جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حذّر الكاتب السياسي آلان فراشون من أنه في سياق صراع ميزان القوى القائم بين الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، تُواجه أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، احتمال نشوب 3 حروب خلال العام الحالي، بدءًا من اوكرانيا، مرورًا بإيران، ووصولًا إلى تايوان.
فرضية الغزو لا تبدو فورية، خاصّة أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لديه موعد سياسي مهم في خريف عام 2022 في المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعيوكتب فراشون، في صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الولايات المتحدة والصين وروسيا تُحافظ على فرضية الحرب في ميزان القوى بين الدول، في حين أن الاتحاد الأوروبي هو القوة الوحيدة القادرة على منع هذا الخيار.
أوكرانيا والخطوط الحمراء الروسية
يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرض إيقاعه في أوروبا، ورسالته بسيطة، هي أنه بعد ضمّ منطقة القرم وتنظيم انفصال منطقة دونباس الأوكرانية، هو مستعد للذهاب إلى كييف وإخضاع أوكرانيا بأكملها، وذلك بعد إظهار القوة العسكرية الجديدة لبلاده في إطلاق صواريخ من أحدث طراز، والتدمير في الفضاء، والمناورات الضخمة على حدود أوكرانيا.
وعرض الروس طموحهم علانية في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما قال بوتين إنه يريد "بنية أمنية جديدة في أوروبا"، والعودة قدر الإمكان إلى منطقة النفوذ الروسي التي كانت موجودة خلال أيام الاتحاد السوفياتي، وإغلاق أبواب حلف الناتو أمام انضمام أي عضو جديد، وذلك لتهيئة مفاوضات ثنائية بين أمريكا وروسيا تبدأ في التاسع والعاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي في جنيف.
واعتبر فراشون أن كلمة "التفاوض" كبيرة في هذا السياق، لأن الكرملين رسم مسبقًا وبشكل علني "خطوطه الحمراء"، ليجعل تقديم التنازل صعبًا من جانبه، إلا أن البيت الأبيض ردّ بأن العديد من المطامح الروسية غير مقبولة.
وفي هذا الإطار، قال: "لا يهمّ ما إذا كان الروس على صواب أو خطأ بشأن جدية المظالم التي يعادون من أجلها الغرب، وما إذا كانوا مقتنعين بها أم لا، لأن روسيا وضعت نفسها في موقف يُلزمها بالتصرف إذا لم تكن راضية عن حال "خطوطها الحمراء"، وهذا هو الأمر المهم الذي يجعلنا أقرب إلى الحرب".
إيران وعودة الحرب
وبينما استؤنفت المحادثات بين إيران والولايات المتحدة والوسطاء الأوربيين حول البرنامج النووي الإيراني، من أجل ضمان عدم حصول طهران على أسلحة نووية، إلا أن التقدّم الذي أُحزر ضئيل لا يتعدّى عودة مفتشي الأمم المتحدة إلى موقع تخصيب اليورانيوم الرئيسي، ولذلك تبدو مساحة التسوية محدودة للغاية"، وفقًا لفرانشون.
وبما أن الإيرانيين لم ينسوا انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018 من جانب واحد من الاتفاق، وإخضاع بلدهم لعقوبات اقتصادية قاسية، فهم يضعون الآن شرطين مسبقين: تعهّد أمريكي بعدم التراجع عما سيتمّ التفاوض عليه، والمطالبة برفع عدد من العقوبات قبل اختتام المحادثات.
ومن الإشكالات القائمة، أن الإيرانيين حطّموا الحدود الموضوعة لهم في اتفاقية تخصيب اليورانيوم لعام 2015، إذ رفعوا التخصيب إلى معدل 60% بدلًا من 3.7%. كما أن الانتقال من نسبة 60% إلى 90% الضرورية للاستغلال العسكري، لن يستغرق سوى شهر واحد.
وقال الكاتب: "هذا الشهر القصير هو الذي يعزز الرغبة الإسرائيلية أو الإسرائيلية-الأمريكية بتوجيه ضربة دقيقة إلى قلب المشروع النووي الإيراني".
وأضاف: "تعتقد إيران أن لديها ترسانة رادعة؛ وبالتالي، فإن مثل هذه الضربة لن تمرّ دون رد، وربما يطلق حزب الله اللبناني بأوامر من طهران وابلًا من الصواريخ من لبنان أو سوريا على البلدات الإسرائيلية، ليعود الشرق الأوسط إلى الحرب مرة أخرى".
تايوان وغموض بايدن
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قدّم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تشخيصه للمناورات العسكرية الصينية المتكرّرة ضد تايوان، في تصريحات تبدو "بروفة" ما قبل الغزو، علمًا أن الولايات المتحدة التي تعترف بوحدة الصين، تعهّدت عام 1979 بتزويد الجزيرة التي تحكم نفسها منذ عام 1949 بشكل مستقل، بوسائل الدفاع عن نفسها.
وقال الكاتب: "مع أن هذا لا يُجبر الولايات المتحدة على التدخّل عسكريًا، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن يفضّل الغموض، حتى تبقى بكين تتساءل عن طبيعة رد واشنطن على هجوم قد تقوم به على تايوان".
ورأى الكاتب أن "فرضية الغزو لا تبدو فورية، خاصّة أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لديه موعد سياسي مهم في خريف عام 2022 في المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الذي يجب أن يجدّد ولايته رئيسًا للصين، وربما للأبد".