النسخة الكاملة

أشياء غريبة اتُّهمت النساء بسببها بالشعوذة!

الخميس-2021-11-12 07:07 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يمتلئ التاريخ بقصص حقيقية وروايات وكتب تتحدث عن نساء اتُّهمن بالشعوذة والسحر وقتلن حرقاً أو إعداماً حتى دون إثبات التهمة أو التأكد من صحة الدلائل. فتهمة السحر كانت ترتبط بالولاء للشيطان ومحاربة الإله وكان لذلك عقوبة واحدة: الموت.
 
عادة ما كانت النساء المسنات أو غير المحبوبات أو الفقيرات يتهمن بالشعوذة لأسباب أقل ما يقال عنها غير منطقية ولا علاقة لها بالسحر أو بسبب ادعاءات من قِبل أشخاص يكرهونهن.
 
من القدرة على علاج طفل مريض إلى ارتداء الملابس البراقة والمبهرجة، تعرَّف معنا على أغرب الأسباب التي كانت تتهم النساء بسببها بالشعوذة لتقتل أو تعدم بوحشية.
 
إن كنت مريضاً، الزم المنزل.. قد تكون هذه نصيحة الأطباء لكنها قد تكون سبباً لاتهامك بالشعوذة والسحر إن كنت من سكان قرية سالم في عام 1692. فقد كان من المتوقع أن يحضر جميع سكان القرية الواقعة في ولاية ماساتشوستس الكنيسة عدة مرات في اليوم ولساعات طويلة.
 
لكن مرض سارة أوزبورن في سن التاسعة والأربعين لم يكن مبرراً لتغيبها عن الكنيسة وماضيها كان سبباً إضافياً لإدانتها بالشعوذة.
 
فبعد موت زوجها تسببت بفضيحة بزواجها من خادمها الأصغر سناً ثم المطالبة بممتلكات زوجها الراحل لنفسها.
 
وعندما زعمت الفتاتان، أبيجيل ويليامز وبيتي باريس، أنهما تعرضتا لعمل شعوذة واعتداء جسدي من قِبل أوزبورن، فإن ماضيها لم يساعدها، بالإضافة إلى السجلات المحلية التي أظهرت أنها لم تحضر الكنيسة بشكل منتظم لمدة ثلاث سنوات.
 
كانت أوزبورن في حالة صحية سيئة للغاية وطريحة الفراش في الوقت الذي بدأت فيه جلسات محاكمتها. ورغم أنها شرحت مرضها لقضاة التحقيق وأنه سبب منعها من القدوم للكنيسة، فإن القضاة لم يقتنعوا وأرسلوها إلى السجن في انتظار المحاكمة.
 
لم يكن سجن سالم مكاناً لامرأة مريضة، لذلك وبعد تسعة أسابيع ماتت أوزبورن هناك قبل أن تتم محاكمتها.
 
أن تظهر في كابوس أحدهم كساحرة
لا يستطيع أحدنا السيطرة على الأحلام والكوابيس التي يراها أو من يرى فيها، لكن في اسكتلندا كانت رؤية المرأة كساحرة في المنام كافية لإدانتها.
 
في عام 1661، كانت القابلة المسنة بياتريكس ليزلي في منطقة لوثيان في اسكتلندا ضحية هذه الكوابيس.
 
كانت ليزلي امرأة مسنة ومثيرة للجدل فقد كانت معروفة باستخدام الطقوس الشعبية والعلاجات التقليدية كجزء من عملها. وعندما تم الاشتباه بأنها قامت باستخدام السحر الأسود للتسبب في وفاة فتاتين صغيرتين قامتا بإغضابها، قام زوجان يعرفانها بالشهادة ضدها.
 
 
 
وقاموا بالادعاء بأنه بعد جدال لهم مع ليزلي، عانوا من كوابيس عنيفة هاجمتهم ليزلي فيها وأكلتهم.
 
كانت تصريحاتهم كافية للمحكمة للأمر بفحصها بواسطة شخص مهمته التعرف على السحرة والمشعوذين يسمى جون كيندكيد.
 
قام كيندكيد بوخز جسدها أولاً بحثاً عن علامة الشيطان ثم أجبرها على لمس جثث ضحاياها وادعى أن الجثث نزفت عندما لمستها ليزلي مما يدل على تواطُئِها مع الشيطان.
 
وبعد التعذيب والضغوطات اعترفت ليزلي بأنها قابلت الشيطان مرتين ووافقت على أن تكون خادمة له. وتم إعدامها بعد أيام، في سبتمبر/أيلول عام 1661.
 
أن تعالج طفلاً مريضاً وتنقذه
تعرف آنا غولدي بأنها آخر امرأة سويسرية يتم إعدامها بتهمة السحر في أوروبا بعد أن عاشت حياة مليئة بالبؤس.
 
نشأت غولدي فقيرة وحملت مرتين من قِبَل رجال لم يتزوجوها وفقدت أحد الأطفال في طفولته المبكرة. وكان يشتبه في أنها قتلت الطفل بنفسها وتعرضت بسبب ذلك للإذلال والإهانات الكثيرة.
 
في عام 1780، تولت غولدي منصب خادمة في منزل طبيب ثري يتمتع بمكانة اجتماعية عالية. لكن عندما بدأ أطفاله في العثور على دبابيس في طعامهم، اتهم جولدي بمحاولة إيذائهم وتم طردها.
 
لكن في غضون أسبوع، أصيبت ابنة الطبيب الصغيرة بمرض عنيف وادعى الطبيب أنها كانت تتقيأ دبابيس.
 
أعاد الطبيب غولدي إلى منزله عنوة متهماً إياها بأنها سحرت الطفلة وأجبرها أن تقوم بشفائها مثلما تسببت بمرضها، وقد أمرت بذلك تحت التهديد بالتعذيب.
 
ولسوء حظ غولدي، تحسنت صحة الطفلة تحت رعايتها، ولكن هذا أثبت للطبيب أنها هي التي مارست الشعوذة وتسببت بمرض الفتاة الصغيرة. 
 
تم القبض على غولدي وتعذيبها واعترفت في النهاية بأنها أبرمت ميثاقاً مع الشيطان لإيذاء الطفلة انتقاماً لسوء سلوك والدها.
 
تمت محاكمة غولدي وقطع رأسها في عام 1782، لكن بعد ذلك أشارت الشائعات إلى أن الطبيب وغولدي كانا عاشقين ولفق لها التهمة لمنعها من إفشاء السر وتدمير سمعته.
 
أن يصفها طفل بأنها ساحرة
 
 
لم تكن فتاتا قرية سالم، أبيجيل وبيتي، الأمثلة الوحيدة للاتهامات الناجحة من قِبَل الأطفال للنساء بالشعوذة. فغالباً ما كان الأطفال يتهمون البالغين الذين أغضبوهم بصفات وأفعال شنيعة غير مدركين للعواقب.
 
وقد عانت السويد، وهي دولة ذات تاريخ قصير نسبياً في محاكمات الساحرات، من حالة ذعر كبيرة في سبعينيات القرن السابع عشر، حيث تم إعدام مئات النساء بتهمة الشعوذة. وقد تم تنفيذ 71 من عمليات الإعدام هذه بسبب ادعاءات من قِبَل الأطفال.
 
بدأت عملية ملاحقة السحرة في السويد بين عامَي 1674 و1675 وأشرف عليها لورنتيوس هورنيوس، وهو كاهن متعطش للدماء أمر صبيانه بالبقاء خارج الكنيسة والتعرف على السحرة من بين المصلين، وأخبرهم أن السحرة لديهم علامة على جبينهم مرئية فقط لعيون الطفل. 
 
قام الأولاد، الذين خافوا من سمعة هورنيوس المرعبة، بما طلب منهم. وتم القبض على العديد من النساء على مدى الأشهر التالية كان قد تعرَّف عليهم الصبيان كمشعوذات.
 
قام هورنيوس باستخدام التهديد وأساليب التعذيب الجسدية لإجبار النساء على الاعتراف بالاتهامات وكانت المحاكمات جماعية وحتى جلسات الإعدام.
 
الملابس المبهرجة والبراقة والخلافات الزوجية
لم تكن بريدجيت بيشوب من بلدة سالم تتجادل مع جيرانها فحسب، بل كانت تتجادل في كثير من الأحيان علناً مع زوجها، وكان يعتبر ذلك أمراً غير مقبول في بلدتها.
 
كان توماس أوليفر هو الثاني من بين أزواج بيشوب الثلاثة وكان معروفاً بأنه يسيء معاملتها ويعنّفها. ولم تقتصر خلافاتهما على المنزل بل وصلت إلى الأماكن العامة في الطرقات والمحال.
 
وعلى الرغم من أن الجيران شهدوا على إساءة معاملة أوليفر لزوجته أمام أسقف الكنيسة، فقد تم التعامل مع الزوجين على أنهما مذنبان على قدم المساواة.
 
 
لكن عندما مرض توماس أوليفر في وقت لاحق وتوفي، ورثت بيشوب ممتلكاته بالكامل، تاركة أطفاله من قِبَل زوجته الأولى بدون أي شيء. وبسبب ذلك توجهت تهمة السحر الرسمية لبيشوب، لكن لم تتم إدانتها بعد التحقيق.
 
 تزوجت بيشوب للمرة الثالثة من إدوارد بيشوب. وعلى الرغم من براءتها من تهمة الشعوذة لكن سمعة بيشوب تضررت بها. وقد عانت على مر السنين من الكثير من التهم والانتقادات والتعديات بسبب نمط حياتها الغني وملابسها المبهرجة والملونة والبراقة والتي اعتبرها سكان منطقتها دليلاً على تعاملها مع الشيطان.
 
وبسبب تاريخ زواجها المتكرر وخلافاتها مع زوجها الثاني وإرثها له، كانت بيشوب المرشحة المثالية لمحاكمة السحر الأولى في سالم عام 1692 عندما تم اتهامها بالشعوذة والحكم عليها بالإعدام.
 
عربي بوست
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير