جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أعاد البرلمان السبت انتخاب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا لفترة ثانية بعد أن طلب منه رؤساء الأحزاب مواصلة شغل المنصب بعد أسبوع من التصويت غير المثمر والمشحون في كثير من الأحيان.
وشكر رؤساء الأحزاب الذين شعروا بالارتياح ماتاريلا (80 عاما) لموافقته على الاستمرار في المنصب لكن المحاولات الفاشلة لانتخاب خليفة له على مدى سبع جولات من التصويت خلفت جراحا غائرة وتداعيات يمكن أن تكون خطيرة على الاستقرار السياسي في إيطاليا.
ومع ذلك من المرجح أن تقابل الأسواق المالية بالإيجاب هذا الأمر الذي يشهد بقاء رئيس الوزراء ماريو دراجي في منصبه رغم أنه كان أوضح أنه يريد أن يخلف ماتاريلا في الرئاسة عوضا عن ذلك.
وفي جولة التصويت الثامنة بين أكثر من ألف من المشرعين وممثلي الأقاليم في قاعة مجلس النواب علا التصفيق واستمر طويلا عندما تجاوز ماتاريلا العدد الكافي لانتخابه وهو 505 أصوات.
وفي وقت سابق قال سياسيون كبار إن ماتاريلا وافق السبت على الاستمرار في المنصب.
وكان ماتاريلا استبعد البقاء في منصبه ولكن مع تعرض الاستقرار السياسي للبلاد للخطر كان من المرجح ألا يقاوم ضغوط بقائه في المنصب.
وقالت ماريا ستيلا جيلميني وزيرة الشؤون الإقليمية إن "استعداد الرئيس سيرجيو ماتاريلا للعمل فترة ثانية، بناء على طلب الغالبية العظمى من الأحزاب السياسية، يظهر إحساسه بالمسؤولية وتمسكه بالدولة ومؤسساتها".
وتحدث إنريكو ليتا زعيم الحزب الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط، الذي دافع عن إعادة انتخاب ماتاريلا، إلى الصحفيين للتعبير عن "شكره الكبير للرئيس ماتاريلا على اختياره الكريم من أجل البلاد".
وكان رؤساء الكتل البرلمانية توجهوا إلى قصر الرئيس في وسط روما ليطلبوا منه البقاء في منصبه بعد أن أخفق النواب في انتخاب رئيس اليوم السبت بعد جولات التصويت السبع.
وقال مصدر سياسي إن دراجي، الذي فشل في الحصول على أي دعم لطموحاته الخاصة بالمنصب، اتصل بماتاريلا السبت وحثه أيضا على البقاء.
وهذه ثاني مرة على التوالي يُطلب فيها من رئيس تجديد فترته التي استمرت سبع سنوات. وفي عام 2013، طلب الزعماء السياسيون من رئيس الدولة آنذاك جورجيو نابوليتانو البقاء في منصبه بعد أن فشلوا أيضًا في العثور على مرشح توافقي.
ووافق نابوليتانو على مضض لكنه استقال بعد عامين عقب تشكيل حكومة جديدة مما فتح الطريق أمام تولي ماتاريلا الرئاسة.
وتنتهي ولاية ماتاريلا الحالية في الثالث من شباط/فبراير.
وكشف فشل السعي لإيجاد بديل على مدى أسبوع مدى هشاشة الوضع السياسي في إيطاليا، وألقى الضوء على غياب الشخصيات القيادية في تكتلات يمين الوسط ويسار الوسط الرئيسية.
والرئيس شخصية محورية مهمة في إيطاليا، إذ يعين رئيس الوزراء وغالبا ما يستعان به في حل الأزمات السياسية في ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، في دولة لا تمكث حكوماتها أكثر من عام واحد في المتوسط.
وعلى النقيض من دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا حيث يجري انتخاب الرئيس بالتصويت الشعبي، يأتي انتخاب الرئيس في إيطاليا باقتراع سري يشارك فيه 1009 من نواب البرلمان وممثلي المناطق ويشهد أحيانا صراعا بين زعماء الأحزاب للهيمنة.
وهدد مشرعون بتجاهل زعماء أحزابهم وفرض رأيهم الشخصي.
وحصل ماتاريلا في التصويت الثاني الجمعة على 336 صوتا ارتفاعا من 160 صوتا يوم الخميس و125 صوتا يوم الأربعاء. وكتبت صحيفة لا ريبوبليكا اليومية في عنوان بصفحتها الأولى "البرلمان يريد ماتاريلا".
رويترز