النسخة الكاملة

من أقسى وأدمى حوادث الطلاق.. تعرف على ليندا كولكينا العروس التي قتلتها طليقة زوجها

الخميس-2022-01-07 12:19 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كانت ليندا كولكينا أماً وربَّة منزل طموحة، ووقعت في حب المحامي دان برودِريك في أثناء عملها سكرتيرة بمكتبه في سان دييغو عام 1983.

لكن دان كان رجلاً متزوجاً، وأدى طلاقه من زوجته الأولى ثم زواجه بليندا إلى مقتلهما في 5 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1989، حين أطلقت زوجته السابقة بيتي برودريك النار عليهما في فراشهما.

ورغم أن أحداث هذه الجريمة كانت موضوع الموسم الثاني من مسلسل نتفليكس Dirty John، فقصة الضحية ليندا كولكينا تستحق نظرة أخرى عن قرب، خصوصاً أنها أثرت في حياة الآخرين ومنهم أولاد دان.

علاقة السكرتيرة ليندا كولكينا بدان برودريك
وُلدت ليندا كولكينا في 26 يونيو/حزيران عام 1961، بمدينة سولت ليك في ولاية يوتا، وهي أصغر أخواتها الأربع؛ نشأت جميعهن على المذهب الكاثوليكي بين أبوين دنماركيين هاجرا في خمسينيات القرن الماضي.

كانت ليندا في الحادية عشرة من عمرها حين توفيت والدتها إثر إصابتها بالسرطان، وتزوج والدها مرة ثانية بعد وفاتها بفترة قصيرة. وتذكر ماغي سيتس، شقيقة ليندا الكبرى، حرصهن على تلاوة الدعاء قبل تناول الطعام وتربيتهن ليصبحن ربات بيوت، ومن ثم لا يحتجن أكثر من المرحلة الثانوية.

تقول ماغي: "كان طموحنا أن نكبر وننجب أطفالاً. أما العمل من أجل وظيفة ومسيرة مهنية فلم يكن الثقافة التي نشأنا عليها، لأن الرجل سيكون دوماً هو المعيل"، حسب موقع All That's Interesting الأمريكي.

وعام 1981، عملت ليندا مضيفة في شركة دلتا إيرلاينز، ولكن قيل إنها طُردت في العام التالي؛ لإتيانها بـ"سلوك لا يليق بموظف في دلتا"، حيث قيل إنها وأربعة من أصدقائها كانوا في رحلة تزلج في غير وقت العمل وشوهدت وهي تقبّل أحد الركاب وتتسلل معه إلى الحمام.

وبعد أن عملِت ليندا لفترة وجيزة لدى محامٍ في أتلانتا، لحِقت بحبيبها إلى سان دييغو بولاية كاليفورنيا. وهناك التقت الفتاة، البالغة من العمر 21 عاماً، دان برودريك في أثناء عملها بمكتبه. وكان مع زوجته بيتي منذ منتصف الخمسينيات حينذاك.

كانت بيتي تدين بالمذهب الكاثوليكي، ودعمت زوجها خلال فترة دراسته بكلية القانون والطب، وفي هذه المرحلة، لم يكن ينقص عائلة برودريك أي شيء. فكان دان بروديريك يجني أكثر من مليون دولار سنوياً، ولديه ثلاثة أطفال، وعضوية في نادٍ خاص، ومنزل فخم بحي لا هويا، وشقة في جبل جليدي، وقارب، وسيارة كورفيت.

لكن العلاقة بين دان وزوجته بدأت تسوء حين سمعته يحدّث صديقه عن مدى "جمال" سكرتيرته الجديدة ليندا، في إحدى الحفلات. وازدادت سوءاً حين عيّن برودريك، ليندا مساعدة قانونية له بعد بضعة أسابيع، رغم أنها لا تستطيع استخدام الآلة الكاتبة.

وكان الاثنان يقضيان أوقاتاً طويلة برفقة بعضهما، لكن برودريك أنكر وجود علاقة بينهما أمام زوجته. وفي الأثناء، لاحظ زملاء ليندا وحتى بيتي نفسها كيف أن ليندا تبدو نسخة أصغر سناً من بيتي. وأشعلت بيتي النيران في ملابس زوجها ورمته بجهاز ستيريو؛ انتقاماً من هذه العلاقة.

وخيّرت بيتي زوجها بين أن "يتخلص منها" بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول أو أن "يخرج" من حياتها. واختار برودريك، ليندا.

عندما غضب بيتي برودريك
رغم بدء إجراءات الانفصال بين بيتي وبرودريك، لم تجد ليندا نفسها في وضع رومانسي مع دان. فحين انتقلا للعيش معاً عام 1984، اقتحمت بيتي منزلهما ورشت غرفة نومهما بالطلاء.

واستمر العنف بين الزوجين برودريك، وليندا عالقة في المنتصف. فقدَّم دان طلب عدم تعرُّض وردَّت بيتي برسائل غاضبة تركتها على جهاز الرد الآلي الخاص به. وزعمت بيتي في وقت لاحق، أن ليندا نفسها لم تكن دون أخطاء.

فبعد أن تلقَّت بيتي رسالة مجهولة تحوي صورة لدان وليندا مصحوبة بعبارة: "موتي بغيظك أيتها الحقيرة"، قالت بيتي إن ليندا هي مُرسلتها. وهي تظن أيضاً أن ليندا أرسلت إليها بالبريد إعلانات كريم للتخلص من التجاعيد ومنتجات لإنقاص الوزن.

