النسخة الكاملة

أحمد جعيدي.. حارس مميز“معجون” بماء الموهبة

الخميس-2021-11-18 10:23 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مصطفى بالو 

طعم الإنجاز له مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، من خلال تجاوز المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، ليخرج الأبطال من رحم المعاناة إلى عالم النجومية، سعيا وراء تحقيق الأحلام الوردية.

زاوية "من الصفر” تقف في جديد محطاتها، عند موهبة كروية، لمعت بسرعة البرق بين خشبات المرمى الثلاث، وصقلت موهبته بماء "الجرأة والهدوء”، إنه حارس مرمى شباب الأردن ومنتخب تحت 23 سنة أحمد جعيدي، الذي يمضي بثبات على طريق النجومية بين حراس المرمى المحليين رغم صغر نفسه، حيث استوقفته "الغد” مع انتهاء دوري المحترفين، وعلى هامش رحلة استجمامه في تركيا، في رحلة شيقة مغلفة بروحه العاشقة للتحديات.


الصدفة قادتني إلى حراسة المرمى

يبين جعيدي حارس المرمى الشاب صاحب الـ20 ربيعا، أن الصدفة قادته إلى حراسة المرمى وهو في العاشرة من عمره، وقال: "أدين دائما بالفضل بعد الله إلى مدرب حراس المرمى الحالي الكابتن عمر الكسواني، الذي اكتشف موهبتي في حراسة المرمى، خلال تدريباتي في مركز واعدي أمانة عمان لكرة القدم، التحقت بالمركز قاصدا اللعب في مركز الهجوم، لكن الكسواني طلب مني حراسة المرمى في أحد التدريبات، قبل أن يطالبني بالتخصص في حراسة المرمى، وقادني تباعا وفق مسؤوليته التدريبية إلى الفئات العمرية في شباب الأردن، ومعها بدأت حكايتي مع حراسة المرمى، حيث تدرجت في فرق الفئات العمرية (من 14 إلى 20 عاما)، وشاركت فريق تحت 20 سنة بالفوز بلقب فئته، وبعدها تم تكيلف الكسواني بمهمة تدريب حراس المرمى في الفريق الاول، واصطحبني إلى الفريق الأول قبل أن أبلغ السادسة عشرة من عمري”.


حراس "عمالقة” والطموح لا يتوقف

وعن وقوفه في تدريبات شباب الأردن إلى جانب حراس مرمى عمالقة، مثل عامر شفيع، لؤي العمايرة، يزيد أبو ليلى ورشيد رفيد ومبدعين آخرين، قال جعيدي: "أولا أشعر بالفخر مع شباب الأردن، النادي المعروف بطموحه الذي ينسحب على اللاعبين، ولعل اعتماده على نتائج فئاته العمرية، يؤكد النظرة المستقبلية العميقة لمجلس الإدارة برئاسة سليم خير، تضاف إلى ذلك، الحالة الأسرية في منظومة كرة القدم إداريا وفنيا ولاعبين، والعلاقة المتينة مع مدرب حراس المرمى عمر الكسواني، وتلك الأمور مجتمعة عززت من قيم التحدي والعزيمة والثقة بالنفس لدي”.

وتابع: "زادني قوة وجودي إلى جانب حراس مرمى كبار، أثروا على مسيرتي رغم صغر سني، وحفزوني دوما نحو الأفضل، وبصراحة طموحي لا يتوقف، وعندما أنتهي من مرحلة أنظر إلى الأخرى، والآن أوجه طموحاتي نحو نيل شرف تمثيل المنتخب الوطني الأول، وكذلك أحلم بالاحتراف الخارجي”.

وتابع:” أحترم جميع حراس المرمى المحليين، وأجد في حارس المرمى العملاق ومدرب حراس المرمى الحالي لـ”النشامى” عامر شفيع، قدوتي محليا، وعالميا يبهرني كاسياس وتير شتيغن، وهناك الكثير من المدربين الذين أثروا على تجربتي، المدرب عمر الكسواني الأكثر قدرة على فهمي وتطوير قدراتي، وهناك أيضا وليد ميخائيل ولؤي العمايرة وأسامة يوسف، ولعبت أول مباراة رسمية في صفوف فريق الكرة الأول لشباب الأردن في موسم كورونا 2020، والحمدلله أمضي بثبات على طريق احلامي، ومثلت الفريق في 21 مباراة في الموسم المنقضي حديثا، ووجدت دائما الدعم والتحفيز من المدير الفني للفريق وسيم البزور”.


اللقب القاري

ويرى النجم جعيدي أن تمثيل صفوف المنتخب الوطني الأول يحتل صدارة أولوياته في المرحلة المقبلة، في سلم طموحاته، ويقول:” الذود عن عرين المنتخبات الوطنية يشكل أهم طموحاتي، وسبق لي أن مثلت منتخب الشباب تحت قيادة المدربين أحمد عبدالقادر وبلال اللحام، وكذلك المنتخب الأولمبي تحت قيادة الكابتن احمد عبدالقادر، وحاليا في صفوف المنتخب الرديف تحت 23 عاما، تحت قيادة المدير الفني احمد هايل، وأوجه بوصلة احلامي إلى نيل شرف تمثيل منتخب النشامى الذي أتمنى له التوفيق في منافسات كأس العرب والوصول إلى نهائيات آسيا بالصين 2023″.

وعن مشاركته المنتخب الرديف بالظفر بلقب غرب آسيا مؤخرا في السعودية، قال حارس المرمى المتألق: "بصراحة تعجز كلماتي عن التعبير بشعور الانجاز للوطن، وقد من الله علينا بالتوفيق في البطولة القارية، التي توجت وزملائي في المنتخب الرديف بلقبها، وهي من أهم اللحظات في مسيرتي، وأرى ايضا أن المنتخب الرديف تأهل عن جدارة واستحقاق إلى النهائيات الآسيوية التي ستقام في اوزبكستان الصيف المقبل، الرديف في مكانه الطبيعي بين كبار آسيا، وأتمنى مواصلة الحضور والتميز للكرة الأردنية والوصول إلى أولمبياد باريس”.


كاريزما وأشياء أخرى

وعن سر تميزه بـ”كاريزما” حارس المرمى الواثق والهادئ، ومساهمته في بناء هجمات الفريق من الخلف، قال: "تلك الصفات موهبة منحني إياها الله، وزادت في ظل التزامي والمواظبة في تدريباتي، فضلا عن الفكر الحديث في تدريب حراسة المرمى وفق الجرعات التدريبية تحت قيادة مدربي الكسواني، ونعمل بطريقة علمية في تدريبات تراعي ايضا التوافق الجسدي والعصبي، والتركيز الذهني لحظة استقبال وتوزيع الكرات، والوضعيات التي تمنحني خيارات تمرير الكرة بشكل أكبر، وأهمها بروز الصدر والنظر إلى الأمام، ما يزيد خياراتي إلى 7، تفيد البناء الهجومي للفريق، فيما يمنحني وضع الوقوف الجانبي 4 خيارات وفيها إمكانية الخطأ، وهناك العديد من الأمور السيكولوجية والتدريبية وفق أساليب حديثة، تساهم في نضوجي بمركز حراسة المرمى بشكل كبير، كما ان هناك أشياء أخرى مثل دعم عائلتي، خصوصا والدتي وخالي بكر الذي أعجز عن التعبير عما قدمه لي من دعم، الأمر الذي يحفزني على تقديم مزيد من العطاء للكرة الأردنية في السنوات المقبلة”.