جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ، اليوم الإثنين، معلومات مهمة عن طفرات الفيروسات، في ظل الانتشار الواسع عالميا لمتحور أوميكرون، الذي قد تتسبب سرعة انتشاره في حدوث طفرات فيه.
وتوضح نشرة المعهد ماهية الطفرات الفيروسية، وكيفية تحديد المتحورات الجديدة، والإنجراف الأنتيجيني (Antigenic drift)، أو الطفرة الجينية العشوائية لعامل معدٍ، التي قد تؤدي إلى تغييرات طفيفة في بروتينات تسمى المستضدات، إضافة إلى بيان سرعة ظهور وتكاثر هذه المتحورات.
الطفرة إحدى سمات الفيروسات. تتحور الفيروسات لتتكيف مع محيطها وتنتقل بشكل أكثر فعالية من مضيف إلى آخر. يمكن أن تسبب الطفرات في الفيروسات قدرة أكبر وأفضل في الهروب من أنظمتنا المناعية والعلاجات واللقاحات. كما يمكن أن تساعد الطفرة الفيروس في اكتساب سمات تساعده بشكل أفضل على التكاثر بسرعة أو الالتصاق بشكل أفضل بسطح الخلايا البشرية.
هل الطفرات الفيروسية دائمًا شيء سيء؟
في بعض الأحيان، يمكن للفيروسات أن تتطور أو تتحور بسرعة كبيرة بحيث لا تساعدها في تطوير سمات مفيدة للانتقال. لهذا السبب نرى أحيانًا طفرة فيروسية تبدو وكأنها تظهر ثم تموت.
ومع ذلك، يمكن أن تكون الطفرات الفيروسية خطيرة، خاصة إذا أصبحت أفضل بكثير في الهروب من دفاعات أنظمتنا المناعية، أو إذا تمكنت من التغلب على العلاجات أو اللقاحات المتاحة لنا. على سبيل المثال، اعتدنا أن يكون لدينا المزيد من الخيارات المتاحة لعلاج الإنفلونزا، ولكن مع تحور فيروس الإنفلونزا، بدأ الفيروس في الهروب من تلك العلاجات. الآن، لدينا علاجات محدودة فعالة لعلاج العدوى. لهذا السبب نشجع المرضى دائمًا على الحصول على لقاح الإنفلونزا لمنع العدوى في المقام الأول وتجنب خلق سيناريو يمكن أن يحدث فيه المزيد من الطفرات. ومع ذلك، تقدم الإنفلونزا كل عام متغيرات جديدة لم يتم تطوير لقاحاتنا الحالية من أجلها وكذلك الأمر بالنسبة لمرض كوفيد-19 وطفرات دلتا وأوميكرون.
كيف نحدد المتحورات الفيروسية الجديدة؟
يتم اكتشاف المتحورات الجديدة من خلال عملية تسمى التسلسل الجيني. مثلاً، يأخذ الباحثون عينات فحص (PCR) لكوفيد-19 وفي عملية "تسلسل" جينوم الفيروس يتم البحث بعمق في تلك العينة أكثر من اختبار (PCR) النموذجي.
ويساعدنا ذلك في مراقبة كيفية تطور مرض كوفيد-19 وتحديد ما إذا كانت المتحورات الجديدة أكثر قابلية للانتقال أو معدية بشكل أكبر من المتحورات الأقدم.
ما هو مهم لمنع انتشار كوفيد-19 هو القيام بدورنا في الحصول على التطعيم، وارتداء الأقنعة في المناطق المزدحمة حيث يكون انتشار المرض أكثر احتمالًا. يوفر السكان ذوو معدلات التطعيم المنخفضة للفيروسات فرصة لتعزيز قدرتها على إصابة الآخرين وبالتالي حدوث الطفرات.
الانجراف الأنتيجيني (Antigenic drift):
الانجراف الأنتيجيني، هي طفرة جينية عشوائية لعامل معدٍ تؤدي إلى تغييرات طفيفة في بروتينات تسمى المستضدات، والتي تحفز إنتاج الأجسام المضادة بواسطة أجهزة المناعة لدى الإنسان والحيوان. عادة ما تُنتج هذه الطفرات مستضدات قد يكون جزء فقط من السكان محصنين ضدها. وبالتالي، فإن العوامل المعدية التي تطورت من خلال الانجراف الأنتيجيني قد تسبب مرضًا خطيرًا محتملًا ويمكن أن تنتشر بسرعة بين البشر أو الحيوانات. في حالات أخرى إذا أدت التغييرات إلى الحد من بقاء الفيروس، فيؤدي ذلك إلى زواله.
مثلاً، عندما يتكاثر الفيروس، تحدث بعض الأخطاء عند نسخ جيناته "Copying errors" (أي الطفرات الجينية). بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي أخطاء النسخ الجيني هذه، من بين تغييرات أخرى في الفيروس، إلى تغييرات في البروتينات السطحية للفيروس أو المستضدات. يستخدم جهاز المناعة لدينا هذه المستضدات للتعرف على الفيروس ومكافحته. إذن، ماذا يحدث إذا تحور الفيروس ليهرب من جهاز المناعة لدينا؟ في فيروسات الإنفلونزا على سبيل المثال، تتراكم الطفرات الجينية وتتسبب في "انحراف" مستضداتها، مما يعني أن سطح الفيروس المتحور يبدو مختلفًا عن الفيروس الأصلي.
عندما يتحور الفيروس بشكل كافٍ، فإن اللقاحات ضد السلالات القديمة من الفيروس والمناعة من عدوى فيروس الأنفلونزا السابقة لن تعمل ضد السلالات الجديدة المتحورة. يصبح الشخص بعد ذلك عرضة للإصابة بالفيروسات الطافرة الأحدث.
يعد الانجراف الأنتيجيني أحد الأسباب الرئيسية لضرورة مراجعة اللقاحات وتحديثها كل عام، لمواكبة التغييرات.
ما مدى سرعة ظهور المتحورات؟
معدل الطفرة للفيروسات أعلى بكثير من البشر أو الحيوانات الأخرى، وهي تتكاثر بمعدل سريع حقًا. بعبارة أخرى، تصنع خلية مصابة بالفيروس 100,000 نسخة من نفسها، وكل هذه النسخ يمكن أن تبدأ في التكاثر. لذلك تحدث الطفرات بشكل عشوائي، ولكن نظرًا لأن الفيروس يتكاثر بمثل هذا المعدل السريع، فإن الطفرات أيضًا تتراكم بسرعة كبيرة.
لكن مرة أخرى، من المهم ملاحظة أنه بينما تحدث الطفرات بشكل عشوائي، فإن معظم هذه الطفرات إما لا تفعل شيئًا لتغيير سلوك الفيروس أو أنها ضارة للإنسان.