النسخة الكاملة

داوود عبد السيد: تعاملت مع "العفاريت الزرق" في أعمالي

الخميس-2022-01-06 09:25 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - جاء خبر اعتزال المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد كالصاعقة على كل من أحبوا السينما، وعرفوا قيمة صاحب "الكيت كات، وأرض الخوف، والصعاليك، ومواطن ومخبر وحرامي، ورسائل بحر" وغيرها من الأعمال السينمائية الخالدة، والتي تشكل أيقونات نادرة في تاريخ الفن العربي.
قرار عبد السيد بالاعتزال كان نتيجة الكثير من الإحباطات التي تمر بها السينما المصرية والعربية، وتعرض لها هو بشكل خاص، إذ لم تقف خلف كاميرات السينما منذ آخر أفلامه قدرات غير عادية عام 2014. ولأن البعد عن معشوقته أفقده الرغبة في الفن، قرر أن يغادره بإرادته معلناً سخطه على كل الخطايا التي تشهدها الحالة السينمائية ويمر بها الجمهور.

وفي حوار مع "اندبندنت عربية" تحدث داوود عبد السيد عن أسباب اعتزاله الفن وأوجه النقد التي يراها، كما فجر مفاجأة بأنه قد يعود في حالة معينة.

قرار غير مفاجئ

وقال عبد السيد في البداية، "قراري بالاعتزال ليس مفاجئاً، فأنا بالفعل بعيد عن الشاشات منذ سنوات ولا يوجد عمل قدمته منذ آخر أعمالي، لذلك كان قرار اعتزالي مجرد تحصيل حاصل لواقع أعيشه منذ 8 سنوات تقريباً، ولم يحاول أحد الحديث عن هذا الغياب، فما الغريب في فكرة الاعتزال؟ وتابع، "أنا لم أتعمد الإعلان عن الاعتزال بل جاء في سياق الحديث التلفزيوني، خصوصاً أنني لا أحب الظهور كثيراً ولا أحب الإدلاء بآراء تخص غيري، أحب فقط الحديث عن عملي".

غياب غير متعمد

وعن غيابه قال، "هو شيء غير متعمد مني بالتأكيد، فأنا عاشق للسينما لكني أيضاً مؤمن بفكرة تعاقب الأجيال وأن لكل وقت رجاله"، وهنا قاطعناه بالقول، "لكن قد يعتقد صناع السينما أنك متعال على العمل وترفض المشاركة في الحالة السينمائية متعمداً بأي دوافع، فكيف يعرفون أنك تريد العمل؟".

فأجاب، "ليس من المفروض أن أعلن أني أحب العمل، فهذا مفهوم، ويجب أن يعرف الجميع ذلك من دون أن أقوله، وسأتفق معك أن الناس قد تعتقد أني أبتعد بغرور لكن هذه ليست الحقيقة أبداً، ولكن يبدو أن الجمهور يريد نوعية أخرى من السينما وأنا لا أجيدها لذلك هناك حالة استبعاد لي".

 رغبة الجمهور

وكان السؤال الذي فرض نفسه، لكن الجمهور دائماً يريد الفن الجيد وأنت قدمت أعمالاً ذات صبغة خاصة، مثل "أرض الخوف" و"الكيت كات" و"مواطن ومخبر وحرامي"، وأحبها الجمهور واستقبلها بكل نجاح، فكيف تتهم الجمهور بتغيير ذوقه؟ كما أنك قدمت هذه الأعمال وسط ذروة أفلام ترفيهية جماهيرية مثل "كابوريا" و"إستاكوزا" وغيرها، كما أن أفلامك وعلى الرغم من خصوصيتها مفهومة وليست مثل الأعمال التي يخرج منها الجمهور متجهماً لا يعرف كيف دارت أحداثها.

وهنا تراجع عبد السيد قائلاً، "بالفعل قد أكون مخطئاً أو متجنياً بعض الشيء في الحكم على الجمهور، فما تقولينه صحيح، إذ لم يخذلني الجمهور أبداً ونجت أعمالي من مذابح كثيرة بفضل الدعم الجماهيري، ولذلك قد أعود للعمل في حالة معينة وهي أن أجد ما يناسبني وأقدمه للجمهور ويقبل عليه بحب، فأنا لا أستطيع أن أقدم عملاً لا يراه الناس وتكون القاعات خاوية، ولذلك أؤكد أنه لو اختلفت الظروف قد يختلف قراري".

منصات إلكترونية

وسألناه عن وضع الإنتاج وهل يمانع في العمل لمنصة إلكترونية لمواكبة العصر وتوفير الدعم المادي؟ فأجاب، "طبعاً لا أمانع وأفهم جيداً أن العصر تغير، وهناك صيحة المنصات التي أنقذت السينما في فترة كورونا من الركود ودعمت الكثير من الإنتاجات المهمة المصرية والعالمية، ولذلك لا اعترض عليها فأنا عملت مع "العفاريت الزرق".

وأضاف عبد السيد، "لم أرغب في تكدير الجمهور بفكرة الاعتزال، لكن فعلاً سعدت جداً بالحب الذي رأيته وهذا منحني الكثير من الطاقة والسعادة، وأشكر الجميع على شعورهم تجاهي الذي يحملني مسؤولية كبيرة".

وتم تكريم داوود عبد السيد أكثر من مرة في مهرجانات مصرية مثل القاهرة والجونة، وعن فكرة التكريم قال، "أي شخص بحاجة للتقدير ولا أدعي قلة الاهتمام به، ولكن يسعدني أكثر أن أصادف شباباً وأناساً من طبقات مختلفة في الشارع يُبدون تقديرهم لفني وأفلامي، وهذا يسعدني بكل تأكيد لأنني أعلم أنني مخرج لديه نوع معين من الجمهور، وعندما أجدهم ما زالوا يتابعون أفرح لأقصى درجة لأنني أشعر بأنني أحظى بتقدير جمهوري دوماً".