جفرا نيوز -
جفرا نيوز-
«الأوبئة»: القرار يساعد على كسر سلسلة كورونا
أثار قرار وزارة التربية والتعليم تأجيل الفصل الدراسي الثاني جدلا واسعا من قبل الكثير من الاهالي والمراقبين للشأن التربوي، باعتباره دعوة صريحة للبدء بفصل دراسي وفقا لنظام التعليم عن بعد الذي اصبح مثار غضب وسخط الكثيرين جراء تدني مستوى جودة التعليم او انعدمها، او اللجوء الى سيناريوهات تبتعد عن نظام التعلم الوجاهي الذي اصبح مطلبا مجتمعيا في المرحلة الراهنة.
في حين وجد بعض مؤيدي قرار التأجيل لشهر إضافي يتيح الفرصة امام الجهات المعنية من وضع تدابير صحية آمنة للبدء بفصل دراسي ثان يعتمد على وجاهية التعليم بعيدا عن المخاطرة بارواح الابرياء من تبعات الاصابة من فيروس كورونا، بخاصة وان القرار تم اعتماده من بعد توصيات رفعتها لجنة الاوبئة لكون القرار اصبح مطلبا حتميا للحد من انتشار "اوميكرون” وكسر سلسلة العدوى، لاسيما وان تأثيره اخطر على الاطفال.
وزارة التربية والتعليم من جانبها تشدد باستمرار على استبعاد خيار التعليم عن بعد، وأن الفصل الثاني سيكون وجاهيا، لإدراكها الآثار السلبية للتعليم عن بعد، على العملية التربوية وعلى نشأة الأجيال.
المحذرون من قرار التأجيل وضعوا عددا من السلبيات التي تجعل من فكرة التأجيل مرفوضة شكلا ومضمونا بان هذا القرار يحمل في طياته عددا من السيناريوهات اللاحقة وذلك بالعودة الى التعلم عن بعد والذي يشكل اتجاها نحو تجهيل الاجيال المقبلة على -حد وصفهم-.
كما طالب المحذرون من قرار التأجيل بضرورة وضع تشريعات ناظمة لعملية التعليم التي اصبحت محط تجربة لموجات الفايروس المتكررة والتي اصبح الطالب والعملية التعليمية في قبان التجربة والقياس، الامر الذي يتنافى وسياسة التعليم التي يجب ان تعتمد على التراتبية في اتاحة الفرصة الكافية للطالب لمعرفة ميوله واتجاهته.
اذ دائما ما تشدد مخرجات الدراسات العالمية من خطورة الابتعاد عن البيئة المدرسية والتي تعد ركيزة اساسية من ركائز العملية التربوية التي تتيح للطالب فرصة الانتظام والتعايش مع البيئة الصفية.
وبحسب دراسة صدرت 2022 نشرتها منظمة انا اتعلم موخرا، «ان إغلاقات المدارس والتعليم عن بعد خلال الأشهر الثلاث الأولى من جائحة كورونا، أدّت إلى اضطرابات سلوكية واضطرابات نفسية أبرزها الاكتئاب والقلق، وسلوكيات التجنّب والانسحاب، بالإضافة إلى زيادة في تشتّت الانتباه وزيادة أوقات استخدام شاشات الأجهزة الإلكترونية وتراجع الأنشطة البدنية الطبيعية للأطفال وقد تؤثّر عليهم لاحقًا في مراحل عمرية متقدّمة.
وبحسب الدراسة، هذا درس مُهِم لصانعي السياسات العامّة والسياسيين والمسؤولين في القطاع الصحّي للسنوات القادمة: والتي تفيد ان أيّ تدابير وقائية لمكافحة الأوبئة، لا يجب أن تكون على حساب الصحّة النفسية والنمو العاطفي والاجتماعي السليم للأطفال واليافعين.
ارتبط الإغلاق الواسع للمدارس والتعليم عن بعد خلال سنة 2020 بسبب جائحة كورونا، باضطرابات سلوكية ونفسية أبرزها القلق والاكتئاب لدى الأطفال والشباب".
في حين اعتبر المؤيدون لقرار التأجيل خطوة بالاتجاه الصحيح وتسهم بكسر سلسلة العدوى وتحافظ على النظام الصحي، ولا يكبد اية اضرار مستقبلية على مخرجات العملية التعليمية بخاصة بظل حرص الوزارة على وجاهية التعليم وتقديم برامج تعنى بالفاقد التعليمي والتعويض ومراعاتها للتقويم المدرسي، بخاصة مع اصرار الوزارة على استئناف عملية التطعيم لطلبة المدارس في سبيل البدء بفصل دراسي آمن وصحي بعيدا عن اي مخاطرة سواء اكانت للطلبة ام للكوادر التعليمية والعاملة في الميدان التربوي تجنبا من تكوين بؤر فيروسية داخل اروقة المدارس.
وكانت وزارة التربية والتعليم عملت على تأجيل الفصل الدراسي الثاني الى 20 شباط المقبل، كما قلصت التربية مدة الفصل الدراسي الاول في نهايته «شهراً» في سبيل حصر نسب الاصابات الايجابية داخل المدارس نظرا لارتفاع الاصابات بالفيروس.
الرأي