عندما وُضعت اللمسات الأخيرة على إجراءات طلاق الزوجين برودِريك في عام 1986، حصل دان على حضانة الأطفال والمنزل، وطُلب منه إعطاء بيتي مبلغاً من المال. ورغبةً منها في الانتقام، صدمت بيتي سيارتها بالباب الأمامي لمنزل دان وليندا. وكانت تحمل سكيناً وظلت في مركز رعاية نفسية لمدة 72 ساعة.

ومع ذلك، كانت ليندا في قمة سعادتها عندما تقدَّم دان بطلبٍ للزواج بها في عام 1988. وعلمت آنذاك أن زفافها الذي تحلم به كان يواجه خطر التحول إلى كابوس، لذا توسلت إلى زوجها دان كي يرتدي واقياً من الرصاص خلال حفل الزفاف.

رفض دان طلبها لكنه انتدب حراس أمن لتأمين الزفاف الذي عقداه بمنزلهما الكبير في أبريل/نيسان عام 1989. سارت مراسم الزفاف بكل سلاسة، مثلما هو الحال مع شهر العسل الذي تلا الزفاف وقضياه في جزر الكاريبي. غير أن الزوجين كانا في عداد الموتى بعد 6 أشهر من ذلك اليوم.

اغتيال ليندا كولكينا
في الخامسة والنصف من صباح الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1989، استخدمت بيتي برودِريك مفتاحاً سرقته من إحدى بناتها؛ كي تدخل منزل دان وليندا برودِريك. جلبت بيتي معها مسدساً عيار 38 ابتاعته قبل 8 أشهر، وتسللت عبر الدرج لتصعد إلى غرفة الزوجين. استيقظت ليندا برودِريك وهي تصرخ.

أطلقت بيتي 5 رصاصات، أصابت رصاصة صدر ليندا ورصاصة أخرى رأسها، مما أودى بحياتها. فيما تلقى دان رصاصة واحدة في الرئة، وقبل أن يموت قال: "حسناً، لقد أطلقت الرصاص عليّ. أنا ميت".

حطمت بيتي الهاتف المثبَّت على الجدار وفرّت، وسلمت نفسها بعد ساعات لشرطة ضاحية لاهويا، حسب موقع Fox News.


بدأت محاكمة بيتي برودِريك في خريف عام 1990، وقالت بيتي إنها أرادت أن تقتل نفسها وتجبر الزوجين الجديدين على مشاهدتها، لكنها ارتعبت وأطلقت الرصاص بدلاً من ذلك عليهما عندما صرخت ليندا.

ومع ذلك، قدمت النيابة العامة دليلاً على نية القتل لديها عن طريق تشغيل رسائل تركتها للزوجين على جهاز الرد الآلي.

أدينت بيتي برودِريك وصدر في حقها حكمان، أحدهما بالسجن 15 عاماً والآخر بالسجن مدى الحياة. فيما أقيمت جنازة دان وليندا بعد 5 أيام من وفاتهما في كاتدرائية القديس جوزيف، وحضرها أكثر من 600 شخص من المعزين.

وغُطي نعش ليندا بزهور بيضاء، فيما غُطي نعش دان بزهور حمراء. وكُتب على قبر ليندا بيت شعر لوليام بليك يقول: "هي التي تُقبِّل السرور بينما يطير، تعيش في أحضان الخلود".

مصير بيتي برودريك
حالياً ما زالت بيتي في سجن بولاية كاليفورنيا، على أن تخضع لإطلاق سراح مشروط في عام 2032.

ألهمت قصتها عدة أعمال فنية في مسلسل Law and Order الذي يتناول قصص الجرائم بقالب تشويقي.

خلال مقابلة مع مجلة سان دييغو ريدر في عام 1998، رسمت بيتي صورة لحياتها خلف القضبان. كانت، في ذلك الوقت، تشارك في 12 مجموعة متطوعين لتعلُّم لغة بريل لفاقدي البصر وغيرها من النشاطات.

عمِلت عدة سنوات بوابَّة سجنٍ، وقالت خلال المقابلة: "مرحباً، أنا ملكة الأعمال المنزلية. هذا ما فعلته في الحياة".

وأضافت بيتي أنها كانت تنام 4 ساعات، قائلةً: "لديَّ الكثير من الطاقة للحياة في السجن!"، حسب ما نشره موقع Oprah Daily.

وفي الليل، عندما كان بقية النزلاء نائمين، قالت بيتي إنها شاهدت أفلاماً عن الطبيعة على جهاز التلفزيون الخاص بها مع سماعات الرأس. "عادةً ما أتمكن من قضاء وقت ممتع… وهو ما كان يثير غضب السجينات الأخريات"، على حد تعبيرها.

في مذكراتها التي نشرتها عام 2015، قدمت بيتي تحديثاً عن حياتها في السجن. وكتبت: "مازلت أماً ومُعلمة هنا، تماماً كما كنت في الخارج"، مشيرة إلى أنها واصلت المساعدة في العمل القانوني ودروس GED التي تحضر طلاب الثانوية العامة لامتحانات الجامعات.

ودوَّنت في كتباها أنها لا تشرب الكحول أو تدخن أو تتعاطى المخدرات، و"يعاملها الموظفون والسجناء على حد سواء، معاملة حسنة".