جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حقق الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية العالمي عام 2020 قفزة نوعية، إذ بلغ 80.6 مليار دولار بفعل تأثيرات جائحة كورونا، كما ذكر تقرير "حالة الرعاية الصحية" العالمي الذي نشرته منصة "سي بي إنسايت" (CBinsights) مؤخرا.
وخلال العامين الماضيين، احتلت الصحة العامة للبشر خصوصا وصناعة الرعاية الصحية عموما، أهمية قصوى بحيث غدت في طليعة الأوليات لمختلف دول العالم، كما لم يحدث من قبل على مدى التاريخ الحديث.
ومع انتقالنا للعام الجديد 2022، ستقوم تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء وأنظمة الرعاية الصحية عن بُعد الجديدة بدور محوري مهم في مساعدة البشرية على التمتع بصحة جيدة والحفاظ عليها.
وفي هذا السياق، حدد الدكتور مايكل أراجون، وهو كبير المسؤولين الطبيين في مؤسسة "أوت سيت ميديكال" (Outset Medical)، وهي شركة مصنعة للأجهزة الطبية، أفضل 5 اتجاهات للرعاية الصحية العالمية ستؤثر فيها التكنولوجيا بشكل حاسم خلال المرحلة القادمة، كما ذكرت منصة "تيك ريبابليك" (TechRepublic) مؤخرا.
الأجهزة القابلة للارتداء
التطور الكبير الذي حدث في صناعة الأجهزة القابلة للارتداء مثل "ساعات آبل" (Apple Watch) و"فيت بيت" (Fitbit)، أحدث نقلة نوعية في إمكانية تتبع الحالة الصحية للبشر عن بعد، إذ توسع استخدام هذه الأجهزة توسعا كبيرا خلال السنتين الماضيتين، وتوسع السوق ليشمل مجموعة متنوعة من الأجهزة التي تراقب ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ودرجات الحرارة وجودة النوم الصحي، وصولا إلى الاضطرابات العصبية وغيرها من الأمراض والأعراض الصحية.
ويؤكد أراجون أن هذا الاتجاه "سيستمر في النمو إذ يريد الناس امتلاك القدرة على مراقبة صحتهم من دون الحاجة إلى زيارة الطبيب أو الذهاب للمستشفيات"، ويتوقع حدوث طفرة نوعية في صناعة وإنتاج هذه الأجهزة خلال هذا العام.
الدكتور أراجون ليس الوحيد الذي يتوقع نموا كبيرا في سوق الأجهزة القابلة للارتداء، فحسب تقرير لشركة "ديلويت غلوبال" (Deloitte Global)، سيتم شحن 320 مليون جهاز صحي يمكن ارتداؤه للمستهلكين في جميع أنحاء العالم في عام 2022، وبحلول عام 2024 سيبلغ هذا الرقم 440 مليون وحدة، حيث يوصي المزيد من مقدمي الرعاية الصحية في العالم باستخدام هذه الأجهزة للمرضى.
الرعاية الصحية المنزلية
حسب تقرير حديث صدر عن مؤسسة "غراند فيو ريسيرتش" (Grand View Research) في شهر سبتمبر/أيلول 2021، بلغ حجم سوق الرعاية الصحية المنزلية العالمي 299 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.88% حتى عام 2028، ويعد هذا تحولا كبيرا عندما كان نمو هذا السوق لا يزيد عن 1.64% في عام 2019 قبل الجائحة.
وقال أراجون "أدى الوباء إلى زيادة الطلب على معدات الرعاية الصحية المنزلية مع المرضى، وخاصة أولئك الأكثر عرضة للخطر بعد تعرضهم للإصابة بالفيروس".
ولا يرى أراجون أن هذا الاتجاه سينتهي، إذ "يرفض المرضى التخلي عن فوائد الرعاية الصحية المنزلية العديدة التي جربوها أثناء الوباء".
ويعد نظام غسيل الكلى المنزلي مثالاً نموذجيا على فائدة وفعالية أجهزة الرعاية الصحية المنزلية، لأنه يمنح المرضى خيار غسيل الكلى في منازلهم، دون تكبد عناء الذهاب للمستشفيات.
دور كبير للذكاء الاصطناعي
وفقا لبحث أجرته مؤسسة "أريزتون" (Arizton) مؤخرا، من المتوقع أن يبلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية العالمية 44.5 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 46.21%. وهذا الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي سيكون مدفوعا بشركات الأدوية التي تستخدم التكنولوجيا لتعزيز الابتكارات العلمية في إنتاج أدوية جديدة، وذلك مع زيادة عدد المرضى وتقلص القوى العاملة في مرافق الرعاية الصحية المختلفة في العالم.
وقال أراجون إن "استخدام الذكاء الاصطناعي يقلل من الخطأ البشري بشكل كبير، سواء في طرق استخدام التصوير الإشعاعي والعلاج المناعي لمرضى السرطان، أو تحديد أفضل علاج لمرضى الكلى، وصولا لتحديد مكان انتشار أحدث الأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم".
زيارة الطبيب ستصبح تجربة افتراضية
وفقا للخبراء العاملين في مؤسسة "ماكنزي أند كومبني" (McKinsey & Company)، فقد ارتفع استخدام خدمات الرعاية الصحية عن بُعد خلال الوباء بدرجة هائلة حيث وصل في أبريل/نيسان 2020 إلى مستوى 78 مرة أعلى مقارنة بما كانت عليه الحال قبل الجائحة.
وقد انخفض هذا المستوى منذ ذلك الحين، لكن استخدام الخدمات الصحية عن بُعد لا يزال أعلى بـ38 مرة مقارنة بما كانت عليه الحال قبل الوباء. ويرى أراجون أن هذا الاتجاه مستمر.
وأوضح أراجون "لقد ارتفع الابتكار بسبب الاهتمام المتزايد بالرعاية الصحية عن بعد، وسيستمر في النمو مع تطور نماذج الرعاية الصحية الافتراضية، وتوفير خدمات وحلول صحية جديدة بحيث ستصبح زيارة الطبيب قريبا تجربة افتراضية للعديد من المرضى".
المساواة في الرعاية الصحية
نقلاً عن الإحصاءات التي تُظهر أن الأقليات العرقية المختلفة والبشر ذوي البشرة الداكنة لا يتمتعون بفرص متساوية للحصول على رعاية صحية جيدة مقارنة بالمواطنين البيض في الدول الغربية، قال أراجون "إن هذا في طريقه للانتهاء حيث ستتم إعادة النظر في هذه الاختلالات وإيجاد طرق تقنية جديدة لتقديم الرعاية الصحية للجميع بشكل متساو مع مراعاة الفروق الثقافية والاجتماعية لهذه الأقليات".