جفرا نيوز- على مساحة تزيد على (22) ألف دونم في منطقة السنية بلواء القصر شمالي الكرك، حوّلت الرؤية الملكية السامية تلك المساحة من ارض جرداء قاحلة، لتزهو باكبر مشروع تحريج وطني تشهده المملكة منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال مشروع «جذور الذي وجه بخصوصه جلالة الملك عبدالله الثاني وامر باطلاقه في اطار مشاريع المبادرات الملكية منذ العام 2012.
ويؤسس المشروع لغابة بيئية متسعة الاركان تتمثل فيها كل انواع الحياة البرية النابضة بالجمال، اشجار مثمرة وحرجية وموائل طيور مستوطنة ومهاجرة وفسحة من بساط اخضر يحفز لتعدد محتواه لسياحة برية داخلية وخارجية بما يعنيه ذلك من نفع لابناء المنطقة والوطن بشكل عام.
تحقق مشروع جذور وبدأ يؤتي اكله بعد مضي عشر سنوات على انطلاقته بجهد متضافر بين اكثر من جهة رسمية وبدعم ومتابعة حثيثة من الديوان الملكي، حيث التقطت التوجيهات الملكية وعملت دائبة لتحويل الرؤية لواقع معاش، فالمشروع يهدف في محصلته لحزمة من المنافع الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي تسهم في تنمية المنطقة وتحسين ظروف حياة ابنائها بتوليد عشرات فرص العمل الدائمة والمؤقتة مع اتاحة المجال لاطلاق مبادرات مجتمعية لتعزيز مفاهيم المواطنة الفاعلة من خلال ما يوفره المشروع مستقبلا من فرص استثمارية لمواطني المنطقة.
وجاءت زيارة جلالة الملك الاخيرة للمشروع والتي تزامنت مع الاحتفال بيوم الشجرة لتعزز وتحفز الجهود المبذولة لادامة العمل بالمشروع بتوفر كافة المتطلبات اللازمة لذلك ماليا واداريا، وابدى جلالته ارتياحه لما تحقق من المشروع لغاية الان، حاثا لمزيد من الانجاز وتخير انواع الاشجار المواتية لبيئة المنطقة لضمان نجاحها، واكد جلالته ان العمل في هذا السياق واجب وطني تقع مهمة النهوض به على عاتق الجميع، داعيا جلالته للتوسع في الرقعة الخضراء باقامة الغابات وضرورة المحافظة عليها في اطار السعي للحفاظ على النظام البيئي الذي تثري ادامته وتعزيزه كل المقومات الطبيعية والاجتماعية في الاردن.
وقال مدير موقع المشروع مشوح الحسنات: ان متابعة جلالة الملك الدؤوبة للمشروع الذي امر بتنفيذه خلال زيارته لمحافظة الكرك عام 2011 وتوجيهاته المتواصلة بخصوص الاسراع في انجازه وتأكيده على كافة الاطراف ذات العلاقة بتذليل ما قد يعترض من مشكلات وتوفير ما يحتاجه من دعم واسناد تحفز الجميع للعمل الجاد، فكلنا نشارك جلالة الملك ايمانه بحيوية المشروع وضرورة استكماله بما ينسجم ورؤية جلالته. وأضاف الحسنات: ان المشروع ينفذ على ثلاث مراحل، مشيرا الى انتهاء المرحلتين الاولى والثانية منه، فيما بُدئ العمل بالمرحلة الثالثة، موض?ا انه ضمن المرحلة الاولى التي نفذت بالتعاون مع وزارة الزراعة وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية والجمعية الملكية لحماية الطبيعة تم تشجير زهاء (12)الف دونم بحوالي 323 الف شجرة منها (302)الف شجرة حرجية و (21)الفا من اشجار الزيتون والرمان، واما الثانية والتي نفذت بالتعاون مع وزارة الزراعة ومؤسسة الحق والمجتمع المحلي بلواء القصر، فقد تمت زراعة (7) الاف و(500) دونم بـ (373)الف شجرة منها (356) الف شجرة حرجية و (17) الف شجرة زيتون، اما مرحلة المشروع الثالثة والتي ستنفذ بالتعاون مع وزارة البيئة ومؤسسة الحق، فستتم?زراعة ثلاثة الاف دونم بـ (80) الف شجرة حرجية متنوعة تمتد بمساحة (2500) دونم اضافة الى زراعة (15) الف شجرة زيتون على مساحة(500) دونم.
واشار الحسنات، الى ان المشروع يؤسس لمحمية طبيعية تتكاثر فيها اصناف الحيوانات البرية والطيور المحلية وكموائل للطيور المهاجرة التي تعبر المكان وتقيم فيه لايام في مواعيد هجرة الطيور كظاهرة طبيعية تتكرر كل عام، مشيرا الى انه اطلق في المكان مؤخرا (100) طير شنار قدمتها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بهدف تكاثرها وزيادة اعدادها بما يتناسب وسعة المناطق المشمولة بالمشروع.
وبين ان المشروع وفر للآن (20) فرصة عمل دائمة لابناء المنطقة اضافة الى توفير ما بين (500- 600) فرصة عمل مؤقتة سنويا، موضحا انه شارك في مراحل تشجير المشروع (22) الف متطوع ومتطوعة من طلبة المدارس والجامعات وهيئة شباب كلنا الاردن، لافتا الى ان المشروع يقدم خدمات مباشرة للمجتمع المحلي من حيث توفير المياه لمربي الماشية فيما اسست في اطار المشروع جمعية زراعية تعاونية باسم جذور السنينة التعاونية الزراعية وسلمت تاليا للمجتمع المحلي والذي اسس مشروعا زراعيا في المحيط يقدم له الماء والكهرباء وكل ما يحتاجه لاداء مهامه.
واوضح الحسنات انه تتوفر في المشروع كافة العوامل التي تساعد في العناية بالاشجار وادامة ريها ومن ذلك بئران ارتوازيتان اضافة لبئر اخرى قيد الانشاء وتعمل جميع هذه الابار على الطاقة الشمسية فيما يعتمد ايضا نظام الري بالتنقيط، وهناك بنية متكاملة من الطرق والمكاتب الادارية والمرافق الخدمية الضرورية اضافة الى عدد مناسب من الآليات الزراعية والانشائية.
واشار الحسنات الى توجه ينسجم مع التوجيهات الملكية باقامة متنزه متكامل في الموقع قيد الاعداد مرفود بكافة الخدمات الاساسية، اضافة لوجود تصورات اولية لاقامة شاليهات ومرافق خدمية، اضافة لتأمين البنية التحتية لاقامة مشاريع انتاجية في الموقع لتصنيع منتجات اشجار الزيتون والرمان من خلال معمل لتصنيع دبس الرمان ومعصرة للزيتون، مبينا ان انتاج المشروع حاليا من الرمان والزيتون والزيت توزع بالمجان على المجتمع المحلي و الاسر العفيفة ولطلبة المدارس وللجمعيات والمؤسسات الحكومية، بالاضافة الى ما تقتضيه طبيعة العمل في المشرو? من شراء بعض المستلزمات من السوق المحلية ما ساعد في تحريكه وتنشيطه اقتصاديا.
وأكد عدد من الشباب، ان المشروع حقق هدفا تنمويا كان مطلبا لابناء المنطقة من خلال فرص العمل التي وفرها لهم وجرى تأهيلهم وتدريبهم لاشغالها واخرجتهم من حالة البطالة التي كانوا يعانونها وساعدتهم في تدبير امور انفسهم المعيشية ومعيشة اسرهم مما اسهم في تحسين ظروف حياتهم.
الرأي