النسخة الكاملة

تميم في واشنطن.. أبعاد الزيارة وعلامة "التحول"

الخميس-2022-02-01 09:34 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- استقبل الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، في البيت الأبيض، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في لقاء توقع محللون أن يتطرق إلى المخاوف بشأن إمدادات الغاز إلى أوروبا في حال غزت روسيا أوكرانيا فضلا عن مناقشة مسائل أمنية وتجارية أخرى.

وبالإضافة إلى بايدن، من المقرر أيضا أن يجري الأمير محادثات مع وزير الدفاع، لويد أوستن، ووزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، وأعضاء في الكونغرس.

وقبل اللقاء، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سبق أن التقى تميم حين كان نائبا للرئيس في عهد الرئيس الأسبق، باراك أوباما، وتحدث معه الصيف الماضي لشكره على الدور الذي لعبته الدوحة في عملية إجلاء من أفغانستان.

وأشادت مسؤولة كبيرة في البيت الأبيض، الأحد، وفق فرانس برس، بالدور "المهم جدا" الذي لعبته قطر بعد نزاع مايو 2021 في غزة، وأكدت أيضا أن قطر "كانت فعليا إلى جانب" الولايات المتحدة في حملتها لمكافحة الإرهاب بشكل عام وضد تنظيم "داعش" بشكل خاص.

وتقول واشنطن بوست إن قطر، التي تستضيف مقر القيادة المركزية الأميركية وحوالي 10 آلاف جندي أميركي، لعبت دورا في عمليات الإجلاء من أفغانستان ومجالات أخرى تهم الولايات المتحدة بما في ذلك ملف إيران والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتقول إن تميم هو أول زعيم خليجي يلتقي بايدن منذ انتخابه، "في علامة على تحول في العلاقات الأميركية مع المنطقة" فبينما "فضلت إدارة (الرئيس السابق) دونالد ترامب السعودية والإمارات وذلك على حساب قطر أحيانا، وسط خلافات إقليمية، حافظ بايدن على علاقات عسكرية قوية مع الثلاثة، إلا أنه في بعض الأحيان كان بعيدا عن السعودية والإمارات".

ويقول كريستيان كوتس أولريتشسن، خبير شؤون الخليج في جامعة رايس لفورين بوليسي إنه "بينما أبقى بايدن بعض قادة الخليج، وعلى الأخص ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على مسافة، لا يمكن قول الشيء نفسه عن تميم".

وتشير واشنطن بوست إلى أن الدوحة "لم تخجل أبدا من الإشارة إلى أنها كانت شريكا للولايات المتحدة يمكن الاعتماد عليه"، ونقلت عن مسؤول قطري رفيع القول: "علاقتنا مع الولايات المتحدة كانت قوية لفترة طويلة"، ما يثبت أن قطر "يمكن أن تساعد، وتدعم، وتتبادل الآراء، وتنفذ".

وتقول "فرانس برس" إن الزيارة "ستكون مناسبة لهذه الدولة التي تؤوي قاعدة أميركية كبرى لترسيخ مكانتها كحليف قوي للولايات المتحدة في المنطقة"، وتنقل عن الأستاذ المساعد في معهد "كينغز كولدج" أندرياس كريغ إن قطر تسعى إلى أن تصبح "أهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة في الخليج" على هذا الصعيد.

وخلال اللقاء، أعلن بايدن أنه سيبلغ الكونغرس عزمه إدراج قطر حليفا رئيسيا غير عضو في الناتو".

لكن ديفيد بولوك، خبير شؤن الشرق الأوسط في معهد واشنطن، قال لموقع قناة "الحرة" إن علاقة الإدارة الحالية بقطر لا تتعدى حدود "الرمزية والعلاقات العامة"، رغم أن تميم أول زعيم خليجي يزور بايدن في البيت الأبيض.

ويشير إلى أن هذه الرمزية كانت أيضا واضحة في علاقة ترامب بالسعودية والإمارات، ورغم أن تصريحاته في بعض الأحيان كانت معادية لقطر، أبقت إدارته على علاقات أمنية وعسكرية قوية معها، تماما مثلما يفضل بايدن أمير الدوحة "رمزيا" على  أبوظبي والرياض، ومع ذلك تواصل إدارته العلاقات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية مع الإمارات والسعودية.

ويضيف: "ستحصل الإمارات على مقاتلات أف-35 وستحصل قطر والسعودية على المزيد من الصواريخ الأميركية، والإمارات على مضادات الصواريخ والدعم الاستخباراتي واللوجستي ضد الحوثيين أكثر مما حصلت عليه خلال عهد ترامب".

ويضيف بولوك أن الوضع في المنطقة "أصبح أسهل كثيرا" لأن قطر والإمارات والسعودية "قطعتا شوطا طويلا نحو تصحيح خلافاتهما مع بعضهما البعض، لذلك لا تحتاج واشنطن إلى الانحياز إلى أحد الأطراف".

دور قطر في ملف الغاز
وقال البيت الأبيض، قبل اللقاء، إنه سيتناول "ضمان استقرار الإمدادات العالمية للطاقة" في وقت تبحث فيه واشنطن والأوروبيون عن بدائل تحسبا لتوقف إمدادات الغاز الروسي في حال شنت موسكو هجوما على أوكرانيا.

وفي مكالمة مع الصحفيين، بعد ظهر الأحد، رفضت مسؤولة كبيرة في إدارة بايدن إعطاء أي تفاصيل بشأن هذا الموضوع مؤكدة أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع "عدة" مزودين للغاز.

وتقول فورين بوليسي إن من المتوقع أن تعتمد الولايات المتحدة على بعض مخزونات قطر، التي تعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، لإرسالها إلى أوروبا وقت الحاجة، لكن "ليس من الواضح مدى قدرة قطر على تحويل الغاز إلى أوروبا"، مع العلم أن صادراتها إلى أوروبا تمثل نحو 5 في المئة فقط، فيما تذهب غالبية الغاز إلى مشترين أسيوين ترتبط معهم بعقود آجلة.

وقال شخص مطلع على الأمر لواشنطن بوست: "المناقشات بين القطريين والأوروبيين والأميركيين جارية للمساعدة" في تحويل شحنات  للغاز الطبيعي المسال من الأسواق الآسيوية الرئيسية إلى أوروبا في حال قطع الكرملين الإمدادات عن أوروبا.

"لكن من أجل التوصل إلى حل قصير الأجل، سيحتاج بعض مشتري الغاز طويل الأجل إلى الاستعداد لتحويل الشحنات إلى أوروبا"، وفق المصدر، الذي أضاف أن الدوحة "تفضل أن تطلب واشنطن ذلك من المشترين بشكل مباشر".

وقال بيل فارين- برايس، المدير في شركة الأبحاث "إنفيروس"، لفرانس برس إن "قطر لا تملك عصا سحرية لحل النقص في الغاز الأوروبي"، مشيرا إلى أنها في أقصى قدراتها الإنتاجية وعليها أن تحترم العقود الآجلة المبرمة مع آسيا.

ويتهم الغرب موسكو بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا المجاورة، ويهددها بعقوبات غير مسبوقة إذا غزتها. وقالت واشنطن إن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا لن يباشر العمل في حال شن هجوم عسكري روسي.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير