النسخة الكاملة

الكشف عن لوحة فسيفساء بعد إعادة ترميها في أريحا

الخميس-2021-11-23 09:58 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لأكثر من تسعين سنة بقيت واحدة من أكبر لوحات الفسيفساء في العالم مغطاة بالرمال قبل أن ترى النور بعد إعادة ترميمها وسقفها للتحول إلى أبرز المعالم السياحية في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية.

واللوحة التي اكتشفها عالم آثار فلسطيني خلال الانتداب البريطاني لفلسطين عام 1930 تعود لأرضية حمام قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك الذي بناه في القرن الثامن الميلادي، وعلى مساحة 827 متراً مربعاً متصلة تتربع اللوحة؛ مُشكّلة من 38 سجادة فسيفساء، واستخدم في رسمها 36 مليون حجر بـ21 لوناً من الحجارة؛ أخذت من مختلف مدن فلسطين، وصيغت اللوحة باحتراف وجمالية عالية، ويبدو فيها أسد يهاجم غزالاً كرمز الحرب، وغزالان على جانبيها تعبيراً عن السلام.

ومنذ خمس سنوات بدأت وزارة السياحة الفلسطينية بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي مشروعاً لترميم اللوحة، وسقفها بتكلفة 12 مليون دولار، وهدف المشروع إلى إنشاء مظلة للحفاظ على الحمام الأثري، إضافة إلى عرض لوحة الفسيفساء بشكل واضح وآمن.

واحتفظ باللوحة التي كانت تشكل أرضية حمام لقصر هشام بن عبد الملك تحت الرمال كي لا تتأثر بعوامل الطقس؛ لكن كشف عنها مرتين خلال عامي 2010 و2016.

ويقول مدير وزارة السياحة الفلسطينية في أريحا، إن "السياحة زادت بنسبة 900 في المئة خلال افتتاحها شهراً واحداً عام 2016" ، متوقعاً أن يُشكّل افتتاح الفسيفساء "قفزة نوعية في عدد السياح والزوار إلى المدينة".

وقالت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، رُلى معايعة، "إن الكشف عن الفسيفساء في قصر هشام بن عبد الملك يعتبر أحد المشاريع المميزة والكبرى في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وتنميته"، مضيفة "أنه من المشاريع الريادية على مستوى العالم في أساليب عمل التغطيات لحماية أرضيات الفسيفساء والمواقع الأثرية".

وبُنيّ القصر الذي بدأ بإقامته الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك واستكلمه الوليد الثاني ابن يزيد كاستراحة شتوية للخلفاء الأمويين بسبب الطقس الدافئ في أريحا خلال فصل الشتاء لانخفاضها عن سطح البحر بـ260 متراً يجعلها من أكثر البلاد انخفاضاً في العالم.

وشيّد القصر من طابقين؛ الأول غرف خدمات وحراسة، والثاني كان يعيش فيه الخليفة، ويحتوي على منطقة النافورة، ومسجدين، وقاعة الاستقبال والحمام الكبير. وأدى زلزال ضرب فلسطين عام 749م إلى تدمير أجزاء كبيرة من القصر، بينها سقف الحمام (الذي توجد به لوحة الفسيفساء). وأدرجت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة القصر، على قائمة التراث الخاصة بها، ويُعتبر أحد المعالم السياحية في فلسطين.