النسخة الكاملة

ذكرى ثورة "الهية"حين رفضت الكرك الخضوع للأتراك

الخميس-2021-12-05 09:29 am
جفرا نيوز -


جفرا نيوز- في مثل هذا اليوم من عام ١٩١٠، انطلقت ثورة الكرك، أو ما يُعرف بالهيّة، بقيادة الشيخ قدر المجالي، ضد الإمبراطورية العثمانية. بعد اخماد العثمانيين ثورة الدروز في حوران عام ١٩٠٩، والتي انتهت بالتجنيد الإجباري لسكان المنطقة وفرض الضرائب الباهظة عليهم ونزع السلاح عنهم، أراد الحاكم العثماني في دمشق الفريق سامي باشا الفاروقي تطبيق نفس هذه السياسات في عجلون، والسلط، ومادبا، والكرك.

أرسل سامي باشا برقية إلى المتصرف العثماني في الكرك يطالبه بتنفيذ هذه السياسات، والتي لاقت رفضاً واسعاً من قبل أهالي الكرك، بسبب تخوفهم من التجنيد الإجباري الذي كان يرسل شباب المنطقة بعيداً ليشاركوا في حروب خاسرة لا تعنيهم، ومن تعرضهم لغزوات البدو في حال نزع السلاح عنهم، ومن عدم قدرتهم على تحمل أي ضرائب إضافية. بالإضافة إلى ذلك، كانت العلاقة مشحونة ما بين الدولة العثمانية وأهالي الكرك، بسبب رفض الوالي العثماني في سوريا الموافقة على تعيين قدر المجالي عضواً لمجلس إدارة الولاية عن لواء الكرك، على الرغم من فوزه بغالبية الأصوات. 

بدأت الثورة كانون الأول ١٩١٠، بعد أسبوعين من وصول لجان التعداد السكاني العثمانية المرافقة لقوة عسكرية، وانتشرت بسرعة إلى القرى والبلدات المجاورة كمعان والطفيلة وذيبان، وقام الثوار في الكرك باقتحام السراي العثماني، وحرق العديد من المنشآت الحكومية، ومحاصرة الجنود العثمانيين الذين احتموا في قلعة الكرك (الصورة). وصل سامي باشا شخصياً من دمشق إلى الكرك مع تعزيزات عسكرية من أجل إخماد الثورة، وقامت القوات العثمانية باستهداف الثوار، وتدمير بيوتهم، ورمي بعضهم من أعلى أسوار القلعة إلى الوادي السحيق لتتناثر أشلاؤهم.

قامت السلطات العثمانية بإعدام قيادات الثورة في دمشق والكرك، وأجبرت أهالي الكرك على دفع تعويضات على الأضرار، وسجنت المئات منهم حتى إطلاق سراحهم بعد صدور عفو عام في عام ١٩١٣، الذي تحقق بضغط من الصحافة والقوميين العرب في دمشق. أحدثت الثورة وقعاً كبيراً في بلاد الشام، مما أدى إلى تنامي الأصوات المناهضة للحكم العثماني والمنادية بالاستقلال العربي، والتي أنتهت لاحقاً بنشوب الثورة العربية الكبرى عام ١٩١٦.