شهدت البورصة انخفاضا واسعار النفط ترتفع . 
 
و بين  مندوب روسيا في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، اليوم الثلاثاء، إنّ اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك لا يغيّر مضمون اتفاقيات "مينسك".

وأضاف خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة، التي دعت إليها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا وألبانيا، "استمعنا إلى بيانات مليئة بالعواطف بشأن الخطوة الروسية والمواقف الدولية توحي بأنّ اعتراف روسيا خطوة مفاجئة، ولكن هذا غير صحيح. جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك أعلنتا انفصالهما واستقلالهما عام 2015 لكننا اعترفنا بهما اليوم فقط".

وأشار المندوب الروسي إلى أنّ "حوالى 60 ألف شخص فروا من دونباس إلى داخل روسيا، بسبب القصف الأوكراني"، لافتاً إلى أنّ روسيا "تؤمّن لهم السكن والماء".

ورأى أنّ "الولايات المتحدة والغرب يلعبان دوراً سلبياً في أوكرانيا"، وأنّ ما يهم الآن هو "التركيز على كيفية تجنّب نشوب حرب وإجبار أوكرانيا على وقف القصف"، معتبراً في الوقت نفسه أنّ "موسكو منفتحة على الدبلوماسية، لكنها لن سمح بإراقة الدماء في لوغانسك ودونيتسك".

السفير الروسي كشف أنّ "شرق أوكرانيا كان على شفا مغامرة عسكرية أوكرانية لا يمكن لروسيا أن تسمح بها"، وتعهّد بأن لا تسمح موسكو بحدوث "حمام دم جديد" في المنطقة.

وجاءت جلسة مجلس الأمن بعد ساعات من توقيع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوما الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وفي السياق نفسه، قال مندوب أوكرانيا لدى مجلس الأمن، سيرغي كيسليتسيا، إنّ حدود أوكرانيا "غير قابلة للتغيير".

واعتبر كيسليتسيا أنّ "الحدود الأوكرانية المعترف بها دولياً كانت وستبقى غير قابلة للتغيير، بصرف النظر عن أي بيانات أو أفعال من قبل روسيا الاتحادية".

أما الصين فحضّت "جميع الأطراف" على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد في الأزمة الأوكرانية، ودعت خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي إلى العمل للتوصّل الى حلّ دبلوماسي.

وقال تشانغ جون، سفير الصين لدى الأمم المتحدة، إنّ "على جميع الأطراف المعنية ممارسة ضبط النفس وتجنّب أي عمل من شأنه تأجيج التوتر. نرحّب بكل جهد للتوصل إلى حل دبلوماسي ونشجعه".

ونتيجة العمليات القتالية في دونباس، تتواصل حركة النزوح باتجاه الأراضي الروسية. فقد أعلن القائم بأعمال وزير الطوارئ الروسي، ألكسندر تشوبريان، أنّ  نحو 61 ألف لاجئ من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد عبروا الحدود إلى روسيا.

ويشهد إقليم دونباس قصفاً أوكرانياً متواصلاً، ما يمثّل خرقاً لاتفاقيات "مينسك"، الأمر الذي أدّى إلى نزوح كثيف من المناطق الحدودية إلى روسيا

وشوهدت مركبات عسكرية في شوارع دونيتسك، إحدى المنطقتين الإنفصاليتين في شرق أوكرانيا، بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما وصفه بقوات "حفظ السلام" بدخول منطقتين يسيطر عليهما المتمردون.

وقالت وكالة رويترز نقلا عن شاهد عيان، إن قوافل من المركبات العسكرية من بينها دبابات شوهدت في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء على مشارف دونيتسك.

من جانب اخر تراجعت الأسهم بشكل حاد عالميا، الثلاثاء، بعد أن أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قواته بدخول إقليمين انفصاليين شرقي أوكرانيا، في إشارة إلى احتمال حدوث غزو مترقب منذ فترة طويلة.

انخفض مؤشر نيكاي 225 في طوكيو بنسبة 2.2 بالمئة، بينما هبط مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 3.2 بالمائة في التعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء، في حين قفزت أسعار النفط، مع ارتفاع الخام الأميركي بنسبة 2.8 بالمائة وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.7 بالمائة بينما تراجعت عقود مؤشر داو جونز الصناعي 1.5 بالمائة وكانت الأسواق الأميركية مغلقة أمس الاثنين بمناسبة يوم الرؤساء.

وفي أوروبا، تراجعت الأسهم أمس الاثنين حيث ظل المستثمرون يترقبون تطورات الأزمة الأوكرانية ليخسر مؤشر داكس الألماني 2.1 بالمائة اما في باريس، انخفض مؤشر كاك 40 بنسبة 2 بالمائة. كما انخفض مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.3 بالمائة حيث تراجع مؤشر "إم أو إي إكس" في روسيا بنحو 11 بالمئة، بينما انخفض الروبل بنسبة 3.2 بالمائة مقابل الدولار.

وقفزت أسعار النفط بأكثر من دولارين، الثلاثاء، وسط مخاوف من تعطل الإمدادات مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن أمرت موسكو قواتها بدخول منطقتين انفصاليتين شرق أوكرانيا، على ما نقلت وكالة رويترز.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.36 دولار أو 1.43 بالمئة إلى 96.75 دولار للبرميل بحلول الساعة 0455 بتوقيت غرينتش بعد أن وصل سعره خلال وقت سابق، الثلاثاء، 97.66 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2014.

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي (WTI) 2.79 دولار أو 3.06 بالمئة إلى 93.86 دولار للبرميل. 

وأثارت خطوة موسكو بالاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، إدانة دولية. وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن بالتنسيق مع الحلفاء تخطط لإعلان عقوبات جديدة على روسيا.

وأصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمرا تنفيذيا بوقف النشاط التجاري الأميركي في المنطقتين الانفصاليتين وحظر استيراد جميع السلع من هناك.

ومن جهته أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، اليوم الثلاثاء، أنّ الحديث مع المعتدي بواسطة الدبلوماسية فقط "أمر لا جدوى منه".

وقال ميدفيديف للصحفيين، معلقاً على ممارسات كييف في دونباس، إنّ "روسيا لم تستطع تحمل هذه الهمجية، ولا جدوى من التحدث مع المعتدي بلغة الدبلوماسية فقط. تجب مساءلته من موقع القوة مشيرا إلى أنّ حلف "الناتو" والولايات المتحدة "لم يتعلما الدرس من اعتراف روسيا بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، الذي تم باستخدام القوة العسكرية والإرادة السياسية، واقتربا بسخرية من الحدود الروسية".

وتابع: "ساعدت روسيا في إنقاذ حياة مئات الآلاف من الأرواح، وأعطت درساً لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وكل من كانت لديه نوايا عدوانية ضد مواطني روسيا. ومع ذلك، فإنّ حلف الناتو لم يتعلّم الدرس، واستمر في الاقتراب بشكل ساخر ومتعجرف من حدود روسيا، بتوسيع دائرة الأعضاء المحتملين في الحلف".

وشدد ميدفيديف على أنّ الغرب "ساعد كييف في تخريب اتفاقيات مينسك وإطلاق القوميين والحكومة الضعيفة برئاسة الرئيس الحالي".

وفي سياق متصل، علّقت وزارة الخارجية الروسية، صباح اليوم الثلاثاء، على احتمال عقد اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي أنتوني بلينكن، بعد الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، مشيرةً إلى أنّها مستعدة للمفاوضات.

وأضافت زاخاروفا: "حتى في أصعب اللحظات نقول نحن مستعدون لعملية التفاوض، لذلك يظل موقفنا كما هو ونحن دائماً نؤيد استخدام الدبلوماسية".

ومساء أمس الإثنين، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك "بصورة فورية"، وذلك في خطابٍ تلفزيونيٍّ وجَّهه إلى الشعب الروسي.

كما وقع الرئيس بوتين مع رئيسَي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، دينيس بوشيلين ودينيس باسيتشنيك، على اتفاقين منفصلين حول الصداقة والتعاون والمساعدة بين روسيا من جهة، وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك من جهةٍ أخرى.

يأتي ذلك في وقتٍ يشهد إقليم دونباس قصفاً أوكرانياً متواصلاً ما يمثّل خرقاً لاتفاقيات "مينسك"، الأمر الذي أدّى إلى نزوح كثيف من المناطق الحدودية إلى روسيا. 

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير