جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب المحامي فخري اسكندر الداوود
تعالَت الأصوات في الفترة الأخيرة في الفحيص الحبيبة تنادي بأنينٍ مؤلمٍ بكتلةٍ أو مجموعة لإنقاذ مدينتِهم من عدة مشاكلَ منها؛ الوضع المروري، والخدمات العامة، والترهّل داخل البلدية، أراضي مصنع الاسمنت، وسوء تقديم الخدمات التنظيمية والتنفيذية، وقلّة النشاطات الشبابية والأهلية، وأعْزي هذه الأوضاع لتعديل قانون البلديات الذي بموجبه تم تقليص عدد البلديات إلى مائة بلدية، وفصل انتخاب رئيس البلدية عن انتخاب أعضائها؛ وبالتالي الناخب هو المسؤول عن انتخابِ رئيس البلدية وليس الأعضاء كما كان الوضع سابقاً، الأمر الذي أضرّ باهتمامِ الناخبين بالأعضاء المرشحين.
فقَدَ المجلسُ تجانسَه وقوّة قرارِه، وما تعاني منه الفحيص حاليّاً ما هو إلا انعكاس لذلك … من هنا جاءتْ فكرة ترشّحي لمنصبِ رئيس البلدية، وقد يكون الأمرُ مستهجناً؛ حيثُ أنني رفضتُ هذا الاقتراح مراراً رغم التشجيع من الكثيرين منذ أكثر من عام، إلا أنني كنتُ هذه المرّة على أهبة الاستعداد لأنّ الطلب جاءَ من قبلِ ثلّة من خيرة شباب الفحيص، أربعة شباب يتحدثون بشغفٍ وعزمٍ وجديّةٍ عن تشكيل كتلة إنقاذ مستعجلة للمدينة النازفة؛ كتلة يشكّلها شبانٌ طموحون وبروحٍ عاليةٍ للعمل من أجل المدينه التي نحب!
كَم أحببتُ هذا الطرح وأعجبتُ بهذا الحماس، وكم تمنيتُ أنْ أرى مزيداً من الكتل والترشيحات الشبابية، وكنتُ على استعدادٍ للترشّح كعضو أيضاً وليس كرئيس لنكون سنداً للرئيس، ولكن سرعان ما انحرفَت هذه الكتلة الواعدة عن حلمِها وبدأتْ أيدولوجيات أخرى بالضغطِ على هذهِ الكتلة التي نحلمُ بها منذ عقودٍ لكنّها أبَت أنْ ترَ النور.
للأسف الطرح الجديد لا يناسبُني ولا حتى قريب من الهدف الأساسي الذي جعلَني أقبلُ بفكرةِ الترشّح، فلا أطمحُ للمنصبِ ذاته، إنما كنتُ شغوفاً بأن نشكّل مجلساً نوعيّاً، وحبّي للفحيص هو الذي دفعني للتفكير بالترشّح لأكون كما كنتُ دائماً سنداً لبلدتي؛ وهذا لا يعني أنني سأتوقفُ عن العمل الطوْعيّ لخدمة الفحيص.
فلمْ أتوانَ يوماً أثناء خدمتي بسلك الأمن العام عن خدمة بلدتي -وبفضل الله- ساهمتُ في إنشاء مركز أمن الفحيص وماحص، ومركز الدفاع المدني، ونفق البكالوريا، وفي عام ١٩٩٧ حصلتُ على موافقةٍ من وزارة الأشغال لتزفيت الشارع من دوار شاكر وحتى النادي الارثوذكسيّ.
وعندما وصلتُ قبّة البرلمان، بأصوات أبناء بلدتي الفحيص وأخوتي في ماحص والسلط، حصّلت للفحيص أرضاً حرجية في منطقه القعرتين بمساحة حوالي خمسة وثمانون دونم، وساهمتُ في منح إعفاءٍ للنادي الأرثوذكسي من ضريبة المبيعات بقيمة ٥٥ ألف دينار. وبواسطة وهمّة -أطال الله بعمرهما سمير قعوار وصبيح المصري- حصلنا على تبرعات للنادي بقيمة ١١٠ الآف دينار، بعد أنْ كان مهدداً بالانهيارِ والحجزِ عليه، ولم أتوانَ يوماً عن خدمة المجتمع العام سواء في القضايا العشائرية أو الأهليّة، ما زلتُ أملك شغفَ خدمة الفحيص بكلّ محبةٍ وقناعةٍ واعتزازٍ، ويشهدُ الله أنْ أهلي في الفحيص والبلقاء ما أنكروا يوماً ذلك.
وأخيراً، أحترمُ كلّ الرؤساء السابقين اللذين لم يتخاذلوا عن خدمةِ هذه المدينة، وأرجوكم يا أهالي بلدي أنْ تولوا اهتمامَكم للأعضاء الذين ستنتخبوهم بقدرِ اهتمامكم بشخصِ وكفاءة الرئيس، لتبقى الفحيص بقدرِ اسمها الذي يحترمُه كلّ الأردنيين بمختلفِ مشاربهم، وتظلّ تتفردُ بتلك الهوية التي بها نعتزّ، متمنياً التوفيق للأعزاء المترشحين لمنصب الرئيس والأعضاء، ومعلناً بوضوحٍ عدم تحديدي لموقفي تجاه أي منهم ريثما تتوضح الصورة.