وأضاف، ان مئات الأطفال المصابين بالسرطان والذين يتلقون علاجهم في المركز أصيبوا بفيروس كورونا، إلا ان العدد الأكبر منهم لم تكن إصابتهم خطيرة، فمن المعروف ان الأطفال أقل عرضة للإصابة ومضاعفاته الخطيرة، لذلك كانت الوفيات قليلة ولم تتجاوز 5 وفيات منذ بداية الجائحة.
وبين سلطان، ان أعراض مرضى سرطان الأطفال الذين أصيبوا بكورونا كانت متعددة ومختلفة بين طفل واخر، لكن العديد منهم أصيبوا وتعافوا، كما ان اخرين وعددهم أقل ظهرت عليهم أعراض تتمثل في تخثر في الدم، وارتفاع غير مفسر في درجة الحرارة، وتغير في عدد كريات الدم، وهناك حالات استدعت لدخول المستشفى وتلقي علاجات معينة.
وعن أهمية تلقي الأطفال المصابين بالسرطان للقاح كورونا، شدد سلطان على ضرورة تلقيهم للقاحي كورونا والإنفلونزا، بعد استشارة الطبيب المختص وفي الوقت المناسب لذلك، حيث انها مهمة لضعيفي المناعة والمهددين بالإصابة بالتهاب خطير من الفيروسات.
وأكد ان عددا من مرضى سرطان الأطفال الذين تجاوزت اعمارهم 12 عاما تلقوا لقاح كورونا، وحالتهم تسير بشكل جيد، وتم قياس مناعتهم بعد تلقيهم وتبين انها عالية، مبينا ان الأعراض الجانبية للقاح أقل بشكل عام من خطورة الإصابة بالفيروس لهم، لافتا الى ان اللقاح لغاية الان غير متوفر بالمركز، ويجب ان يتوفر بشكل مجتمعي بالمستقبل ليصبح من منظومة العلاج في جميع المستشفيات.
واعتبر سلطان ان جائحة كورونا أثرت على الأطفال المصابين بالسرطان بشكل كبير وما زالوا يعيشون تحت تأثيرها، من حيث الوصول للمركز وانقطاع الدراسة وتغير نمط الحياة الاجتماعية، فكانت هناك صعوبات متعددة كاحتواء المرضى المصابين بكورونا خصوصا الذين يخضعون للعلاج الكيماوي، والاهتمام بنفسية الأطفال وحاجتهم لمزيد من الدعم خوفا من تعرضهم للعدوى.
ولفت الى ان طابع الجائحة حددت عدد الزيارات للمركز، ما ادى الى تأثر الأطفال وذويهم، كما حددت الأماكن المتاحة للزوار، وعيادات الأطفال، وغرف الانتظار، حتى غرف ألعاب الأطفال تم تجنب استخدامها لمنع الاختلاط، خوفا من انتقال عدوى الفيروس لأحد منهم، بالإضافة لتخصيص طابق مخصص لعلاج كورونا منفصل عن الطوابق الأخرى، مع طاقم مهيأ لاستقبال المصابين منهم، وغرفة عناية حثيثة مجهزة بشكل تام.
وفيما يتعلق بأكثر انواع سرطانات الأطفال انتشار بالمملكة، قال سلطان ان لوكيميا الدم هو الأكثر انتشارا، حيث يشكل 30% من انواع السرطانات الأخرى، يليها أورام الدماغ، ثم أورام الغدد اللمفاوية، ومعدلات الإصابة بسرطان الأطفال حوالي 400 طفل سنويا، 300 تحت عمر 15 عاما و 100 طفل من 15-18 عاما، ونسبة الإصابة بسرطان الأطفال بكافة انواعه تشكل من 6-7% من مجموع السرطانات بالمملكة. أما نسبة الشفاء من سرطان الأطفال لدينا، فهي وفق سلطان تصل الى 80%، إذ ان مركز الحسين للسرطان والمراكز الأخرى التي تعالج الأطفال كالخدمات الطبي? الملكية ومستشفى عبدالله المؤسس تتعامل مع أصعب الحالات، وهي على قدر كبير من المسؤولية والخبرة.
وبخصوص تغطية علاج الأطفال المصابين بالسرطان في المملكة، أشار الى انه يتم تغطية علاجهم من الديوان الملكي ووزارة الصحة، وبالتالي لا توجد اي مشاكل او تحديات في ذلك، لكن التحدي الأكبر هو في علاج غير الأردنيين المقيمين هنا، والذي يعتمد علاجهم بشكل مباشر على تبرعات من المجتمع.
ونبه سلطان الى ان المركز في عمل مستمر ومراجعة دائمة للنشاطات النفسية والاجتماعية المتعلقة بعلاج الأطفال من مرضى السرطان، فقد تم تحديث لغرف الألعاب، وهناك نية لإدخال اقسام جديدة للأطفال المصابين من اليافعين والمراهقين، إذ يحتاجون لعناية خاصة.
بدوره، قال الممرض في قسم أورام الأطفال بمركز الحسين للسرطان زياد شطناوي، ان عملية تدريب الكوادر التمريضية تخضع لتدريب عال وطويل وتستمر لعدة أشهر، قبل ان يكونوا مشرفين مباشرين على علاج الأطفال المصابين، فالتعامل معهم يعتبر تحديا كبيرا، فليس كافيا ان تكون ممرضا، انما يجب ان تملك العاطفة والإحساس بهم لتلمس حاجاتهم.
واعتبر ان جائحة كورونا فرضت تحديات كبيرة على الكوادر الطبية والتمريضية، من تقنين زيارات أهل المرضى ما اثر على نفسية الأطفال، وحالات العزل وغيرها، مشيرا الى ان الفريق المعالج يسعى لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولذويهم، وعلاج اي مشاكل قد تطرأ اثناء العلاج.
وطالب شطناوي أهالي الأطفال المصابين بالسرطان التعاون، وتطبيق التعليمات بحذافيرها عند مراجعة المستشفى والطوارئ، واستخدام الأغذية والأدوية بالوقت المناسب، وان تكون الزيارة قليلة جدا، حفاظا على صحة الأطفال وعدم تعرضهم لعدوى فيروس كورونا من اي احد.
وفي السياق ذاته، التقت، والدة احد الأطفال الذي يتعالج من مرض السرطان والقادم من ليبيا، حيث اعتبرت ان فترة العلاج صعبة جدا على الأهل والطفل، خصوصا في ظل تداعيات أزمة كورونا التي فرضتها على العالم اجمع.
وبينت انهم اختاروا الأردن تحديدا ومركز الحسين للسرطان لعلاج طفلهم، بسبب السمعة العالية التي يتمتع بها، فهو الأول بالشرق الأوسط بمعالجة الأورام، والثالث على مستوى العالم، ناهيك عن ان الخدمة المقدمة في العلاج والكوادر الطبية والتمريضية والتعامل مع المريض وذويه، هي من أعلى المستويات مقارنة بالدول الأخرى.
الرأي