النسخة الكاملة

هل سيواجه الأردن مشاكل المياه بالحصاد المائي؟

الخميس-2022-01-24 09:09 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - في ظل الازدياد الملحوظ على الطلب المائي واستنزاف أحواض المياه الجوفية، فإن الحصاد المائي أصبح أحد الحلول الممكنة والمجدية اقتصاديا لمواجهة مشكلة المياه في الأردن.

ويعد الحصاد المائي هو الاستراتيجية الوحيدة حول العالم التي استطاعت اثبات جدواها كحل ناجع في كل العصور والظروف خاصة وان الاستمرار في الاعتماد على المياه الجوفية في المرتفعات الاردنية سيؤدي لنضوبها تماما خلال الخمسة عقود القادمة وبالتالي ينبغي حفظ حقوق أجيال المستقبل بمصادر المياه، والحصاد المائي فرصة عظيمة لتحقيق ذلك.

ويبين المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه الدكتور مروان الرقاد، أن الحصاد المائي يعمل على توفير المياه في المناطق الزراعية، ما يشجع المزارعين على استغلال مياه الفيضان المهدورة عبر الوديان واستغلالها في نشاطهم الزراعي من خلال إنشاء القنوات الناقلة لمضاعفة الاستفادة من عملية الحصاد المائي.

ويتابع: كما تعمل مشاريع الحصاد المائي على تغذية المياه الجوفية بشكل غير مباشر من خلال السماح للمياه بالوصول لتغذيتها وزيادة مخزونها.

ويقول الرقاد: يعتمد مبدأ ادارة الوفرة مقابل الندرة والذي يتحقق من خلال الموازنة ما بين الفترات التي يوجد بها وفرة في المياه والفترات ذات الندرة المائية، ففي الشتاء للوفرة والصيف للندرة، ومن المعروف أن الامطار بعد هطولها تتوزع ما بين التبخر والجريان السطحي وتغذية المياه الجوفية بعد ترشحها من خلال التربة، وبما أن معدل الفاقد بالتبخر يزيد على 85% في المناطق الجافة مثل الشرق الاوسط، فإن الحصاد المائي يعظم الاستفادة من فاقد التبخر، ويخفف من خطر الجريان السطحي والذي قد يسبب سيولا جارفة.

ويلفت إلى أن الحلول الطبيعية والحفائر وابار الجمع تتسم بكلفتها المنخفضة وقدرتها على التناغم مع الطبيعة، اذ لا تؤدي لأي تلوث بصري أو استخدام لاي مواد دخيلة مثل الاسمنت والمعادن، كما تتميز هذه الحلول بعدم مركزيتها مثل السدود الضخمة، اذ يمكن انشاؤها على نطاقات جغرافية واسعة وبالتالي خدمة أكبر عدد ممكن من سكان هذه المناطق.

ويبين أن الحصاد المائي يعمل على توفير مياه ري مجانية ومستدامة وهذا يشجع المزارعين على المزيد من الانشطة الزراعية، منوها أن ملوحة مياه الامطار والفيضانات منخفضة جدا وتقل عن 200 ملغم باللتر وهذا يعتبر ثروة وفرصة في ظل ارتفاع ملوحة المياه الجوفية بسبب الضخ الجائر والتغيرات المناخية.

ويوضح الرقاد أن استغلال مياه الأمطار من خلال الحصاد المائي يمكن عن طريق إنشاء السدود والحواجز الترابية لجمع المياه الذي يعتبر الأهم والأقل كلفة بالنسبة الى المواطن الذي سيجعل من الزراعة امراً ممكناً رغم قلة الموارد المائية وتخفف من التدهور البيئي وانجراف التربة ويجمّل المنطقة ويحسّن مستويات المعيشة.

ويضيف: يمكن تنفيذ الحلول منخفضة التكلفة بسهولة من قبل المجتمعات المحلية والمزارعين، اذ لا تحتاج الى تقنيات متقدمة أو آليات متطورة ويمكن تنفيذها بآليات حفر بسيطة جدا، ولتعظيم الاستفادة وتقليل التكلفة ينبغي تدريب المجتمعات المحلية بهذا الخصوص.

ويبين مدير مشروع الصحراء الذكية في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة المهندس علي الهياجنة، أن من ضمن أنشطة الصحراء الذكية تقديم الدعم للمزارعين لإنشاء حفائر ترابية زراعية ضمن منطقة المشروع لأغراض تجميع المياه والاستفادة منها للأغراض الزراعية وهذا سيساهم في تخفيف الضغط والسحب الجائر من المياه الجوفية.

ويتابع: يقوم المشروع بتقديم تدريب نظري وعملي، ويستهدف أيضاً الشباب الرياديين، اذ يقدم تدريباً مختصاً ودعماً مالياً لهم من خلال حاضنة دعم الاعمال الزراعية والتي جهزها المشروع في المركز الوطني للبحوث الزراعية وسيتم افتتاحها لخدمة رياديي الاعمل الزراعية خلال شهر شباط 2022.

يذكر أن أقدم سد مائي معروف في العالم تم انشاؤه في مدينة جاوا الاثرية شمال شرق الاردن، حيث اقيم هذا السد قبل أكثر من خمسة الاف سنة لخدمة 2000 إنسان عاشوا في ذاك الزمان على مياه هذا السد والذي ربط بعشرات الخزانات المخصصة للزراعة والرعي والاستهلاك البشري في مدينة جاوا القديمة.