النسخة الكاملة

من هو الحاخام الإسرائيلي إريك أشرمان المدافع عن حقوق الفلسطينيين؟

الخميس-2021-11-20 12:36 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لا يتردد الحاخام الإسرائيلي إريك أشرمان في الدفاع عن المزارعين الفلسطينيين والتصدي للمستوطنين الإسرائيليين الذين يهاجمونهم، حتى أنه تعرض للتعنيف مرارا وبدا أنه يفدي الفلسطينيين بروحه.

وروى تقرير نشرته مجلة ”جون أفريك" جوانب من نضالات الرجل، حيث يظهر في منشوراته على صفحته على ”فيسبوك" وهو يتصارع مع المستوطنين الإسرائيليين، ويدخل إلى الحقول الفلسطينية المحتلة ويتحصّن في منازل تُطرد منها عائلات عربية، ويوثق بالهاتف الذكي الذي لا يفارقه انتهاكات القوات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة أو الاعتصامات المسلحة في القدس، حتى اعتبره يهود متشددون في إسرائيل ”خائنا".

وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، دافع أشرمان عن المزارعين الفلسطينيين الذين أتوا لجني الزيتون وهاجمهم المستوطنون، فخرج مصابا بجروح في وجهه.

 ونقل تقرير ”جون أفريك" عن المفكر الإسرائيلي المناهض للصهيونية والذي يرأس ”مركز المعلومات البديلة" ميشيل وارشافسكي قوله إنه ”يتم حشد أقلية صغيرة من اليهود الذين يريدون إنهاء المستوطنات من خلال تطوع بضع مئات من المقاتلين لحماية الفلسطينيين بأجسادهم، ولكن لسوء الحظ فإن وزنهم اليوم أقل بكثير مما كان عليه في التسعينيات من القرن الماضي، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين على الساحة السياسية، وحتى الدبلوماسية الدولية".

 
ويلتزم أشرمان بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد حقّق أكبر انتصار له عندما أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2006 أن على القوات الإسرائيلية واجب ضمان وصول المزارعين الفلسطينيين إلى أراضيهم في الغرب، ومنذ ذلك الحين يحذر ويذكّر قوات الأمن الإسرائيلية باستمرار بالقانون، ولا يتردد في التدخل بين المستوطنين والمزارعين الفلسطينيين، وهو موقف محفوف بالمخاطر، كما ذكر التقرير.

واستحضر التقرير مواقف تعرض لها أشرمان في تصديه للمستوطنين الإسرائيليين، مشيرا إلى أنّه ”في أبريل/ نيسان 2021 أثار مقطع فيديو ضجة في وسائل الإعلام المحلية، حيث تعرّض الناشط، الذي جاء ليطلب من المستوطنين الذين يملكون قطيعًا أن يخرجوا القطيع من الحقل الفلسطيني، للضرب بهراوة من قبل مستوطن مقنع، والحادثة الأسوأ من ذلك تعرضه عام 2015 لاعتداء وحشي من مستوطن إسرائيلي حين عمد إلى طعنه".

وكتب أشرمان في صحيفة ”هآرتس" الإسرائيلية أنه ”لا ينبغي لنا أبدًا أن نضطهد الآخرين مثلما نفعل نحن الآن، نحن الآن نستخدم قوتنا لنزع ملكية الآخرين، ولكن تعلمنا أن اليد التي تضرب غير اليهودي ستضرب اليهودي أيضًا"، وفق قوله.


وإريك أشرمان، البالغ من العمر الآن 62 عامًا، هو أمريكي المولد، نشأ في ولاية بنسلفانيا ودرس في جامعة هارفارد، لكن كان لديه ميل للدراسات الدينية فسافر إلى إسرائيل عام 1981 مع منظمة غير حكومية تعمل على جمع اليهود والعرب معًا في إسرائيل، ثمّ عاد إلى الولايات المتحدة ليصبح حاخامًا، قبل العودة مجددا إلى إسرائيل في عام 1994، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.

ووفق التقرير، فقد انضم إليه ”حاخامات من أجل حقوق الإنسان"، وهي جمعية تأسست عام 1988 من قبل مجموعة من الحاخامات الذين دافعوا عن حقوق الإنسان، ولا يتوقف ”رجل الله في خدمة العدالة" عن الرجوع إلى الكتاب المقدس وبالتالي يرى في المستوطنين وأتباعهم ”أولئك الذين جعلوا إيماننا المشترك بقدسية أرض إسرائيل عبادة وثنية من خلال وضعها فوق كل القيم الأخرى"، بحسب تعبيره.

   
وأشار التقرير إلى أنّ الحاخام المدافع عن الفلسطينيين تحمل مضايقات الشرطة والاعتداءات المتكررة، حيث تم القبض عليه مرات عدة، وأدين بالعصيان المدني في عام 2005 بعد تصديه لجرافة كانت ستدمر منازل الفلسطينيين، وتم اتهامه مرة أخرى في عام 2008 بـ ”تحريض الفلسطينيين على معارضة الشرطة".

وخلال 21 عامًا نجح أشرمان في تحويل المنظمة غير الحكومية الصغيرة (حاخامات من أجل حقوق الإنسان)، المكونة من موظفين بدوام جزئي وتعمل بميزانية تقل عن 30 ألف دولار، إلى هيكل يضم 40 موظفًا وميزانية تبلغ 1.5 مليون دولار، وقام أيضًا بتوسيع أنشطة الجمعيات لتشمل الدفاع عن القرى البدوية في إسرائيل التي يتم تدميرها بانتظام، وكذلك للدفاع عن طالبي اللجوء، وعلى رأسهم الأفارقة، كما يواصل منذ تأسيسه جمعية ”توراة العدل" في عام 2017 المعارك نفسها، بالهاتف الذكي في يده ودون خوف من الضربات.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير