جفرا نيوز -
جفرا نيوز- يواجه التحقيق المتعثر في الانفجار المدمر الذي ضرب مرفأ بيروت عام 2020 احتمال الاصطدام بعقبة جديدة قد تتسبب في تركه معلقا من خلال منع صدور أي قرار ظني (لائحة الاتهام).
وتوقف مرارا التحقيق الذي يقوده القاضي طارق البيطار في الانفجار الهائل، الذي أودى بحياة أكثر من 215 شخصا وفاقم من حدة الأزمة الاقتصادية في لبنان، بسبب دعاوى قضائية رفعها سياسيون بارزون يسعى القاضي لاستجوابهم.
وقاد حزب الله حملة لإبعاد البيطار عن التحقيق، متهما إياه بالانحياز بعدما سعى لاستجواب بعض حلفائها السياسيين.
وفي أحدث تطور، قالت مصادر قضائية لرويترز إن دعوى المخاصمة التي رفعها الوزير السابق، يوسف فنيانوس، أحد أبرز الشخصيات التي يريد بيطار استجوابها، باتت معلقة بعد أن تقاعد القاضي روكز رزق الذي كان ينظرها الأسبوع الماضي.
وأوضح مصدر قضائي أنه "طالما لم تبت هذه الدعوى لا يمكن لقاضي التحقيق أن يصدر القرار الظني (لائحة الاتهام)".
ولا يمكن صدور حكم في الدعوى، التي قال المصدر إنها تتهم البيطار بارتكاب "خطأ جسيم" في إجراء التحقيق، حتى يتم تعيين بديل لرزق الذي بلغ سن التقاعد الإلزامي.
وعادة ما يختار السياسيون القضاة في لبنان، الأمر الذي يقول نزار صاغية، المدير التنفيذي لمجموعة المفكرة القانونية للأبحاث، إنه قد يسمح لهم بترك المنصب شاغرا وإبقاء القضية معلقة.
وقد تعرقل مثل هذه الخطوة تقدم التحقيق.
ويواجه البيطار اتهامات من معارضيه بالتحيز وتجاوز سلطاته. بينما ينظر أنصاره إلى مساعيه باعتبارها محاولة جريئة لمحاسبة مسؤولين كبار في بلد ترسخ فيه الإفلات من العقاب منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، بحسب ما تقول رويترز.
وتسببت دعوى قضائية منفصلة بالفعل في تجميد التحقيق في الوقت الراهن.
واحتج أهالي ضحايا الانفجار خارج قصر العدل في بيروت، الاثنين، للمطالبة بالتحرك بسرعة أكبر في التحقيق وتعيين بديل لرزق بشكل عاجل.
وقال كيان طليس، الذي فقد شقيقه في الانفجار، إنهم يريدون تحقيق العدالة ولا يرغبون في الانتظار لسنوات ليشهدوا ذلك.
ويقاطع حزب الله وحلفاؤه اجتماعات مجلس الوزراء منذ ثلاثة أشهر قائلين إنهم يريدون عزل بيطار. وقال التنظيم وحلفاؤه، السبت، بعد أيام قليلة من تقاعد رزق، إنهم سينهون مقاطعة الجلسات.
ووصف هيكو ويمين من مجموعة الأزمات الدولية الدعاوى القضائية التي تعرقل تقدم التحقيق بأنها "مسرحية قانونية"، قائلا إن عرقلة التحقيق ستلحق مزيدا من الضرر بثقة العامة في مؤسسات الدولة.
وأضاف: "من الواضح جدا أن القاضي البيطار لن يُسمح له باستدعاء أي شخص، ناهيك عن توجيه اتهامات لأحد، لقد نجح من لا يريدون أن يحرز هذا التحقيق أي تقدم في مسعاهم".