النسخة الكاملة

الاردنيون تحت الضغوط الحياتية.. فقدوا الثقة ببعضهم البعض وبالحكومات والاحزاب والنواب والاعلام والاسعار..ما القصة؟

الخميس-2021-10-31 09:54 am
جفرا نيوز -


جفرا نيوز -عصام مبيضين
 
ما الذي جرى مع الاردنيين هذه الايام، حيث بدات تظهر مخلفات الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة عليهم ،وعصفت موجات الشك وعدم اليقين، وانعدام الثقة من الجميع ضد الجميع .

ويبدو  ان امواج  تسونامي عصفت بالعلاقات الاجتماعية،   وزلزلت وخلخلت وهزت اركان البنيان  :  الاجتماعي الهش  وسط تعمق منخفض  فقدان الثقة، و دائرة النيران والخلافات تتسع  على ابسط الاسباب، بمختلف المناطق، وسط ضغوط اقتصادية ،ومعيشية طاحنة جدا، مع أنتشار  التوتر وسيطرة العصبية وعنف ومشاجرات..الخ .

 والاهم من كل ذلك هو تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية قبل أيام  أن الغالبية العظمى من الأردنيين لا يثقون في بعضهم البعض ، وهذا مؤشر خطير على استقرار المجتمع ،ونذير خطرٍ لبناء سياسات اندماج اجتماعي ونمو اقتصادي وإصلاح سياسي.
  
وتكشف التقارير بالارقام : فقدان  الثقة " بالحكومات ورجال الدين  ووسائل الاعلام ،والنقابات المهنية والعمالية والاحزاب ومجلس النواب وحتى باسعار  السلع والتنزيلات بنسب كبيرة..الخ
  
والاخطر ان الغالبية العظمى من الأردنيين ،لا تثق بالأغلبية  من الناس،  الأمر الذي يعني أن الأردنيين ،  لا يثقون في بعضهم بعض، وهذا مؤشر خطير على استقرارالمجتمع، ونذير خطرٍ لبناء سياسات اندماج اجتماعي، ونمو اقتصادي وإصلاح سياسي.
والخيوط  الباقية  من شىء اسمة  الثقة  التي تتارجح ، وهي أوهن من خيط  العنكبوت، هي وجود ثقة محدودة جدا ، في منظومة العلاقات الاجتماعية، والثقة الباقية هي بين العائلات والمعارف والاصدقاء نوعا ما .

واضاف التقارير ان انعدام الثقة المجتمعية، وصلت حتى لا سعار السلع والخدمات والتنزيلات  على هذه الأسعار، وهو مؤشر مهم لقياس الثقة المجتمعية.

فما الذي جرى ولماذ ظهرت مسلكيات فقدان الثقة على نطاق واسع وفق بيكار يتسع بمعادلة مع الزمن ،وشملت كل القطاعات وهذا امر خطير علما  ان الثقة هي لحمة المجتمع. 
 
ومن يختلط  ويعيش كمراقب في مجتمع  اردني  يشهد تغير  الانماط المجتمعية ،وخلع ثوبة القديم بانماط نيوليبرالية،  يجد ان البعض  يتربص في البعض، لا يثقون بعضهم ببعض ،ويجد ان كثير من الأردنيين   خرجوا من عباءة براءتهم، وفقدوا الثقة مع سيطرة النمط الاستهلاكي الجديد، وفتح الشهية للاستهلاك المفرط والإنفاق المتهور، وأصبح إنسان الطبقة الوسطى محاطاً من كل جانب، وفي كل وقت، بالضغوط الثقافية والسلوكية والاجتماعية، التي تدفعه دفعاً نحو الإنفاق المتهور، وهو عاجز في الوقت نفسه عن تلبية تلك الرغبات؛ لتدنّي الأجور، والغلاء، والبطالة المتفشية، إن التحولات الاقتصادية السريعة، وما صاحبها من تغيرات اجتماعية ،هزت القيم الاجتماعية الأصيلة من جذورها وعززت القيم المادية مما أدى لضعف  الصلات الأسرية .

وكل هذا يعنى أن المجتمع يجلس فوق بركان من الأمراض والأزمات الاجتماعية ، خاصة لدى بعض الشباب فيما يتعلق بالبطالة والسكن ومتطلبات المعيشة، وان  فقدان الثقة  فى صورة ارتفاع بعض الإمراض الخطرة على المواطنين

على العموم في الوقت الذي تصدر إشارات تحذر من خطورة ما هو قادم مع استفحال ألازمة الاقتصادية، في ظل انهيار الطبقة الوسطى، وارتفاع ارقام والفقر والبطالة خاصة إذا دمجنا الموضوع مع أرقام الإحصائيات التي أظهرت وجود تراجع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتحولات بنيوية في النظام الأسري الأردني، وقد تجاوزنا في المرحلة الماضية مفهوم العقد الاجتماعي ليصبح فردياً حيث الجميع يبحث عن حلول فردية في قارب نجاة له ولاسرتة في بحر ازمات تلاطم ، حيث لم يعد المجتمع قادراً علي حل جماعي للمشكلات وأصبح الفرد يعتمد على نفسه بالعودة إلى الخلايا البدائية الأولى 

واليوم فان قرع جرس إنذار قوى على خطورة الأوضاع المعيشية ، في إلا طراف البعيدة 'الأرياف ' فالفقراء والمحرومون، من أبناء القرى والإحياء الشعبية ، بينما البذخ والإسراف في السفر والإنفاق والكماليات لدى البعض يفوق الخيال لدى فئات أخرى.
وقد تلاقى ذلك مع شيوع ثقافة طلب الكماليات وتحويلها إلى ضروريات وأساسيات في كل بيت، وهي أعباء جديدة أضيفت على كاهل الأسرة وأفرزت أمراضاً اجتماعية.

وليطرح السؤال الكبير كيف  نستعيد الثقة ونرسخ ثقافة الحوار والتمسك بالعادات والتقاليد ونبذ العنف واحترام الرأى الآخر والعطف والهدوء والتخطيط الفردى والجماعي والدراسة.

في النهاية نحن بحاجة إلى المراجعة الشاملة لمعرفة نقاط ووضع الدراسات اللازمة واستعاب المتغيرات ويبقي السؤال: وكيف نعالج المجتمع من هذا الوباء الخطير وماذا تحمل الأيام القادمة بما أن الثقة تتواجد في كل مكان، ينزع الناس إلى اعتبارها أمرا مفروغا منه. ومن ثمة فإن تجذرها في مجتمعنا يجعل إقرار قيمتها وتقديرها أمرا صعبًا ، وهومع ذلك، فإن من شأن  تفكيك مكونات الثقة  وتحديدها وتحليلها المساعدة على تعميق فهم مجتمعاتنا ولأن الثقة هي اللحمة التي تجعل المجتمع متماسكا، فإن دراستها تساعدنا في تحديد الثغرات التي تعتري بناءه وتوفر سبل ترميمه شرح الروابط والشروخ الاجتماعية والسياسية في المجتمع  والأهم من ذلك، فإنها تمكن من اقتراح الخطوات فمن يجيب؟