جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أنهى فندق فريد شيّدته السعودية في مقر مهرجان الإبل الأكبر من نوعه في العالم، عهد إقامة ”سفينة الصحراء" ذي المكانة الكبيرة في نفوس أبناء الجزيرة العربية، بخيام في العراء مع وجود بديل فارهٍ يوفر لإبلهم خدمات من فئة الخمسة نجوم.
ويحمل الفندق اسم ”تطمّن"، وهو عبارة عن غرف مسوّرة، ومكشوفة، ومتلاصقة، في مقر مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في منطقة ”الصياهد" الصحراوية بالقرب من الرياض، حيث تقام حاليًا النسخة السادسة وسط منافسة محتدمة على جوائز قيمتها 250 مليون ريال (أكثر من 66 مليون دولار).
ولجأ كثير من الملّاك لحجز إقامات طويلة لإبلهم التي اقتنوها بمبالغ باهظة تقدر بملايين الريالات لتعزيز فرصهم في الفوز بجوائز المهرجان، حيث تتوافر خدمات عديدة: التنظيف، والحلاقة، والتدفئة، والحليب الساخن، والطعام الوفير، والفحص الطبي، مقابل 400 ريال (نحو 1.6 دولار) لليلة الواحدة.
وكان ملّاك الإبل يلجأون في النسخ السابقة من المهرجان لنصب خيام قرب مقر المهرجان لتكون مقرًا لإبلهم، حيث يشرفون هم على إطعامها، والعناية بها طوال أيام المهرجان التي تمتد إلى نحو 45 يومًا.
لكن مع افتتاح فندق ”تطمّن"، الذي يعمل فيه نحو 50 عاملًا، فضّل عدد من الملّاك إقامة فارهة لإبلهم، ما حقق إيرادات مليونية للفندق قد تدفع القائمين عليه لتطوير التجربة في النسخ المقبلة من المهرجان وحتى خارجه.
ويقول القائمون على الفندق الذي يتبع نادي الإبل المنظم للمهرجان، إن طاقته الاستيعابية الحالية تبلغ 120 غرفة، وهو عدد محدود مقارنة بالعدد الكبير من الإبل المشاركة في المهرجان، لاسيما في مسابقات المنقيات (القطعان) التي تصل قرابة 100 رأس.
وأُقيم في السعودية منذ نحو عامين مستشفى خاص للإبل في منطقة القصيم، تبلغ طاقته الاستيعابية 4 آلاف مطية، ويضم عيادات الباطنة، والأمراض المزمنة والمعدية، وعيادات متخصصة بالجراحة، ووحدة للأشعة والمناظير، بجانب وحدة للملاحظة والعناية المركزة، إضافة إلى مركز مختص بأبحاث التلقيح الصناعي، وعلاج العقم، ومسببات الأمراض، وطرق الوقاية منها، وتحسين وحفظ السلالات.
والفندق والمستشفى هما جزء من جهود حكومية، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، في إطار اهتمام كبير بذلك الموروث، ما جذب مستثمرين جددًا له من داخل المملكة وخارجها، لتكبر صناعة الإبل بشكل لافت، وتبلغ أرقامًا تنافس ما هي عليه في عالم كرة القدم.
وتخطط السعودية حاليًا لإطلاق عُملة رقمية للإبل، حيث يقوم عدد من البنوك حاليًا بدراستها، وتحويل النقاط التي يحصل عليها ملاك الإبل في مهرجان الملك عبدالعزيز السنوي ذي الجوائز المالية الكبيرة إلى عملة رقمية.
وانطلق مهرجان الإبل، مطلع الشهر الماضي، ويتضمن أكثر من 70 شوطًا تمت جدولتها على مدار 43 يومًا متواصلة، حيث يتنافس الملّاك على الجوائز من خلال إبلهم التي تمتلك مواصفات جمالية تؤهلها للفوز في المسابقات المقسمة، وفقًا للون الإبل، وسنها، وما إذا كانت تشارك بشكل فردي أو في قطعان يُطلق عليها ”منقيات".
وشهدت نسخة هذا العام من المهرجان، صفقات بيع وإعارة بلغت أرقامًا غير مسبوقة، من بينها استئجار عدد من الإبل لمدة 48 ساعة من مالكها مقابل 20 مليون ريال (نحو 5.3 مليون دولار)، وبيع ”خزامة المناصير" وهي ناقة معروفة على نطاق واسع في عالم الإبل في المملكة، إلى المالك عمير القحطاني مقابل 15 مليون ريال (نحو 4 ملايين دولار).
وحظيت الإبل التي يملكها السعودي عمير القحطاني بعناية فائقة خلال مشاركتها في المهرجان بعد إقامتها، هذا العام، في أول فندق مخصص لرعاية الإبل وخدمتها في المملكة.
ففي مقابل أكثر من 100 دولار لليلة الواحدة، تمتعت الإبل بخدمات متنوعة، وقرر القحطاني إيداع 80 من حيوانات الإبل الخاصة به في هذا الفندق لمدة 16 يومًا، وقال إن ذلك كلفه مبلغًا تراوح بين 600 ألف و800 ألف ريال سعودي (160 -213 ألف دولار).
وأكد القحطاني، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 51 عامًا، أن التجربة ”كانت مريحة جدًا، فالإبل تظل تحت رعايتهم، وتخضع للفحص الطبي بانتظام".