النسخة الكاملة

فحص ما قبل الزواج.. إجراء روتيني أم يجب أن يؤخذ على محمل الجد؟

الخميس-2021-11-23 09:10 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لا شك ان فحص الثلاسيميا الذي تقوم به وزارة الصحة للمقبلين على الزواج يعتبر ضروريا لتجنب خطر إنجاب أطفال مصابين بالمرض ما يقلل فرصة ان يعيش الوالدان وأطفالهما تجربة صعبة مدى الحياة.

وعلى الرغم من أهمية هذا الفحص، إلا ان كثيرا من الذين يجرونه ويثبت احتمالية ان يكون أطفالهم بالمستقبل مصابين بالثلاسيميا يصرون على الزواج وفق أطباء متخصصين تحدثوا، متجاهلين المشاكل والمضاعفات وطبيعة الحياة المعقدة التي سيعيشونها، ما يجعلنا نتساءل هل فحص الثلاسيميا اجراء روتيني ام ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد؟!.

ويبلغ عدد مرضى الثلاسيميا في المملكة حسب احصائيات 1500 حالة مرضية، منها 1000 حالة لأردنيين و 500 لغير أردنيين، وهو مرض وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء، ويعتبر من أمراض الدم ويصبح الجسم غير قادر على إنتاج الهيموجلوبين بشكل طبيعي بحيث يستطيع القيام بوظيفته بالشكل الطبيعي كنقل الأوكسجين والمواد الغذائية إلى الخلايا، والتخلص من الفضلات وثاني أكسيد الكربون، ما يؤثر سلباً على وظائف الأعضاء الأخرى.

وكان وزير الصحة فراس الهواري أكد سابقا ان الوزارة اتخذت إجراءات للحيلولة دون تزايد أعداد حاملي هذه الأمراض، من خلال إقرار قانون إلزامية فحص ما قبل الزواج لحاملي السمة الوراثية «للثلاسيميا» والصادر عام 2004، مؤكدا أن هذا القرار أدى إلى انخفاض عدد الإصابات في المواليد الجدد من 90 حالة إلى 20 حالة سنويا، داعيا التقليل من ظاهرة زواج الأقارب، لأن مرض الثلاسيميا كسائر الأمراض الوراثية، يزداد في حالة التزاوج بين الأقارب.

مدير مستشفى الأميرة رحمة التعليمي الدكتور زيدون الشرمان قال لـ $: ان هناك 391 مريضا بالثلاسيميا يراجعون المستشفى، حيث يحتاجون الى نقل دم مستمر مرة كل أسبوع او شهر حسب الحالة، من ضمنهم 25 طفلا يراجعون المستشفى من كافة محافظات الشمال كجرش وعجلون والمفرق.

وأشار الى ان المرضى يتلقون العلاج اللازم في وحدة الثلاسيميا بالمستشفى، وهم من كافة الأعمار، مبينا ان فحوصات تجرى للمقبلين على الزواج للتأكد من ان أطفالهم معرضون للإصابة بهذا المرض مستقبلا، ما يتيح تجنب انجاب أطفال يحملون مشاكل كثيرة وصعبة، مؤكدا ضرورة ان يأخذوا هذه الفحوصات على محمل الجد.

أما رئيسة شعبة الثلاسيميا في إقليم الشمال الدكتورة مها عبيدات، فأكدت انه على الرغم من اجراء الأشخاص لفحص الثلاسيميا قبل الزواج، إلا ان بعضهم يثبت احتمالية ان يكون لديهم اطفال مصابون بالمرض، ومع ذلك يصرون على الزواج، وينجبونهم ما يسبب لهم مضاعفات ومشاكل معقدة، متسائلة عن ذنب الطفل في هذه الحالة واستخفاف البعض بذلك؟!.

وأضافت: ان مشكلة الثلاسيما تكمن في فقر الدم، فالمصابون يحتاجون لنقل الدم كل أسبوعين الى 5 أسابيع مدى الحياة، بالإضافة الى تأثير فقر الدم على إحداث مشاكل منها تضخم الكبد وتمدد نخاع العظم، كما ان شكل المريض يصبح مختلفا وغريبا.

أما علاج الثلاسيما فإنه وفق عبيدات يعتمد على الحالة نفسها وطبيعة الحياة للشخص، ولا يوجد علاج شاف له إلا بزراعة نخاع العظم، وهو متوفر في بعض المستشفيات، وتكلفته حوالي 100 الف دينار، وتقوم بدفع العلاج وزارة الصحة عبر اعفاء للمرضى وتحويلهم لإجراء العملية في مستشفيات متخصصة لذلك.

وبينت ان مشكلة زراعة نخاع العظم تكمن في ان المريض يتعرض لتجربة صعبة جدا، حيث يحتاج لمركز تأهيل لمدة 6 أشهر، وتحمل مخاطر عديدة بسبب وصول مناعتهم للصفر في تلك المرحلة، وحالات الفشل فيها اكثر من النجاح، إذ ان ثلث العمليات تنجح، والثلثين تفشلان، بسبب عدم تطابق كامل الخلايا ورفض الجسم لعملية الزراعة.

الرأي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير